السجن مدى الحياة لمئات المتهمين بالانقلاب الفاشل في تركيا

ضباط كبار في الجيش وطيارون من بين المحكومين عن تهم قيادة وتنفيذ محاولة الانقلاب قبل اربع سنوات.

انقرة - قضت محكمة في أنقرة الخميس بالسجن مدى الحياة على 337 شخصا من بينهم ضباط كبار وطيارون في سلاح الجو التركي، في ختام المحاكمة الرئيسية المرتبطة بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت الرئيس رجب طيب إردوغان العام 2016.
ودين هؤلاء الأشخاص بتهمة "محاولة الانقلاب على النظام الدستوري" و"محاولة اغتيال الرئيس" و"جرائم قتل متعمدة" على ما جاء في ملخص للحكم.
من جهة أخرى، حكم على 60 شخصا بعقوبات بالسجن لمدد مختلفة فيما برئ 75 في ختام هذه المحاكمة التي شملت نحو 500 متهم.
ومن الأشخاص المحكوم عليهم طيارون قصفوا مواقع عدة لها رمزية في العاصمة انقرة مثل البرلمان، وضباط ومدنيون قادوا محاولة الانقلاب من قاعدة اكنجي ليل 15-16 تموز/يوليو 2016.
وحكم على غالبية هؤلاء المتهمين بالسجن مدى الحياة مع "ظروف مشددة" للعقوبة. ويشمل ذلك ظروف سجن اكثر صرامة وهي عقوبة حلت في الترسانة القانونية التركية مكان عقوبة الإعدام التي ألغيت العام 2004.
ويتهم إردوغان الداعية فتح الله غولن بالتخطيط لمحاولة الانقلاب هذه. ويقيم غولن في الولايات المتحدة وهو ينفي ان يكون يقف وراء محاولة الانقلاب.
وتجرى محاكمات أخرى مع عدد اكبر من المتهمين. فيحاكم 520 شخصا في إطار قضية على ارتباط مع نشاطات الحرس الجمهوري خلال ليلة الانقلاب الفاشل.
ودانت المحاكم حتى الآن نحو 4500 شخص، حكم على ثلاثة آلاف منهم تقريبا بالسجن مدى الحياة على ما تظهر الأرقام الرسمية.
واتُهم القائد السابق للقوات الجوية أكين أوزتورك وآخرون في قاعدة أكينجي الجوية القريبة من أنقرة بقيادة عملية الانقلاب وقصف مبان حكومية منها البرلمان ومحاولة قتل الرئيس.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أنه صدر 79 حكما بالسجن المؤبد على أربعة من "زعماء العصابة"، ممن يطلق عليهم "أئمة مدنيون" بسبب صلاتهم بشبكة غولن، وذلك بتهم محاولة اغتيال الرئيس والقتل ومحاولة قلب النظام الدستوري.
وكان طيارو مقاتلات من طراز إف-16 أيضا من بين الذين صدرت عليهم أحكام مشددة بالسجن مدى الحياة، وهي العقوبة الأشد في المحاكم التركية، مما يعني عدم وجود إمكانية للإفراج المشروط عنهم.
واحتُجز قائد الجيش التركي آنذاك، وزير الدفاع حاليا، خلوصي أكار وقادة آخرون لعدة ساعات في القاعدة ليلة الانقلاب. 
وغولن (79 عاما)، الذي كان يوما ما حليفا لأردوغان ونفى أي دور له في محاولة الانقلاب، واحد من ستة متهمين يحاكمون غيابيا. وذكرت تقارير إعلامية أن ملفاتهم منفصلة عن المحاكمة الرئيسية.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي والمرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، في أعقاب الانقلاب الفاشل وشنت حملة واسعة النطاق أثارت قلق حلفاء أنقرة الغربيين.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الداخلية سليمان صويلو قوله إن نحو 292 ألف شخص اعتقلوا بسبب صلات مزعومة مع غولن واحتُجز 100 ألف منهم انتظارا للمحاكمة.
وفُصل نحو 150 ألف موظف مدني من أعمالهم أو أوقفوا بعد الانقلاب كما طُرد نحو 20 ألفا من الجيش. وأصدرت المحاكم أكثر من 2500 حكما بالسجن المؤبد.
وبعد مرور أربع سنوات ما زالت عمليات الشرطة التي تستهدف المشتبه بأن لهم صلات بكولن متواصلة بانتظام.