السراج يزور حقل الشرارة سعيا لامتصاص غضب المحتجين

رئيس الوزراء الليبي يصل الحقل النفطي للقاء المحتجين الذين أغلقوه ويتفق معهم على تشكيل لجنة للنظر في الشكاوى.

بنغازي (ليبيا) - قال مصدر حكومي ومحتج إن رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا فائز السراج وصل جوا الأربعاء إلى حقل الشرارة الجنوبي النفطي للقاء المحتجين الذين أغلقوا الحقل.

وقال أسامة الوافي أحد المحتجين إن السراج ورجال القبائل الذين يسيطرون على الحقل الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 315 ألف برميل يوميا اتفقوا على تشكيل لجنة للنظر في الشكاوى.

وأكد مجددا على المطالبة بوساطة الأمم المتحدة في الصراع. ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا المحتجين، وبعضهم مسلحون، الأسبوع الماضي إلى مغادرة الحقل الواقع في عمق المنطقة التي تفتقر للقانون في جنوب البلاد.

وقال علي الحسيني وهو قائد في مجموعة من الحراس الحكوميين تشارك في الاحتجاجات لقناة تلفزيون محلية إن على السراج أن يوفر لهم سبل تأمين الحقل. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي السراج في اجتماع مع بعض المحتجين.

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين من مكتب رئيس الوزراء للتعليق.

وأُغلق حقل الشرارة الأسبوع الماضي بعد أن سيطر عليه رجال قبائل وحراس أمن.

ويحاول مسؤولون إقناع المحتجين بإعادة فتح الحقل الذي ينتج 315 ألف برميل يوميا. والمحتجون بينهم رجال قبائل يطالبون بالتنمية وحراس يطلبون أجورا.

وفي محاولة أخرى لتهدئة المحتجين أفاد مرسوم بأن حكومة طرابلس أقرت إنشاء صندوق تنمية حجمه مليار دينار ليبي (717 مليون دولار) للجنوب المهمل منذ فترة طويلة.

حقل الشرارة
الشرارة يخلق توترات أخرى في ليبيا

ويتم نقل نفط حقل الشرارة عبر ميناء الزاوية الذي يضم أيضا مصفاة.

وتواجه ليبيا منذ عام 2013 موجة من إغلاقات الحقول النفطية ومرافئ التصدير من قبل مجموعات مسلحة ومدنيين يسعون للضغط على الدولة للحصول على امتيازات.

وعادة ما يتجه المسؤولون لإنهاء مثل تلك الأفعال عبر دفع أموال للمحتجين الذين يطالبون بإضافتهم إلى رواتب موظفي الحكومة.

ومحتلو الحقل منقسمون، إذ يقول عمال نفط إن أعضاء في حرس المنشآت النفطية يشيرون إلى أنهم سينهون الإغلاق مقابل مدفوعات نقدية سريعة. ويطلب حرس المنشآت النفطية إضافة المزيد من الرجال إلى رواتب الحكومة.

ويطالب رجال القبائل بأموال للتنمية في الأجل الطويل، وهو ما قد يستغرق وقتا.

ويقلّص إغلاق "الشرارة"، الإنتاج اليومي من النفط الخام بالحقل، بنحو 315 ألف برميل يوميا، و73 ألف برميل من حقل "الفيل" المعتمد على إمدادات الكهرباء من حقل الشرارة.

كما يؤثر الإغلاق أيضا على عمليات إمداد مصفاة "الزاوية" بالنفط ممّا سيكبّد الاقتصاد الليبي خسائر إجمالية بقيمة 32.5 مليون دولار أمريكي يوميًا، بحسب بيان مؤسسة النفط.

وتسببت الصراعات السياسية الحادة في ليبيا خلال السنوات الخمس الماضية بانخفاض كبير في الصادرات النفطية وتأخير خطط توسع كانت تستهدف إنتاج مليوني برميل يومياً بحلول 2017.

وتدير حكومتان متنافستان ضعيفتان ليبيا. وعادة ما تبدي المجموعات المسلحة ورجال القبائل والمواطنون الليبيون العاديون غضبا من ارتفاع التضخم وضعف البنية التحتية، ينصب على المؤسسة الوطنية للنفط التي يعتبرونها جهة مدرة لمليارات الدولارات من إيرادات النفط والغاز سنويا.