السعودية تحدد عدد الحجيج وتضع شرطا عمريا

السلطات السعودية تضع ضوابط صارمة بالسماح لعدد لا يتجاوز ألف شخص دون سن 65 بأداء مناسك الحج هذا العام ويقتصر فقط على حجاج من داخل المملكة.
سيخضع الحجيج لفحص كورونا قبل دخول مكة ثم الحجر الصحي بعد الانتهاء من الحج
استياء كبير لدى المسلمين حول العالم مع تفهم قرار السعودية بشأن الحج

الرياض - أعلن وزير الحج السعودي الثلاثاء أنه سيتم السماح "لنحو ألف" شخص بأداء الحج هذا العام، وذلك بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجدّ، بينما يتواصل انتشار الوباء في المملكة والعالم.

وقال وزير الحج السعودي محمد بنتن في مؤتمر صحافي، "لا زلنا في مرحلة المراجعة، قد تكون ألف أو أقل أو أكثر بقليل"، موضحا "لا نتوقع عشرات الآلاف ولا نتوقع مئات الآلاف".

ومن جانبه أعلن وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة في المؤتمر أن الحج سيقتصر هذا العام على من هم دون 65 عاما ولا يعانون من أي أمراض مزمنة.

وسيخضع المشاركون في الحج لفحص فيروس كورونا المستجد قبل وصولهم إلى مكة المكرمة، وسيطلب منهم الحجر المنزلي بعد عودتهم من أداء الفريضة.

ووضعت السلطات السعودية ضوابط صارمة لحج محدود هذا العام يقتصر فقط على حجاج من داخل المملكة.

وأعرب عدد كبير من المسلمين الثلاثاء عن خيبة أملهم إثر قرار السعودية إقامة الحج بعدد محدود هذا العام، لكن معظمهم أكدوا أنهم يتفهمون ذلك مع سعي المملكة لمنع تفشٍ كبير لفيروس كورونا.

وكانت الخطوة منتظرةً منذ بعض الوقت، وألغت بعض الدول بالفعل خطط مشاركة مواطنيها في الحج، إلا أن الإعلان جاء مخيباً للآمال رغم ذلك بالنسبة للمسلمين الذين يدفعون مبالغ كبيرة وينتظرون لوقت طويل للتمكن من أداء هذه الفريضة.

وقالت قمرية يحيى البالغة 68 عاماً من إندونيسيا أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان "كانت لدي آمال كبيرة بزيارة مكة".

وسبق أن منعت إندونيسيا مواطنيها من السفر إلى الحج في وقت سابق هذا الشهر. وأضافت قمرية "كنت أحضر لذلك لسنوات. لكن ما العمل؟ هذه مشيئة الله، إنه القدر".

حج استثنائي دون مشاركة مسلمين من خارج السعودية لأول مرة في تاريخ المملكة الحديث
حج استثنائي دون مشاركة مسلمين من خارج السعودية لأول مرة في تاريخ المملكة الحديث

وأعربت مجموعة تمثل 250 شركة لتنظيم الحج في إندونيسيا، عن تفهمها القرار لأن الحدث المقرر أواخر يوليو/تموز ويستمر 5 أيام ستترتب عليه "مخاطر" في الوقت الحالي.

وقال شهادات حسين تسليم مدير مجموعة تمثل وكالات الحج البنغلادشية، إن "الكثير من الناس سيشعرون بحزن شديد" من القرار، لكنه رأى أنه كان للأفضل.

وأضاف حسن تسليم "على عكس الدول الأخرى غالبية الحجاج البنغلادشيين هم من الكبار في السن، وبالتالي هم أكثر عرضة لكوفيد-19".

وفي الهند المجاورة ذكر وزير شؤون الأقليات أن 200 ألف شخص قدموا طلبات للذهاب إلى الحج لعام 2020، وسيتلقون تعويضاً كاملاً عن أموالهم التي دفعوها لذلك.

واعتبر محمد عزمي عبدالحميد من المجلس الاستشاري للجمعيات الإسلامية الماليزي الخيري، أنه كان ينبغي إشراك الدول الإسلامية كافة "بقرار جماعي" بشأن الحج.

وقالت يحيى من إندونيسيا "سأذهب للحج العام المقبل، سأصلي لأبقى بصحة جيدة حتى ذلك الحين".

والحجّ الذي سيبدأ في الأيام الأخيرة من يوليو/تموز المقبل، يعدّ من أكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.

وقد يشكل أداء هذه الفريضة بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى حيث أن ملايين الحجاج من حول العالم يتدفّقون على المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك.

وستكون هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث التي لا يشارك فيها مسلمون من خارج المملكة في أداء الفريضة التي شارك بها 2.5 مليون شخص العام الماضي.

ولم يوضح بنتن آلية اختيار الحجاج، ولكنه قال إن "السعودية تنسق مع جميع البعثات الدبلوماسية الموجودة في المملكة لمعرفة الأعداد من الأخوة غير السعوديين والمقيمين في المملكة العربية السعودية والتي تنطبق عليهم الشروط الصحية التي حددتها وزارة الصحة و في ذلك الوقت يتم تحديد العدد".

وتحاول المملكة احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد مع ازدياد كبير في الحالات المسجلة يوميا وحالات الوفاة منذ تخفيف إجراءات حظر التنقل في البلاد أواخر الشهر الماضي. ولا تزال الرحلات الدولية معلّقة في السعودية.

وتقول مصادر إنه في المستشفيات السعودية تمتلئ أسرة العناية المركزة بشكل سريع مع تزايد أعداد العاملين في مجال الصحة المصابين. وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 161 ألف إصابة بالفيروس، بينما تجاوز عدد الوفيات 1300.