السعودية تدخل الشرطة النسائية الى الحرمين

التشديد على خنق المرأة أدى الى انتشار الفياغرا والدخول المفرط الى المواقع الاباحية والنسبة الهائلة من العنوسة والنسبة المرتفعة لهجرة الشباب ووجود الجنس الثالث.
لا بد من حركة إصلاح تحرر المرأة وتسهل الزواج وتحفظ الحقوق
عندما لا تلتف المرأة بالقماش من رأسها الى قدميها، فهي انسان بالدرجة الأولى قبل أن تكون امرأة

استحدثت المملكة العربية السعودية نظاما لنشر الشرطة النسائية في الحرمين، والهدف أمر بديهي لا يخفى على أحد وهو التعامل مع الحالات الخاصة بالنساء بدلا من تعامل الشرطة الرجال. وقد انشغل المشايخ بفتاوى الحلال والحرام، وخاضوا في تفاصيل المرأة بشكل خادش للحياء، ومن هذه الفتاوى "يجب أن يكون لباسها لا يصف ولا يشف" مع أن ملابس الشرطة عالمية ولا مجال لتغييرها، وكذلك "يجب أن ترتدي البرقع" وهذا يجعل المكان معرضا للمندسين الذين يدخلون للتخريب وقد حدث ذلك من قبل، ومنهم من قال "يجب عدم التبرج"، وأحدهم قال "يجب ألا تنحني لكي لا تظهر مؤخرتها" وهو يقصد أن الانحناء يجعل المؤخرة ظاهرة على زاوية الانحناء، ولكنها تظهر حتى من الجلباب، والمؤخرة جزء من الجسم ولا سبيل لاستئصالها.

الغريب في الأمر أن بلاد المسلمين من أكثر الشعوب استهلاكا للفياغرا ويشترونها من السوق السوداء، مما يدل على وجود مشاكل لدى الرجال في ممارسة الحياة الطبيعية كما أظهرت الإحصاءات أنهم من أكثر الشعوب دخولا الى المواقع الإباحية، وأظهرت الإحصاءات كذلك أن نسبة العنوسة بين العرب هي من أعلى النسب في العالم، ويوجد طوفان من هجرة الشباب، ولا داع لذكر وجود الجنس الثالث ولكنه مسكوت عنه، فكيف يمكن التوفيق بين هذا التشديد على خنق المرأة وهذه الإحصاءات؟

من أهم علماء النفس الاجتماعي في العصر الحديث العالم السويسري كارل يونغ والذي فسر الأمراض تفسيرا علميا بقوله أن ترك الأمور المتناقضة والمغايرة للحقيقة ومنع الخوض فيها، تبقى حبيسة في اللاوعي وتشكل مناطق ظلال (shadows) تؤدي الى الأمراض النفسية كالذهان والانفصام والاكتئاب والتراجع والانغلاق والاحباط والتقليل من شأن الذات والسلبية والتفكير الغيبي ولا سبيل الى معالجتها إلا من خلال إبرازها ومناقشتها واتخاذ قرار بشأنها، فعندما يقوم المجتمع بإجبار الفرد على قبول المتناقضات تحت طائلة العقاب الرسمي أو المجتمعي، يصبح الفرد غير فاعل ولا يخوض في المسائل المحرمة وتنتشر الظلال في اللاوعي، حتى يصبح المجتمع هشا ومتخلفا.

الخطورة تكمن في أن الرجال هم أكثر تعرضا للخطر من النساء، فالجيوش تتكون من الرجال بشكل رئيسي ومعظم العلماء هم من الرجال وبشكل عام فالإنجازات العظيمة هي من صنع الرجال بشكل رئيسي مع وجود مساهمة بسيطة جدا من النساء، وهذا المقال يدافع عن الرجال وليس عن النساء، فالمجتمع بحاجة الى رجال يفكرون بطريقة علمية ولهم استقلالية فكرية ولا يتقبلون الأمور عن طريق التشريب الذهني دون مساءلة أو محاكمة للأفكار التي تفرض عليهم، لأن المجتمع يحتاج الى رجال تفكر وتصنع وتقاتل ومفعمة بالرجولة والاعتزاز بالنفس. فكيف تربي رجلا على الأفكار الخاطئة ثم تنتظر منه الانطلاق والقوة والعزيمة وقد قيدت غريزته ومنعته من السلوك الطبيعي المتفق مع الفطرة؟

عندما تكون المرأة غير ملفوفة بالقماش من رأسها الى قدميها، تكون انسانا بالدرجة الأولى قبل أن تكون امرأة، ولن يلتفت الرجال الى "مؤخرتها" بل سيعتمدون على معايير أخرى للمرأة غير جسدها، مثل سلوكها وأخلاقها وتعليمها وجهدها، وبهذا يكون للمرأة القبيحة نصيب من الحياة الطبيعية إذا كانت نزيهة ومستقيمة بدلا من النسبة الفلكية من العانسات.

إن التشديد على خنق المرأة أدى الى انتشار الفياغرا والدخول المفرط الى المواقع الاباحية والنسبة الهائلة من العنوسة والنسبة المرتفعة لهجرة الشباب، ووجود الجنس الثالث، ناهيك عن قبول الناس بالمتناقضات وتفشي الأمراض النفسية ونكوص المجتمع وعدم الإقدام وتدني الاعتزاز بالنفس والوطن.

لا بد من حركة إصلاح تحرر المرأة وتسهل الزواج ولا بد من تعديل قوانين الأحوال الشخصية لحماية المرأة والطفل وضبط الحقوق المالية بشكل فعال، وهذا ليس خدمة للنساء بل للرجال وحماية لهم من الانحراف والحد من هجرتهم ومنعا لانتشار الأمراض النفسية، وبالتالي خدمة للمجتمع برمته.