السعودية تسحب الجنسية من "ولي عهد الجهاد"

الولايات المتحدة تعرض مكافأة قدرها مليون دولار لمن يكشف لها عن مكان نجل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، في ظل تزايد الشكوك حول تواجده في إيران.
واشنطن تعرض مليون دولار لمن يدلها عن مكان بن لادن الإبن
وكالة الاستخبارات الأميركية تكشف عن علاقة إيران بالقاعدة

الرياض - سحبت المملكة العربية السعودية الجنسية من حمزة بن لادن نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وذلك تجاوبا مع الجهود الدولية للتعاون في مكافحة الإرهاب حسب بيان نشرته صحيفة أم القرى الرسمية.

وأكدت الصحيفة نقلا عن "وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية" أنه "صدر أمر ملكي (...) بشأن الموافقة على إسقاط الجنسية السعودية عن حمزة أسامة محمد بن لادن من السجلات الرسمية" بتاريخ 22 فبراير.

وعرضت الولايات المتحدة، حليفة السعودية، أمس الخميس، مكافأة مالية قدرها مليون دولار لمن يزودها بمعلومات تقود إلى القبض على حمزة بن لادن، الذي قالت انه أحد "القياديين الأساسيين" في تنظيم القاعدة.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن هذه المكافأة هي مقابل معلومات "تتيح التعرف عليه أو تحديد مكانه في أي بلد كان"، ووصفته بأنه "قيادي صاعد" لتنظيم القاعدة.

وأضافت الخارجية أن حمزة بن لادن "نشر عبر الانترنت منذ أغسطس 2015 على الأقل رسائل صوتية ومصورة تدعو لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وهدد بشن هجمات ضد الولايات المتحدة انتقاماً لوالده الذي قتل في أي مايو 2011 على أيدي جنود أميركيين".

وتنظيم القاعدة الذي يقوده المصري أيمن الظواهري حاليا، يقف خلف هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وأسس والد حمزة، أسامة بن لادن، تنظيم القاعدة وقاده حتى مقتله في مايو 2011 في عملية للقوات الخاصة الأميركية في مقر سكنه في إبوت أباد في باكستان حيث كان مختبئا.

وكان أسامة بن لادن أيضا مجردا من جنسيته السعودية، ويعتبر ابنه حمزة المفضل لديه وخليفته، ويلقب بـ"ولي عهد الجهاد" واسمه موجود أصلا على اللائحة الأميركية السوداء للأشخاص المتهمين بالإرهاب.

وتظهر وثائق من بينها رسائل نشرتها وكالة فرانس برس في مايو 2015 أن أسامة بن لادن أراد أن يخلفه ابنه في قيادة التنظيم الجهادي العالمي المناهض للغرب.

وبحسب خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة فإن حمزة بن لادن البالغ من العمر الآن ما يقرب من ثلاثين عاما، يقود جماعة أنصار الفرقان التي تستقطب منذ بضعة أشهر في سوريا مقاتلين من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.

وحمزة هو الابن الخامس عشر لبن لادن من زوجته الثالثة، وجرى تحضيره منذ الطفولة للسير على خطى والده. وكان إلى جانبه في أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث تعلم كيفية استخدام السلاح، مهددا في فيديوهات الأميركيين واليهود و"الصليبيين".

وفي أرشيف القاعدة الذي صادره الأميركيون في عام 2011 وكشفت عنه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أواخر عام 2017، يظهر فيديو لزفاف حمزة بن لادن، يبدو أنه في إيران. وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها وهو راشد.

وتتضارب المعلومات حاليا حول مكان وجود حمزة بن لادن. ويعتقد أنه قضى سنوات مع والدته في إيران.

 وقال أحد إخوة حمزة لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية العام الماضي إن مكان تواجد أخيه غير الشقيق مجهول لكنه قد يكون في أفغانستان.

ورجح مساعد وزير الخارجية للشؤون الدبلوماسية والأمن، مايكل إيفانوف أن يكون حمزة في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية، وربما عبر إلى إيران.

لكن فيديو زفاف بن لادن الابن في إيران يشكل الدليل على وجود علاقة تعاون بين طهران وزعيم تنظيم القاعدة.

يذكر أن دعم إيران تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى كان أحد الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع طهران.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت إيران بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة منذ العام 1991، إلا أن وثائق وكالة الاستخبارات الأميركية تعتبر الدليل المباشر الأول على وجود علاقات وثيقة بين النظام الإيراني والتنظيم الإرهابي.