السعودية تقلل من أهمية مزاعم مبالغ فيها عن خلاف مع الإمارات
لندن - هونت السعودية اليوم الثلاثاء من شأن تقرير إعلامي أميركي زعم وجود خلافات بين الرياض وأبوظبي وهو التقرير الذي ادعى كذلك وجود نقاشات داخلية في الإمارات حول الانسحاب من التحالف النفطي بين منظمة الدول المصدرة للنفط بقيادة المملكة و10 منتجين من خارجها بقيادة روسيا والمعروف اختصار باسم تحالف أوبك+ وهي وادعاءات سبق لمسؤولين إماراتيين أن نفوا صحتها.
وقلل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل من أهمية تقرير صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية حول وجود خلاف بين بلاده والإمارات بشأن عدد من القضايا من بينها أوبك واليمن.
وقال للصحفيين في لندن "جميع القرارات في أوبك وأوبك+ تُتخذ عبر حوار مكثف جدا بين جميع الشركاء… كل بيان أراه من جميع الشركاء في أوبك+ يعكس ذلك التوافق"، في إشارة إلى التحالف الذي يضم أوبك ودولا أخرى من بينها روسيا.
كما هون من شأن فكرة وجود خلاف أوسع نطاقا بين المملكة والإمارات، مجددا التأكيد على العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الحليفين قائلا "لدينا شراكة قوية جدا بين الإمارات والمملكة. هل نتفق على كل شيء طوال الوقت؟ ربما لا، لكن التقارير عن وجود خلاف، التي غالبا ما تكون مبالغة وعادة تستند إلى مصادر غير معلنة، لا تدرك مدى عمق العلاقة".
وكرر ما قاله وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الشهر الماضي حول استمرار العمل باتفاق أوبك+ الحالي المتعلق بإنتاج النفط حتى نهاية العام.
وأضاف الأمير فيصل "نقول دوما إننا ملتزمون بسوق مستقرة… وزير الطاقة يشعر بأن السوق ليست بحاجة إلى تغييرات في الإنتاج حتى نهاية العام".
وأفاد مصدران مطلعان لرويترز الأسبوع الماضي بأن التقرير الإعلامي الذي ذكر أن الإمارات تفكر في مغادرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) "بعيد عن الحقيقة".
وجاءت تصريحات الوزير السعودي لمتناغمة مع نفى مسؤولين إماراتيين رفيعو المستوى الأسبوع الماضي نيّة بلادهم مغادرة منظمة أوبك، وفق ما نقلت عنهم وكالة بلومبرغ الأميركية ردا على ما نشرته صحيفة 'وول ستريت جورنال'.
وكان تقرير الصحيفة الأميركية قد تسبب في تراجع أسعار النفط بعد ساعات من صدوره، فيما جاء كذلك في سياق فتور في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية على خلفية قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا.
ويبدو التقرير الأميركي موجها في إطار إثارة البلبلة وإحداث شروخ في صفوف أعضاء الكارتل النفطي الذي يضم روسيا التي تخضع لعقوبات غربية على خلفية غزوها لأوكرانيا.
وأشار أحد المصادر إلى أن السلطات الإماراتية كانت تفكر منذ عدة سنوات في تحديد التحالفات التي من شأنها أن تخدم المصالح طويلة الأجل للدولة على أفضل وجه، مؤكدا في الوقت ذاته أن لا نية لأبوظبي حاليا لمغادرة تحالف أوبك+.
وأوضح وفق وكالة بلومبرغ، أن مساوئ مثل هذا القرار تفوق الإيجابيات التي يتضمنها قائلا "إذا انسحبت الإمارات فجأة من أوبك، فقد يتسبب ذلك في انفصال سياسي ليس فقط مع المملكة العربية السعودية أحد أكبر الشركاء التجاريين للبلاد وإنما أيضا مع حلفاء آخرين في منطقة الخليج، مثل الكويت والعراق".
وأكدت الإمارات والسعودية مرارا على عمق العلاقات التي تربطهما وعلى تحالفهما الاستراتيجي، بينما تقول مصادر إن ما يروج من ادعاءات حول وجود خلافات ليس إلا تضخيما لتباين أو اختلاف في وجهات لنظر في قضايا معينة وهو أمر طبيعي في أي علاقات بين حليفين.
لكن حتى في هذا السياق يبقى الاختلاف في وجهات النظر في سياقاته الطبيعية وبما يخدم مصالح الشعبين وبما يعزز علاقة التعاون والشراكة بين البلدين.