السعودية ستحكم على رئيسي من خلال الأفعال لا الأقوال

وزير الخارجية السعودي يرد على تصريحات الرئيس الإيراني المنتخب حول جعل تحسين العلاقات مع الخليج أولوية سياسته الخارجية، بالإشارة إلى أن الزعيم الأعلى علي خامنئي هو صاحب القول الفصل في السياسة الخارجية.
إعادة تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية رهين بنوايا طهران وممارساتها
برنامجا إيران النووي والصاروخي يقلقان دول المنطقة

فيينا - علقت السعودية اليوم الثلاثاء على تصريحات الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي التي قال فيها إنه لا توجد عقبات أمام إعادة تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران وأنه يضع على رأس أولوياته في السياسة الخارجية تحسين العلاقات مع دول الخليج، بالقول إنها ستحكم على رئيسي من خلال الأفعال لا الأقوال، مشيرة إلى أن من يقود السياسة في إيران هو المرشد الأعلى علي خامني.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم الثلاثاء إن المملكة ستبني حكمهما على حكومة الرئيس الإيراني المنتخب حديثا بناء على الوقائع على الأرض، لكنه أضاف أن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي هو صاحب القول الفصل في السياسة الخارجية.

ورئيسي قاض من غلاة المحافظين حقق فوزا كان متوقعا في الانتخابات التي أُجريت يوم السبت الماضي. وقال أمس الاثنين إنه يريد تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية في حين دعا السعودية إلى وقف تدخلها في اليمن على الفور.

ولم تحسم الحرب في اليمن بعد نحو 6 سنوات من تدخل السعودية على راس تحالف عسكري عربي دعما للشرعية في مواجهة انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، على السلطة الشرعية. وتعارض الرياض كذلك الاتفاق النووي الإيراني الذي تحاول طهران وواشنطن إحياءه عبر محادثات غير مباشرة.

وقال الوزير السعودي في مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي "السياسة الخارجية في إيران، من منظورنا، يديرها الزعيم الأعلى على أي حال. لذلك نحن نبني تعاملاتنا ونهجنا مع إيران على أساس الوقائع على الأرض والتي ستكون مصدر حكمنا على الحكومة الجديدة بصرف النظر عن من يتولى المنصب".

ولم يوضح كيف يريد لهذا الواقع أن يتغير، لكنه قال إنه "منزعج للغاية" من عدم رد إيران حتى الآن على أسئلة بخصوص برنامجها النووي، في إشارة على ما يبدو إلى سعي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحصول على تفسيرات بشأن مصدر جزيئات يورانيوم عُثر عليها في موقع تحت الأرض في الجمهورية الإسلامية.

وتواصل السعودية وحلفاؤها في الخليج الضغط على إيران بشأن البرنامج النووي الذي تقول طهران إنه سلمي تماما، فضلا عن برنامجها للصواريخ الباليستية. وتعتقد وكالات المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران كان لديها برنامج سري للأسلحة النووية أوقفته عام 2003.

وبدأت السعودية وإيران محادثات مباشرة في أبريل/نيسان في محاولة لاحتواء التوتر بينهما، فيما كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعلن في مقابلة تلفزيونية مطولة أن إيران هي في النهاية دولة جارة ولابد من حل الخلافات. كما دعا الحوثيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، لإنهاء الأزمة اليمنية.