السعودية والصين تنفتحان على شراكة أوسع في المجال الدفاعي

بكين والرياض تجريان مباحثات عسكرية بهدف تعزيز التعاون الدفاعي وسط مخاوف أميركية من تصاعد النفوذ الصيني في الخليج.
اهتمام سعودي متزايد بتعزيز العلاقات مع الصين في مختلف المجالات
السعودية تسعى لتنويع وارداتها العسكرية وعدم التعويل فقط على الدعم الغربي

الرياض - أجرت السعودية والصين مساء الأربعاء مباحثات عسكرية بهدف تعزيز التعاون الدفاعي بحسب بيان لوزارة الدفاع السعودية، فيما تسعى بكين للتواجد بقوة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ما يثير مخاوف واشنطن التي تهدف لاحتواء النفوذ الصيني دوليا.
وتأتي المباحثات الصينية السعودية وسط تنامي العلاقات بين البلدين منذ توقيع اتفاق الشراكة الشاملة أواخر العام الماضي.
وذكر البيان أن رئيس هيئة الأركان العامة السعودي، فياض الرويلي، استقبل اللواء فان جيان جون، رئيس فريق العمل العسكري الصيني السعودي المشترك.
وأشار إلى أن الجانبين "بحثا العلاقات الثنائية والتعاون في المجال العسكري والدفاعي وسبل تعزيزه"، دون تفاصيل عن مدة زيارة جيان جون للبلاد.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، وقع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الصيني شي جين بينغ اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، على هامش زيارة الأخير للرياض، بينما أكد شي أن زيارته إلى المملكة ستفتح "عصرا جديدا" للعلاقات مع المملكة والعالم العربي ودول الخليج.
ووقع البلدان العديد من الاتفاقيات شملت الجانب التجاري والصناعي والعسكري والطاقي وفي البنية التحتية إضافة لتعزيز الاستثمارات الصينية في المملكة.
وزودت الصين السعودية بمعدات عسكرية مختلفة في اطار صفقات حيث تسعى الرياض لتنويع وارداتها العسكرية وعدم التعويل فقط على الدعم العسكري الاميركي الذي بات في مراحل معينة مشروطا بتنازلات سياسية.
وأدارت الرياض وجهها ناحية بكين بعد خلافات في العلاقات مع واشنطن عقب قرار خفض انتاج النفط ضمن مجموعة ابوك+ وهو ما اعتبره الجانب الاميركي رسالة دعم لروسيا في مواجهة العقوبات الأميركية بعد غزو موسكو للأراضي الأوكرانية.
ومثل قبول السعودية في مجموعة بريكس التي كانت الصين من بين مؤسسيها البارزين ابرز مثال على حجم التقارب الصيني السعودي.
وحققت الصين اختراقا كبيرا في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بالوقوف وراء عقد اتفاق في شهر مارس/آذار الماضي لاستئناف العلاقات بين طهران والرياض وهو ما اثار مخاوف أميركية وإسرائيلية.
وتعتبر الصين الشريك التجاري الأول لكل من السعودية وإيران، وتربطها بهما "شراكة إستراتيجية شاملة"، ولم يكن بالإمكان الذهاب بعيدا في هذه الشراكة مع هذين الخصمين اللدودين دون تحقيق هذه المصالحة.
وتشعر الولايات المتحدة بالتداعيات السلبية للنفوذ الصيني المتصاعد في الخليج على مصالحها لذلك سعت مؤخرا لانقاذ شراكتها الاستراتيجية مع الرياض.
وتوجه عدد من المسؤولين الأميركيين على رأسهم مستشار الرئيس للامن القومي جاك سوليفان للرياض لبحث العديد من الملفات من بينها النفوذ الصيني المتعاظم.
ومن المنتظر ان يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين التي ستعقد في العاصمة الهندية نيودلهي.