السلالة البريطانية لكورونا تتسلل الى تونس

وزارة الصحة التونسية تعلن تسجيل السلالة البريطانية المتحورة شديدة العدوى وتدعو إلى مواصلة الحذر واليقظة والالتزام بالإجراءات الوقائية والبروتوكولات الصحية.

تونس - أعلنت وزارة الصحة التونسية تسجيل السلالة البريطانية المتحورة من فيروس كورونا، والمعروفة بطفرة لندن.
جاء ذلك في بيان للوزارة دون إعلان عدد الحالات المصابة بتلك السلالة وما إذا كانت واحدة أو أكثر.
وهذه السلالة من فيروس كورونا تم اكتشافها لأول مرة في 20 سبتمبر/أيلول، بمدينة كينت ببريطانيا، وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن عدد البلدان التي ظهرت فيها بلغ 86.
وقالت وزارة الصحة التونسية أن "نظام المراقبة لم يكشف حتى اليوم بالبلاد أي نوع من السلالة المتحورة في جنوب إفريقيا أو البرازيل".
ودعت إلى "مواصلة الحذر واليقظة والالتزام بالإجراءات الوقائية والبروتوكولات الصحية المعلنة من قبل وزارة الصحة".
وأعلنت تونس، الإثنين، تسجيل 392 إصابة جديدة بكورونا، و21 وفاة، و722 حالة شفاء.
وأفادت وزارة الصحة بأن إجمالي الإصابات بالفيروس ارتفع إلى 233.669، منها 8.022 وفاة، و198.778 حالة شفاء. 
وينذر ظهور السلالة البريطانية في تونس المعروفة بانها شديدة العدوى والانتشار بتفاقم الوضع الصحي الهش وازدياد عدد الاصابات في المستقبل القريب لا سيما في ظل عدم وصول اللقاحات الى البلد الذي نجح خلال الموجة الأولى من الجائحة في القضاء على انتشار الفيروس بفضل تدابير احترازية مشددة لكنه فشل في مواصلة السيطرة على الوضع الوبائي بعد فتح الحدود. 
وحتى الآن لم تتلق تونس أي شحنات من لقاحات كورونا وهي من البلدان القليلة التي لم تحصل عليها وسط إحباط اجتماعي من تهاون الحكومة في التعامل بجدية مع الوضع الصحي الدقيق. 
وتعوّل تونس بشكل كبير على المانحين الدوليين ومنهم البنك الدولي الذي اشترط حصول اللقاح على التراخيص اللازمة من منظمة الصحة العالمية لتمويل عملية جلبه.
وتونس هي آخر الدول التي ستنطلق في حملات التطعيم في المنطقة بعد أن شرعت كل من المغرب والجزائر منذ فترة في ذلك.
قال نواب في البرلمان التونسي إن لقاحات مضادة لفيروس كورونا وصلت لتطعيم مسؤولين كبار في الدولة، لكن رئاسة الجمهورية قالت إنه لم يتم تطعيم أي شخص من الرئاسة بما فيهم الرئيس وإن ألف جرعة حصلت عليها الرئاسة وجهت للطب العسكري.
وقال مسؤول من الرئاسة "تحصلت الرئاسة على 1000 جرعة تلقيح هدية من الإمارات ولكن الرئيس قيس سعيد منحها كلها لمصالح الصحة العسكرية".
ويعبّر أطباء في مستشفيات تونسية عن قلقهم إزاء ارتفاع عدد مرضى كوفيد-19 الذي يشكل تحديا حقيقيا لنظام صحي هش.
وكان علماء بريطانيون قالوا إن العالم يواجه نحو 4000 سلالة من الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19، وتم توثيق آلاف السلالات مع تحور الفيروس، ومنها السلالات التي يطلق عليها البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية والتي تنتشر أسرع من غيرها.
وقال خبراء في وقت سابق إن أعراض الإصابة بالنسخ المتحورة من كورونا تشمل العلامات الثلاثة الشائعة وهي سعال مستمر جديد وحرارة عالية وفقدان أو تغير في حاسة الشم أو التذوق، بالإضافة إلى الصداع والإسهال والحمى والقشعريرة وضيق التنفس والاعياء والآلام في العضلات أو الجسم وللتهاب الحلق واحتقان أو سيلان الأنف والغثيان أو القيء.
ورغم ظهور آلاف السلالات الناجمة عن تحور الفيروس مع استنساخه، يرجح خبراء أن تكون لأقلية صغيرة جدا منها فقط أهمية وإن تغير الفيروس بطريقة ملحوظة.
وتنشغل شركات الأدوية المصنعة للقاحات بتطوير وتعديل منتجاتها بسرعة لمواجهة التحورات الفيروسية الاكثر انتشارا إذا لزم الأمر.
ويتوقع الخبراء بقاء فيروس كورونا إلى الأبد على أن يصبح مرضا خفيفا، مثل أنواع فيروسات كورونا أخرى تصيب البشر بأعراض شبيهة بالزكام، لكن التحورات الجديدة تصعّب التنبؤ بمسار الوباء.