السلطة الفلسطينية تطالب بوقف كافة إجراءات التصعيد الإسرائيلية

لقاء بين مسؤولين أميركيين وفلسطينيين يتمحور حول آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس.
مسؤولون فلسطينيون يطالبون بوقف ما أسموه "إرهاب" المستوطنين

رام الله (الضفة الغربية) - شكّلت التطورات السياسية والميدانية والتصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية بما فيها مدينة القدس محور لقاء جمع اليوم الأربعاء بين مسؤولين أميركيين وفلسطينيين تزامنا مع مساع للتهدئة ونزع فتيل التصعيد، بينما تتواصل المداهمات الإسرائيلية والإجراءات الانتقامية بحق عائلات منفذي الهجمات.

وتسود الضفة الغربية والقدس الشرقية حالة من التوتر الشديد عقب اقتحام إسرائيلي لمخيم جنين الخميس الماضي أسفر عن مقتل 10 فلسطينيين، تلته عملية إطلاق نار نفذها مسلح فلسطيني خارج كنيس يهودي وأسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين في أعنف هجوم شهدته القدس منذ سنوات.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إنه استقبل في مكتبه بمدينة رام الله مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف والمبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو.
وأوضح الشيخ أن اللقاء جرى بحضور المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة وبحث المجتمعون آخر المستجدات السياسية والميدانية في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس، مضيفا أن اللقاء تطرق كذلك إلى ما أسماه "إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم اليومية على أراضي وممتلكات المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية والتصعيد المستمر بحق الأسرى في سجون الإسرائيلية".
وأكد على ضرورة وقف إسرائيل لكافة الإجراءات التي وصفها بـ"أحادية الجانب" والضغط على حكومتها لوقف كافة أشكال التصعيد وضرورة الالتزام بالاتفاقيات الموقّعة مع منظمة التحرير.
كما دعا إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وصولا إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 والقدس الشرقية وقطاع غزة.
ويأتي هذا اللقاء بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الضفة الغربية ولقائه الرئيس محمود عباس، مؤكدا دعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود وسبق ذلك اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين.

وقامت السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي بتعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل إثر حملة مداهمة واسعة تشنها القوات الإسرائيلية في جنين وأججت غضب زعماء السلطة الفلسطينية. وشهد شهر يناير/كانون الثاني حصيلة دموية هي الأعلى منذ عام 2015 إذ سجّل خلاله مقتل 35 فلسطينيا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، بينما يؤكد مسؤولون ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الممتلكات الفلسطينية.

وتضاءلت فرص تجسيد حل الدولتين بعد أن انهارت آخر جولة للمحادثات في 2014 والتي جرت بوساطة الولايات المتحدة وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيعيد تأسيس قنصلية للفلسطينيين كان سلفه دونالد ترامب قد أغلقها لكنه لم يكشف عن مكان وموعد افتتاحها.

والوضع مرشح للتصعيد أكثر بعد أن عزز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من وجود القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتعهد باتخاذ إجراءات إضافية لحماية المستوطنات.  

ويشير مراقبون إلى أن أي مبادرة من نتنياهو لخفض حدة التوتر دون موافقة شركائه من اليمين الديني والقومي ستؤثر سلبا على التحالف الحكومي الهش.

ويصر نتنياهو على أن إسرائيل لا تسعى للتصعيد وترغب في تفادي أي مواجهة جديدة في الوقت الحالي لكن المؤشرات الحالية لا تبشر باحتواء التوترات، خاصة بعد أن دعا المزيد من الإسرائيليين إلى حمل السلاح لمواجهة مثل هذه الهجمات في الشوارع لكنه حذرهم في المقابل من اللجوء إلى العنف.

وتبرر إسرائيل مداهماتها في الضفة الغربية بأنها تستهدف المشتبه في ضلوعهم بهجمات دامية، بينما يعتبرها الفلسطينيون اعتداءات على الأراضي المحتلة.

وتشير البيانات إلى أن تأييد حل الدولتين تدنى إلى مستوى تاريخي ووفقا لاستطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية مؤخرا فإن 33 في المئة فقط من الفلسطينيين و34 في المئة من اليهود يقولون إنهم يؤيدون ذلك.