السودان رسميا خارج اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

واشنطن تعلن دخول إلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب حيز التنفيذ، حيث تم نشر الإشعار في السجل الفيدرالي الأميركي.
السودان يتخلص من أحد أعباء إرث البشير الثقيل
رفع السودان من لائحة الإرهاب يفك عزلته ويساعده على تجاوز الأزمة الاقتصادية

الخرطوم - سحبت الولايات المتحدة الاثنين رسميا السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب التي ادرجت فيها في العام 1993 على ما أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم عبر صفحتها على شبكة فيسبوك.

وأعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم دخول إلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب حيز التنفيذ بداية من الاثنين.

وقالت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، إن "قرار إلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب بات ساري المفعول اعتبارا من اليوم الإثنين".

وكتبت على صفحتها "انقضت فترة إخطار الكونغرس البالغة 45 يومًا ووقع وزير الخارجية إشعارًا يفيد بأن إلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب ساري المفعول اعتبارًا من اليوم 14 ديسمبر/كانون ثاني".

وأضافت السفارة بأن هذا الإشعار تم نشره في السجل الفيدرالي.

وقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في تغريدة له على تويتر، إن رفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيدعم الانتقال الديمقراطي ويعزز فرص نجاح الفترة الانتقالية.

وأضاف البرهان "الشكر للإخوة و الأصدقاء والشركاء الإقليميين والدوليين الداعمين للسودان، الشكر للإدارة الأميركية على اتخاذ القرار التاريخي القاضي بشطب بلادي من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

وتابع "التحية والتهنئة للشعب السوداني بمناسبة خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، مضيفا "هذا العمل العظيم نتاج جهد بذله أبناء بلادي وتم بذات الروح التكاملية لجماهير ثورة ديسمبر الشعبية والرسمية".

من جانبه رحب رئيس مجلس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، في منشور عبر فيسبوك بقرار واشنطن، قائلا "اليوم وبعد أكثر من عقدين، أعلن لشعبنا خروج اسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب وانعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحمنا فيه سلوك النظام المخلوع (الرئيس المعزول عمر البشير".

وأضاف "اليوم نعود بكامل تاريخنا وحضارة شعبنا وعظمة بلادنا وعنفوان ثورتنا إلى الأسرة الدولية كدولة محبة للسلام وقوة داعمة للاستقرار الإقليمي والدولي".

واستكمل "يساهم هذا الإنجاز الذي عملت من أجله الحكومة الانتقالية منذ يومها الأول في إصلاح الاقتصاد وجذب الاستثمارات وتحويلات مواطنينا بالخارج عبر القنوات الرسمية"، مضيرا إلى أن "هذا الإنجاز يساهم أيضا في خلق فرص عمل جديدة للشباب والكثير من الإيجابيات الأخرى".

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي شكر حمدوك، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على توقيعه الأمر التنفيذي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن سفير السودان في الولايات المتحدة نور الدين ساتي، أن رفع اسم بلاده من القائمة سيتم في 11 ديسمبر الجاري.

وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني بحث رئيس البرهان مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اتصال هاتفي، ترتيبات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

والحصانة الدولية تصدر من الكونغرس حتى لا تتم ملاحقة السودان قضائيا في المحاكم الأميركية لدفع أي تعويضات مستقبلا حول حوادث إرهاب‎.

وتدرج الولايات المتحدة منذ عام 1993 السودان على "قائمة الدول الراعية للإرهاب"، لاستضافة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير آنذاك زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

والقرار من ضمن اتفاق ينص على دفع السودان 335 مليون دولار تعويضات لعائلات ضحايا الهجمات التي ارتكبها تنظيم القاعدة في عام 1998 ضد سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، وذلك بسبب إيوائها بن لادن.

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول وافقت السلطات السودانية بضغط أميركي على التطبيع مع اسرائيل. ولم يبلغ ترامب الكونغرس بسحب السودان من اللائحة السوداء إلا بعد هذا الإعلان.

ويساعد سحب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب على مواجهة الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وإنهاء عقود من العزلة التي فرضت على فرضها نظام عمر البشير.