السودان يرحل ثلاثة من قادة حركة متمردة إلى جوبا

السلطات السودانية ترحل قادة الحركة الشعبية 'قطاع الشمال' بطائرة عسكرية مكبلي اليدين والرجلين ومعصوبي العينين.
المسؤولون في جوبا استقبلوا القيادات الثلاثة بصورة جيدة عبر القاعة الرئيسية في المطار
السفير البريطاني طالب بالافراج الفوري عن قادة الحركة المتمردة

الخرطوم - أعلنت السلطات السودانية، الاثنين إطلاق سراح 3 من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال (متمردة)، تم توقيفهم من جانب السلطات الأمنية قبل أيام.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، اليوم أنه تم "إطلاق سراح كل من ياسر عرمان وخميس جلاب ومبارك ادول"، دون تفاصيل أكثر.

واشارت مصادر من الحركة الشعبية/قطاع الشمال ان السلطات الأمنية السودانية رحلت القيادات الى عاصمة جنوب السودان .
وقال المصدر مشترطا عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، إن عرمان، وإسماعيل خميس جلاب، و مبارك أردول وصلوا إلى جوبا بالفعل.
من جانبه، قال عرمان "السلطات السودانية رحلتنا إلى جوبا بطائرة عسكرية مكبلي اليدين والرجلين ومعصوبي العينين".
وأضاف: "تم إبعادنا قسريا بدون رغبتنا والمسؤولين في جوبا استقبلونا بصورة جيدة عبر القاعة الرئيسية في المطار".
وتابع مؤكدا: "ما يهمنا هو السلام والسودان".

وتأتي تلك الخطوة مع تصاعد المطالب المحلية والدولية، لاسيما بطلب السفير البريطاني لدى الخرطوم، عرفان صديق، السبت، المجلس العسكري الانتقالي بالإفراج فورا عن القادة الثلاثة.
وقال صديق، في تغريدة عبر "تويتر"، إنه "من غير المقبول أن يظل ياسر عرمان (نائب رئيس الحركة) ومبارك أردول (متحدث باسم الحركة)، وخميس جلاب (أمين عام الحركة) رهن الاعتقال في السودان بدون أية أخبار عن وضعهم".

ومنذ يونيو/ حزيران 2011، تخوض الحركة تمردا مسلحا في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق).

وكانت الحركة الشعبية/قطاع الشمال أعلنت الأربعاء 17 ابريل/نيسان وقف القتال من جانب واحد، في كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها وذلك عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

وقالت الحركة في بيان صادر عن رئيسها عبد العزيز الحلو "كبادرة حسن نية تجاه الحل السلمي للمشكلة السودانية وإعطاء فرصة للتسليم الفوري والسلس للسلطة للمدنيين، أعلن وقف العدائيات من جانب واحد في كل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال".
وتابع: "يستمر وقف العدائيات لمدة ثلاثة أشهر ابتداءً من 17 أبريل/نيسان 2019، حتى 31 يوليو/تموز 2019".

وأكد أنه "على كل قوات ووحدات الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال، الالتزام واحترام هذا الإعلان والكف عن أي أعمال عدائية إلا في حالة الدفاع عن النفس".

وشاركت الحركة الشعبية لتحرير السودان ضمن تحالف "نداء السودان"، والتي تأسست في باريس، وتضم حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وحزب المؤتمر السوداني وعددا من الأحزاب الصغيرة.

ولعب تحالف نداء السودان دورا هاما الى جانب أطراف أخرى في المعارضة في الإطاحة بعمر البشير من السلطة بدعم الاحتجاجات الشعبية.

والجمعة، دعا تجمع المهنيين، أبرز مكونات قوى التغيير، إلى عصيان مدني بدأ الأحد وقال إنه سيستمر حتى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
والسبت، جدد المجلس العسكري الانتقالي، الإعراب عن رغبته في استئناف التفاوض مع "قوى إعلان الحرية والتغيير" بشأن المرحلة الانتقالية.
بينما قدمت قوى التغيير شروطا لاستئناف المفاوضات، أبرزها: اعتراف المجلس بارتكابه جريمة فض الاعتصام، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لبحث ملابسات فض الاعتصام.
ويقول المجلس العسكري إنه لم يستهدف فض الاعتصام، وإنما استهدف "بؤرة إجرامية" بجوار مقر الاعتصام، قبل أن تتطور الأحداث ويسقط قتلى من المعتصمين.
وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في 6 أبريل/ نيسان الجاري، للضغط من أجل رحيل عمر البشير، ثم استمر للضغط على المجلس العسكري، لتسليم السلطة إلى المدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي، كما حدث في دول عربية أخرى، بحسب المحتجين.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، البشير من الرئاسة، بعد 30 عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية، انطلقت أواخر العام الماضي، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.