
السياحة الفضائية من خيال علمي إلى سوق نامية
نيويورك - لم يعد السفر السياحي والتجاري إلى الفضاء حلما أو خيالا علميا كما في الأفلام السينمائية بعد الآن، فهذه الصناعة أصبحت واقعية جدا، وآخذة في النمو أيضا.
ففي العقد الماضي ظهرت أكثر من 500 شركة ناشئة في قطاع الرحلات الفضائية التجارية، مما دفع المحللين إلى وصفه بأنه أحد أكثر الأسواق الجديدة إثارة للمتابعة.
ووفقا لتقرير نشرته شركة "سبيس آنغلز" الاستثمارية، فقد ضخ مستثمرون أكثر من 25 مليار دولار في صناعة الأقمار الصناعية والصواريخ وغيرها من الابتكارات الفضائية منذ عام 2009، في حين أن العام الجاري قد يشهد مزيدا من الاهتمام بهذه الصناعة، حيث تواصل الشركات الناشئة التطور والنمو.
ويقول الرئيس التنفيذي للشركة تشاد أندرسون، والذي تعد شركته من أكثر المستثمرين نشاطا في صناعة الفضاء: "هناك الكثير من المدارات الجيدة، والصناعة ناشئة، فالأمر يشبه تملك قطع من الأراضي في الزمن الغابر".

وهناك أيضا عدد مذهل من الشركات الناشئة يفوق عددها المئات، تحاول صناعة صواريخ مصممة خصيصا لنقل الأقمار الصناعية الصغيرة إلى المدارات. وستكون هذه الصواريخ أصغر بكثير وأرخص من تلك المصممة لنقل حمولات كبيرة إلى الفضاء.
ورغم أن السياحة والرحلات التجارية إلى الفضاء لا تزال مكلفة إلا أنها تجد زبائن جددا كل يوم، ففي الأسبوع الماضي أعلن الملياردير الياباني يوساكو مايزاوا أنه يبحث عن "امرأة عازبة" للانضمام إليه في رحلة خاصة عام 2023 إلى القمر.
ونشر رجل الأعمال الشهير رابطا لموقع الكتروني مخصص لتحقيق هدفه المتمثل في العثور على نساء تزيد أعمارهن عن 20 عاما لمرافقته إلى الفضاء على متن صاروخ "سبيس أكس".
وستكون هذه المهمة أول رحلة قمرية يقوم بها البشر منذ عام 1972، وسيصبح ميزاوا البالغ من العمر 44 عاما وضيفته المحظوظة أول مسافرين مدنيين يبحرون حول القمر - إذا كتب النجاح للرحلة.
ويمكن أن يتزايد الاقبال على هذا النوع من الرحلات بشكل مضطرد، إذ توفر السياحة الفضائية للمدنيين من القطاع الخاص غير المنتسبين لأي جهة حكومية أو برنامج فضائي، فرصة للذهاب إلى الفضاء لأغراض الترفيه، مقابل تذكرة سفر باهظة الثمن، على الأقل حاليا.
وفي عام 2001، أصبح رجل الأعمال الأميركي دينيس تيتو أول سائح فضائي، بعد أن زار محطة الفضاء الدولية على متن صاروخ سويوز الروسي بتكلفة بلغت 20 مليون دولار.
وقد أضاف ستة آخرون أسماءهم إلى القائمة الحصرية للمسافرين المدنيين الذين سافروا إلى الفضاء في رحلات سياحية، في وقت تحولت فيه السياحة الفضائية إلى عروض تجارية تتنافس فيها شركات عملاقة مثل "فيرجن غالاكتيك"، و"سبيس أكس"، و"بوينغ".