السيسي يدعو أمير قطر لزيارة القاهرة في أقرب فرصة

مصر وقطر تخطوان بثبات نحو إعادة تطبيع العلاقات بعد سنوات من القطيعة والتوتر، فيما يبقى ملف قادة الإخوان المقيمين في الدوحة والملاحقين قضائيا بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض على العنف، أبرز الملفات التي تثقل على جهود المصالحة.
سامح شكري في أول زيارة للدوحة منذ 2013
قطر: العلاقات مع مصر تسير في اتجاه إيجابي منذ قمة العلا
القمة الخليجية عبدت الطريق لطي صفحة الخلافات بين القاهرة والدوحة

 

 

الدوحة/القاهرة - تخطو قطر ومصر نحو مصالحة شاملة بعد سنوات من التوتر والقطيعة على خلفية الموقف القطري من عزل الجيش في 2013 للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي أحدث تطور جهود المصالحة، ذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) اليوم الثلاثاء أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تسلم رسالة خطية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يدعوه فيها إلى زيارة مصر في أقرب فرصة.

ونقل الرسالة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي وصل مساء الأحد الماضي إلى العاصمة القطرية في زيارة لم يعلن عن مدتها لكنها أول زيارة لمسؤول مصري رفيع للدوحة منذ 2013 وتأتي تعزيزا للتعاون والمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، للتباحث بشأن الوضع العربي الراهن والأزمة بين مصر والسودان واثيوبيا حول سدّ النهضة.

كما تأتي هذه الزيارة في خضم جهود تبذلها الدولتان لطي صفحة الماضي وإنهاء سنوات من التوتر، فيما كانت القمة الخليجية في دورتها الـ41 والتي عقدت في يناير/كانون الثاني الماضي بمدينة العلا السعودية قد عبّدت الطريق لإعادة تطبيع العلاقات ضمن مسار المصالحة العربية والخليجية مع الدوحة والتي توجت بإنهاء المقاطعة وأسست لمباحثات جرت خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية بأن "أمير البلاد التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري وتسلم رسالة خطية من أخيه الرئيس المصري تتصل بدعم العلاقات بين البلدين وأوجه تعزيزها وتطويرها"، مضيفة أن الرسالة تتصل بـ"أبرز المستجدات الإقليمية والدولية".

وفي 3 مارس/آذار الماضي، أجرى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أول زيارة لمصر منذ إعلان المصالحة، كما تلقى الرئيس المصري في 12 أبريل/نيسان الماضي، اتصالا هاتفيا من أمير قطر للتهنئة بحلول شهر رمضان.

وقام وزير الخارجية القطري خلال الشهر الماضي بثاني زيارة له للقاهرة ونقل رسالة من أمير قطر للقيادة المصري يدعو فيها السيسي لزيارة الدوحة.

وأعلن الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن "العلاقات القطرية المصرية تسير في اتجاه إيجابي منذ قمة العلا وتم حل الكثير من المسائل العالقة بين البلدين".

وجاءت تصريحات الوزير القطري عقب انتهاء اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في الدوحة والذي ترأسته قطر.

وتابع "هناك رغبة مشتركة بين مصر وقطر للارتقاء بالعلاقات الثنائية وعودة العلاقات الأخوية بشكلها وبعدها التاريخي، فمصر دولة محورية ومهمة للوطن العربي كافة".

ويبقى ملف الإخوان المسلمين وقادة الإخوان المقيمين في الدوحة والملاحقين قضائيا في قضايا تتصل بالإرهاب، من الملفات التي تثقل على جهود تسوية الأزمة بين مصر وقطر.

ولم يتم التطرق لهذا الملف بشكل علني وصريح من الجانبين، لكن مصادر تشير إلى أن المباحثات الثنائية التي تجري بعيدا عن الصخب الإعلامي، قد تكون تطرقت لهذه القضية وهي قضية مفصلية بالنسبة للقاهرة.

وتقول مصادر دبلوماسية إن بحث ملف الإخوان ربما يكون مؤجل في هذه المرحلة التي يركز فيها البلدان على بناء الثقة وتعزيز العلاقات الثنائية.