السيسي يريد مزيدا من الدعم الروسي لمشاريع مصر الاقتصادية
القاهرة - يسعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للحصول على مزيد من الدعم الروسي لمشاريع مصر الاقتصادية حيث عبر عن ذلك خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة بريكس المنعقدة في قازان فيما يأتي ذلك وسط ضغوط تمارسها الولايات المتحدة على المستوى الدولي لعزل موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
ونوّه السيسي بـ"تطوّر العلاقات الثنائية مع روسيا" في السنوات الأخيرة، وبـ"المساهمة الروسية الفعالة في العديد من المشروعات القومية" على غرار محطة الضبعة النووية على سواحل البحر المتوسط. والمحطة النووية هي الأولى في مصر، وتتولى بناءها الوكالة النووية الروسية "روساتوم".
كما يتعاون البلدان خاصةً في مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وخلال اللقاء وصف بوتين مصر بأنها "شريك على المدى الطويل وموثوق به لروسيا"، وقال إن "مصر تمثل نحو ثلث إجمالي حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا"، وفق وسائل إعلام روسية.
وعززت مصر التي تعتبر حليفا للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط علاقاتها مع روسيا في السنوات الأخيرة خاصة في الجانب الاقتصادي اضافة لتوافقات في بعض الملفات السياسية في المنطقة رغم الخلافات والتباينات في ساحات مثل السودان وحتى ليبيا.
والسنة الماضية دعا الرئيس المصري خلال لقائه بنظيره الروسي في القمة الروسية الأفريقية التي عقدت بمدينة سان بطرسبرغ لتعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2018.
وبشأن التطورات في الشرق الأوسط دعا الزعيمان إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، اللذين يتعرضان لهجوم إسرائيلي.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن الرئيسين بحثا "مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على الأهمية القصوى لخفض التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط في ظل ما يحمله الصراع بالمنطقة من تداعيات سلبية إقليمياً ودولياً".
ودعا بوتين والسيسي كذلك إلى "ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار فوري في غزة ولبنان، وخفض التصعيد وتفادي الممارسات والإجراءات التي من شأنها أن تدفع بالإقليم نحو مزيد من التأزم".
بدوره، شدد الرئيس المصري على "ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، فضلاً عن دعم لبنان وتأكيد احترام سيادته وأمنه واستقراره" مشيرا إلى "موقف مصر الداعي للحلول الدبلوماسية والتسويات السياسية للأزمات من خلال الحوار، على النحو الذي يحفظ السلم والأمن الدوليين، ويصون مقدرات الشعوب".
وقمة بريكس المنعقدة في هذا الأسبوع هي الأولى لمصر بصفتها عضوا في المجموعة بعد انضمامها في كانون الثاني/يناير في خضم أزمة اقتصادية خانقة تشهدها أكبر دولة عربية من حيث التعداد السكاني.
ولدى تأسيسها في العام 2009 كانت بريكس تتألف من أربعة أعضاء هي البرازيل وروسيا والهند والصين، وقد توسّعت لاحقا لتشمل دولا ناشئة أخرى بما في ذلك جنوب إفريقيا وإيران.
وفي قازان، يسعى السيسي لمناقشة "إصلاح البنية المالية العالمية" دفاعا عن مصالح "الدول النامية"، وفق بيان أصدرته الرئاسة المصرية الثلاثاء.
وأكد السيسي خلال لقائه بوتين أن مصر تؤيد تحوّل بريكس إلى "منصة قوية لتعزيز التعاون بين الدول النامية".