السيسي يطالب اسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان خلال لقائه بعون

الرئيس المصري يؤكد مساندته لجهود اعادة اعمار لبنان ودعمه اقتصاديا وسياسيا بعد الحرب الاسرائيلية الأخيرة.
السيسي يعبر عن دعمه لجهود اعادة اعمار لبنان بعد الحرب

القاهرة - دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الاثنين إسرائيل الى سحب قواتها بشكل "فوري" من جنوب لبنان، وذلك خلال استقباله نظيره جوزيف عون الذي يقوم بزيارة رسمية الى القاهرة فيما تعمل السلطات اللبنانية على العودة بقوة الى الحاضنة العربية مع تراجع نفوذ حزب الله وداعمته ايران.
وشدد السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع عون على "موقف مصر الثابت في دعم لبنان خاصة جهود اعادة الاعمار... ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية وكذلك احتلال أجزاء منها".
وأضاف "تواصل مصر مساعيها المكثفة... لدفع إسرائيل نحو انسحاب فورى وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم 1701"، بشكل يتيح للدولة اللبنانية "بسط سيادتها على أراضيها وتعزيز دور الجيش اللبناني، في فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني".

ويسري في لبنان منذ تشرين الثاني/نوفمبر، اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بعد نحو عام من نزاع تحول مواجهة مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر 2024.
ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة انتشارهما فيها.
ونص الاتفاق كذلك على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها خلال الحرب. لكن بعد انتهاء المهلة المخصصة لذلك، ابقت اسرائيل على وجود قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخولها الإشراف على مساحات واسعة على ضفتي الحدود. وتواصل شن غارات خصوصا في الجنوب.
وأنهى القرار 1701 حربا بين حزب الله واسرائيل عام 2006، وشكّل أساسا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير بينهما. ويدعو القرار لنزع سلاح كل المجموعات المسلحة على كل الأراضي اللبنانية.
ودعا عون المجتمع الدولي إلى "إلزام إسرائيل بتنفيذ" اتفاق وقف النار والانسحاب "من كامل الأراضي اللبنانية حتى حدودنا المعترف بها دوليا وإعادة الأسرى اللبنانيين كافة".
وأكد عون التزام بلاده بالقرار 1701، مشددا على أنه "لا مصلحة لأي لبناني... في أن يستثني نفسه من مسار سلام شامل عادل"، حسب الرئاسة اللبنانية.
ورأى أن استقرار المنطقة "لا يقوم إلا على سلام دائم".

ويسعى عون الذي انتخب في كانون الثاني/يناير بعد أكثر من عامين على تولي حكومة تصريف أعمال زمام الأمور، لرسم مسار للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية شهدها لبنان وإعادة الإعمار.
وانتخب عون رئيسا بعد أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع حدا لنزاع استمر أكثر من عاما، وتسبب بدمار واسع خصوصا في جنوب لبنان والبقاع (شرق) والضاحية الجنوبية لبيروت، وهي مناطق تعد معاقل لحزب الله.
ودعا السيسي المجتمع الدولي الى "تحمّل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان"، مطالبا الهيئات الدولية والجهات المانحة بالمشاركة "بفاعلية في هذا الجهد... لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي".
وأجرى خلال الأشهر الماضية، سلسلة زيارات إلى دول في المنطقة، مع سعي السلطات اللبنانية الى إعادة ترميم العلاقات مع بلدان عربية عدة خصوصا خليجية، والحصول على دعم لإعادة الإعمار في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمرّ بها لبنان منذ العام 2019.