السيسي يوجه تحذيرا هادئا لإثيوبيا حول سد النهضة

في اول تعليق على اعلان اثيوبيا قبل اسبوعين عن الملء الثالث للسد، الرئيس المصري: محدش هيقرب من مياه مصر.

القاهرة - حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الاثنين من "الاقتراب من مياه مصر" وذلك في اول تعليق على إعلان اثيوبيا قبل ثلاثة اسابيع عن المل الثالث لسد النهضة الضخم على نهر النيل هذا الصيف.
ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء السدّ وتشغيله، إلا أنّ جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث، كان اخرها العام الماضي، لم تسفر عن التوصل الى اتفاق.
ورغم أنّ مصر والسودان حضّتا مراراً إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزّان السدّ إلى حين التوصّل لاتّفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 27 مايو/أيار الماضي عن أن عملية الملء الثالث للسد ستكون في أغسطس/اب وسبتمبر/ايلول.
وقال السيسي في تصريحات للصحافيين على هامش افتتاح مشروعات تنموية "أنا كلامي مش كتير. محدش هيقرب من مياه مصر".
وأضاف بلهجة هادئة "إزاي بقه؟ نتكلم بالدبلوماسية وطول البال والصبر وفي الوقت ذاته ننفذ مشروعات للاستفادة القصوى من المياه وإعادة تدويرها مرة واثنين وثلاثة".
وتابع الرئيس المصري قائلا "أنا عملت كلّ ما يمكن عمله صبرت وأعطيت الفرصة (للإثيوبيين) واشتغلت على ما عندي  لأعظم ما لدي" في مجال المياه.
وقامت إثيوبيا بالملء الثاني في يوليو/ تموز 2021، بعد عام من ملء آخر مماثل، وسط رفض مصري وسوداني باعتبار ذلك "إجراءات أحادية".
والاسبوع الماضي، كشفت الخارجية الإثيوبية في بيان عن وجود "اهتمام" من أديس أبابا لاستئناف المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة، ولم تصدر تعليقات من مصر او السودان.
وتؤكد الرئاسة المصرية تمسكها بضرورة التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي وهو طلب تؤيده السودان وترفضه إثيوبيا مرارا.
وخلال السنوات الماضية تسعى مصر لتعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل لمواجهة تعثر مفاوضات السد الإثيوبي والمجمدة منذ أكثر من عام والذي تخشى أن يؤثر على حصتها السنوية من مياه النيل.
وكان السيسي أكد العام الماضي ان "المساس بأمن مصر القومي خط أحمر، ولا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى".
واضاف في حينها إن "ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنى المساس بمقدرات الوطن، ولن نسمح لأي من كان أن يقترب منها".
وتعتبر مصر التي يمثل نهر النيل 97 بالمئة من مصادرها في المياه، السد تهديدا وجوديا لها، فيما يخشى السودان أن يؤثر السد الإثيوبي على عمل سدودها.