السيطرة على شمال أفغانستان تمنح طالبان فرصة العودة إلى الحكم
كابول - تركز حركة طالبان مؤخرا هجماتها على ولايات شمال أفغانستان التي تعتبر تاريخيا قائدة التمرد ضد الحركة قبل سقوطها في الغزو الاميركي للبلاد في 2001 عقب احدث 11 سبتمبر.
وأكد مسؤولون افغان ان طالبان سيطرت في أيام قليلة على عواصم عدد من الولايات وهي بدخشان وبغلان بشمال شرق البلاد، وولاية فراه في الغرب إضافة الى مدينة فايز اباد .
كما أشارت مصادر مقربة من الحكومة ان طالبان سيطرت على مدينة غزني لتصبح تاسع ولاية تسيطر عليها الحركة خلال ستة أيام في كامل أفغانستان وسط مخاوف من قدرة الحركة على الدخول الى العاصمة كابول.
لكن الملاحظ ان طالبان تشدد هجماتها على ولايات الشمال التي بقيت مناطق منها خارج حكم طالبان قبل الغزو الأميركي لتتحول الى نقطة انطلاق إسقاط الحركة من السلطة.
ولعبت الأقليات مثل " الطاجيك" دورا كبيرا في اسقاط حكم طالبان من خلال التحالف الشمالي بعد حصولها على الدعم الأميركي إبان الغزو.
وفي محاولة من السلطات الافغانية وقف تمدد الحركة المتمردة في الشمال وصل الرئيس الأفغاني أشرف غني الأربعاء الى مدينة مزار شريف شمال البلاد، في زيارة يهدف من خلالها إلى تحفيز قواته على كبح تقدم مسلحي طالبان.
ويرى مراقبون ان زيارة الرئيس الافغاني الى مدينة مزار شريف تهدف الى التنسيق مع قيادات قوية في المدينة على غرار عطا محمد نور، وزعيم الحرب المعروف عبد الرشيد دوستم بشأن الدفاع عنها في مواجهة طالبان التي اصبحت تحيط بالمنطقة من كل جانب.
ولم يفصح مسؤولون عن نتائج المحادثات، لكنهم أفادوا في وقت لاحق الأربعاء بأنه تم تعيين الجنرال هبة الله قائدا للقوات المسلحة والجنرال سامي سادات قائدا لقوات النخبة الخاصة.
وقبل ساعات من وصول غني، أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للحكومة، دوستم يستقل طائرة في كابول الى جانب كتيبة من عناصر مسلحة في طريقه إلى مزار الشريف.
وخسارة الحكومة الافغانية لمزار شريف يمثل ضربة قاصمة لها خاصة وانها تعتقل معقلا للمعارضين لحكم طالبان.
وخيّم استسلام مئات الجنود الأفغان في قندوز القريبة على الزيارة، إضافة إلى سقوط عاصمة ولاية أخرى.
بعد وصوله الى المدينة وجه دوستم تحذيرا الى قوات طالبان التي تقترب من المدينة.
وقال للصحافيين "حركة طالبان لا تستخلص العبر أبدا من الماضي" متوعدا بإنزال الهزيمة بالجهاديين.
وأضاف "لقد قدمت طالبان عدة مرات الى الشمال لكن في كل مرة كانت تقع في مكمن. ليس من السهل عليهم الخروج".
ودوستم متهم بقتل مئات أو حتى آلاف من سجناء الحرب من طالبان خلال عمليات مدعومة من الجيش الأميركي في 2001 أدت إلى الإطاحة بنظام طالبان.
وفي المقابل يبدو ان طالبان لا تريد إحداث عداوات مع سكان المناطق الشمالية او استهداف قيادات قبلية ومحلية فهي تركز جهودها على القوات الافغانية.