السينما السعودية تدخل منعرج أفلام الطريق بـ'سكة طويلة'
الرياض – لاقى ثاني الأفلام السعودية على منصة نتفليكس "سكة طويلة" ترحيبا كبيرا من المتفرجين اياما بعد طرحه، في مؤشر جديد على ولادة صناعية سينمائية محلية ترتقي لتطلعات المشاهدين.
والفيلم السعودي الثاني على المنصة بعد "شمس المعارف" الكوميدي، ايضا من بطولة براء عالم، اليوتوبرز الشهير.
وبراء عالِم هو مُمثّل سعودي. بدأ براء برغبة العمل في مجال صناعة الأفلام، لكن لصعوبة الدخول في هذا المجال في السابق اتجه لليوتيوب للتحدِّث عبر قناته فيلمر عن شغفه الأوّل وهو السينما والتي كانت عنصر أساسي في تشكيل هويّته وثقافته.
وفضلا عن عالم، يلعب ادوار البطولة كل من فاطمة البنوي، عبدالمحسن النمر، والعمل من إخراج اللبناني عمر نعيم، الذي سبق له العمل في أفلام هوليوودية مثل "The Final Cut"، الذي عُرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي، و"The Becoming" عام 2020.
واستفاد العمل من جغرافيا بلاده بقوة، ورغم خبرة مخرجه عمر نعيم في السينما الأميركية فإنه لم يصبغ عمله بصبغة هوليودية جوفاء، بل مزج بين معارفه التقنية والخبرات الفنية التي اكتسبها في أعماله السابقة، وطبيعة البلد التي تم التصوير فيها.
واستغل العمل الصحاري الممتدة آلاف الأميال، والطرق البرية الطويلة التي تصل بين المدن ويسودها هدوء أقرب إلى الوحشة، وتصلح تماما لفيلم طريق تشوبه الإثارة.
وينتمي فيلم "سكة طويلة" إلى نوع أفلام الطريق، وغالباً ما يفحص هذا النوع السينمائي التوترات والقضايا المتعلقة بالهوية الثقافية، فيما تغيّر الرحلة ذاتها حياة الشخصيات اليومية من خلال المناخ الوجودي الذي تعيشه هذه الشخصيات، التي تكون غالباً مضطربة ويائسة. هذه الأفلام تغادر فيها الشخصيات الأماكن الرئيسية لحياتها في رحلة طريق يتخلّلها تهديد وخروج عن القانون وعنف. اكتشاف الذات والتمرّد على الأعراف الاجتماعية المحافظة يشكّلان غالباً الموضوع الأساسي لأفلام من هذا النوع.
وتبدأ أحداث الفيلم بناصر (براء عالم) ومريم (فاطمة البنوي)، عندما ألغت شركة الطيران الرحلة التي كانت مريم (فاطمة البنوي) وشقيقها ناصر (براء عالم)، يريدان أن يستقلانها للذهاب من الرياض إلى أبو ظبي، لحضور زفاف والدهما (عبد المحسن النمر)، طلب والدها منهما أن "يمسكا خط" أي السفر من الرياض إلى أبو ظبي عن طريق البر، وبالتحديد الطريق السريع 10 (أطول طريق مستقيم في العالم).
علاقة الشقيقين ليست جيدة، وكذلك علاقتهما بوالدها، لكن الواجبات العائلة والاجتماعية تفرض عليهما ما لا يريدانه. ينطلقان في الرحلة، لكنهما سرعان ما يكتشفان أنّ هناك شخصاً غامضاً يلاحقهما ويحاول قتلهما. وسط صراع البقاء هذا، تحاول مريم وناصر كشف المعتدي وفي الوقت نفسه وضع خلافاتهما جانباً للبقاء على قيد الحياة والوصول إلى وجهاتهما.
في الفيلم، نجد أن مريم تعتب على أخيها عدم التواصل بينهما رغم عيشهما في المنزل ذاته. ومن خلال الحوار، نعرف أن الأم ماتت بعد صراع مع مرض السرطان، وأن الأخوين يعيشان مع أب ظالم يفرض شروطا قاسية في العمل، وبسبب تلاعبه بالمواصفات الخاصة بأدوات البناء مات عدد من عماله مؤخرا. ويسيطر على الابن شعور بالمرارة تجاه والده الذي يحاول إجبار ابنته على الزواج من رجل لا ترغبه.
وكانت العاصمة السعودية الرياض، شهدت في أغسطس/حزيران حفل استقبال الفيلم الجديد « وعُرض العمل السينمائي السعودي في صالات "موفي سينما" بمنطقة "وليفارد رياض سيتي" وسط حضور أبطاله وعددٍ من الفنانين والإعلاميين.