"الشارقة الثقافية" تؤكد أن الشعر يرفع النقاب عن الجمال المخبوء

حكمة الشارقة تجلت في استعادة دور الشعر ومكانته الراقية للنهوض بالوعي والثقافة، وإثراء العقل بالرؤى الجمالية والإنسانية والحضارية.
سلطان القاسمي يعلن تأسيس رابطة اللغة العربية
مصر تحتفي باليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة للكتاب

الشارقة ـ صدر العدد 27 (يناير/كانون ثاني 2019) من مجلة الشارقة الثقافية عن دائرة الثقافة بالشارقة حيث جاء في الافتتاحية تحت عنوان "الشعر وينابيع الحكمة والجمال": تجلت حكمة الشارقة في استعادة دور الشعر ومكانته الراقية للنهوض بالوعي والثقافة، وإثراء العقل بالرؤى الجمالية والإنسانية والحضارية، وتقديمها بشكل معمق وآخاذ وسهل لصنع التقدم، ولأن مهمة الشعر أن يرفع النقاب عن الجمال المخبوء ويعيد صياغة رؤيتنا للجماليات، تصدت الشارقة لجعل القصيدة تبدد ظلمة القلق والتطرف، وتنساب في سلوكنا لتضفي على حياتنا بهاء وعطفاً وأريجا ندياً، فرفعت الشارقة رايات الشعر في المدن العربية خفاقة براقة، وأقامت أعراس الإبداع والثقافة من الإمارات إلى العالم كرسالة حضارية وحكمة إنسانية وفلسفة تنويرية. 
فيما أكد مدير التحرير نواف يونس في مقالته "كيف تتلاشى الريادة بطمس اللغة والثقافة" أن الريادة التي تسجلها المصادر العلمية في علم الصيدلة وغيره من العلوم للمبتكرين والمخترعين العرب والمسلمين تؤكد أننا ومنذ أن استوت الأمور للدولة العثمانية بعد هيمنتها على الوطن العربي راحت هذه الأمة في سبات عميق، حيث تلاشت معها كل محاولات التطور والنهضة أمام تخلف واستبداد السلطة العثمانية التي بسطت نفوذها وعاداتها وتقاليدها وطمست الشخصية واللغة والثقافة والريادة العربية.
وفي تفاصيل العدد سلطان القاسمي يكرم الفائزين بجائزة "الألكسو – الشارقة" ويعلن تأسيس رابطة اللغة العربية، ومصر تحتفي باليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نهاية شهر يناير/كانون الثاني الجاري بقلم حمدي المليجي، وتضمن العدد بانوراما حول مدينة عمان حاضرة التاريخ والثقافة والحوار بقلم عامر الدبك، وجولة في جزيرة صقلية التي شكلت همزة وصل بين ضفتي المتوسط بقلم خلف أبوزيد، وزيارة إلى حي الغورية الذي يعد أشهر أحياء القاهرة بقلم عمر إبراهيم محمد.
وفي باب "أدب وأدباء" توقف خليل الجيزاوي عند ذكرى ميلاد نجيب محفوظ الذي تجاهله النقاد طوال خمسة عشر عاماً، وكتب ناجي العتريس عن طرائف وعادات الكتابة لدى الأدباء والمبدعين، فيما خصص د. سعيد عبيدي مقالته حول أدب الخيال العلمي، وكتب وفيق صفوت مختار عن فارس الرواية التاطريخية ألكسندر ديماس، وتناول أحمد أبوزيد حكاية إمارة الشعر التي توج فيها أحمد شوقي وأشاد بها حافظ وجبران وعارضها العقاد والمازني. 

مجلات ثقافية
شحنة بصرية موفورة التنوع 

كما كتبت د. بهيجة إدلبي عن أحمد إبراهيم الفقيه وشغفه بفتنة الرواية، وقدم صالح لبريني إطلالة على الروائي الاستثنائي محمد زفزاف الذي انغمس في انشغالات المجتمع، وحاور عبدالعليم حريض الروائية علوية صبح التي أكدت أنها لا تضع حلولاً في رواياتها وليست مرشدة اجتماعية، أما اعتدال عثمان فتوقفت عند صاحب "أيام الإنسان السبعة" عبدالحكيم قاسم في ذكرى مولده، كما كتب وفيق صفوت أيضاً عن رائد المدرسة الواقعية جوستاف فلوبير الذي تعتبر روايته "مدام بوفاري" نصره الأدبي الأغر، وحاور خضير الزيدي الشاعر شربل داغر الذي أكد أن قصائده يتجنبها النقاد لأنها محيرة، أما عزت عمر فقدم قراءة في رواية "اختبار الدم" للكاتب خليل صويلح.
كذلك تضمن العدد الجديد إضاءة على الأعمال التشكيلية للفنان محمد العامري التي تتقد بشحنة بصرية موفورة التنوع بقلم د. هالة الهذيلي، وجولة في معرض الفنان رونيه ماغريت الذي احتضنه متحف الفنون الجميلة في بروكسيل بقلم أنطوان جوكي، إضافة إلى وقفة مع أول عربي يحصد جائزة النيل المصرية يوسف عبدلكي وفرادة في الرهان على الأبيض والأسود بقلم زيد قطريب، وإطلالة على معرض "من وحي اليابان: رواد الفن الحديث" في متحف اللوفر بأبوظبي وتجاور فني حواري بين الشرق والغرب، وحوار مع إنعام اللواتي التي وجدت في الرُّقم الطينية ضالتها كما حاورها عبدالرزاق الربيعي، ولقاء مع التشكيلية رانية العامودية التي تعمد إلى صدم المتلقي كما حاورتها سما حسن، وحوار آخر مع الدكتور زاهي حواس الذي اختارته الأمم المتحدة سفيراً للتراث العالمي بقلم انتصار دردير، فيما تناول مجدي إبراهيم بطل الكوميديا السوداء نجيب الريحاني الضاحك الباكي، واختار إسماعيل فقيه من الذاكرة الغنائية اللبنانية فيلمون وهبي الذي أطرب زمنه بألحانه وفكاهته، وتناول أسامة عسل فيلم "ليل خارجي" للمخرج أحمد عبدالله الذي ينتمي إلى السينما المستقلة، وتوقفت هناء عادل عند الفنان جميل راتب وتاريخه الفني الحافل بالإنجازات والمبادرات الإنسانية، وأخيرا كتب فوزي كريم عن "رباعيات الخيام" التي أعادت الاعتبار للموسيقي الإنجليزي بانتوك.
من جهة ثانية، تضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "المثقف والخبير.. فضاء محايد يحدده أفق الحاضر" – د. سعيد بن كراد، " ماريا مولينير..أنجزت قاموس اللغة الإسبانية بمفردها" – خوسيه ميغيل بويرتا، "الأفلام السينمائية بين التسلية والتأثير في السلوك" – مصطفى محرم، "هل لنا فضل على الحضارة الغربية؟" مصطفى عبدالله، "أبو الطيب المتنبي شاعراً" د. عبدالعزيز المقالح، "النص يقرأ من عنوانه" د. حاتم الصكر، "مشروع نهضوي عربي جديد من منظور معرفي" د. يحيى عمارة، "سرديات روائية للجنون" نبيل سليمان، "أسئلة الهوية الثقافية والإنسانية" مفيد ديوب، "البنيوية التجريدية في مستويات التشكيل" نجوى المغربي، "تجلي الذات في المنجز الفني" سلوى عباس، "قصيدة المرأة بين الارتجال والتقليد" أنيسة عبود، "يحيى الحاج.. المسرح ابن الجدل" أنور محمد، "سامي الجندي أبدع في ترجمة ملحمة (مجنون إلسا)" عبده وازن، "الكتابة ليست قراراً" حزامة حبايب، "في الترجمة" بدران المخلف، "ما بين خبرات التذوق وقدرات الإبداع" عمرو الشيخ، "الميلودراما والمسرح" نسرين بلوط، "صراع الثقافات بين جيلين" عبدالعزيز الخضراء.
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: أسئلة لا إجابات نهائية عنها بقلم شعيب ملحم، قراءة في مقدمة "ابن خلدون" بقلم عبدالناصر الدشناوي، كتاب في أدب الرحلات بقلم محمد سيد بركة، جدلية العلاقة بين السينما وعلم النفس بقلم د. سعاد سعيد نوح، آنا بيرنز تفوز بـ (مان بوكر) وروايتها "بائع الحليب" – بقلم: زياد عبدالله، مرافىء إبداعية في الثقافة والأدب بقلم د. مريم اغريس، رفعت سلام.. خارج مألوف الشعر  بقلم عمر شبانة، كتاب شائق في السوسيولوجيا الثقافية بقلم ناديا عمر، طرائق إبداعية لتنمية الذكاء الوجداني للأطفال بقلم مصطفى غنايم.
 ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: غسان حداد "قرض عقار"، قصة قصيرة، د. يوسف حطيني، نقد، أميمة صبحي "قصتان" ترجمة، د. إبراهيم إستنبولي "الشاعر أوسيب مندلشتام" ترجمة، إيمان يونس "ثلاث قصص قصيرة جداً"، إضافة إلى قصائد مغناة من إعداد فواز الشعار.