معرض أبوظبي للكتاب يحتفي بمجلة العربي
احتفى معرض أبوظبي للكتاب في دورته الـ34 بمسيرة مجلة العربي الكويتية "سفيرة الثقافة العربية"، حيث احتضنت منصة المجتمع ندوة بعنوان "مجلة العربي وتحديات العالم الرقمي" التي استضافت رئيس تحرير المجلة الكاتب إبراهيم ناصر المليفي، وأدارتها أسماء الفلاسي، رئيس قسم العلاقات العامة، والاتصال في مركز أبوظبي للغة العربية.
وافتتح المليفي حديثه بالإشادة بجهود أبوظبي في تطوير معارض الكتب، خاصة تمديد أيامه بما يتيح فرصًا أوسع للتواصل الثقافي، واقتناء الكتب، مشيرًا إلى انتمائه للمدرسة التي تفضّل الكتاب الورقي على الرغم من طغيان الرقمنة، إذ وجد في آخر زيارة له للمعرض العديد من الكتب النادرة والمفقودة.
وعن رسالة مجلة العربي، أكد أن المجلة التي انطلقت قبل 65 عامًا، واجهت جميع التحولات الثقافية الكبرى في العالم العربي مع تمسكها بثوابتها الأساسية، أبرزها شعارها "اعرف وطنك أيها العربي" الذي يترجم رؤيتها الوحدوية بعيدًا عن الانخراط في السياسات المحلية الضيقة.
وفي معرض حديثه عن التحديات الرقمية، قال المليفي إن المجلة لم تنتظر وصول التغيرات بل استبقتها منذ وقت مبكر، مشيراً إلى أن العربي أطلقت موقعها الإلكتروني في العام 2000، مما ساعد في حماية أرشيفها ودعم المحتوى الثقافي العربي على شبكة الإنترنت.
وأضاف "لم يتوقف الأمر عند الموقع، بل واكبنا تطور وسائل التواصل الاجتماعي، وأطلقنا قناة إلكترونية لمجلة العربي، ونفكر الآن بإطلاق تطبيق ذكي يليق بتاريخ المجلة وسمعتها".
كما توقف عند قضايا الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى ما يحمله من فرص وتحديات، ولاسيما في مجال مصداقية الأخبار وانتشار الإشاعات، معتبراً أن هذه التطورات تفرض حذرًا كبيرًا على وسائل الإعلام الثقافي الرصين.
وتناول المليفي كذلك بعض المبادرات الثقافية المرتبطة بالمجلة مثل برنامج "قصص على الهواء" الذي أطلق بالتعاون مع "بي بي سي العربية"، ومن ثم مع "مونت كارلو الدولية"، لتعزيز الاهتمام بالأدب القصصي بين الشباب العرب.
وفي حديثه عن كتابه "آسيا المائدة الباذخة"، أوضح المليفي أن المشروع جاء ليعكس التنوع الثقافي والحضاري والفكري الموجود في آسيا، داعيًا إلى قراءة هذه التجارب بعيون عربية متفحصة.
وأكد أن الدور الثقافي اليوم لم يعد فقط نقل المعلومة، بل أصبح يرتكز على فهم الآخر، والتعرف إلى ثقافته، واكتشاف الفروقات الحضارية معه، معتبرًا أن أدب الرحلات يؤدي رسالة بالغة الأهمية في هذا المجال، ويساهم في بناء جسور بين الشعوب عبر المعرفة والتجربة الإنسانية المباشرة.
أما عن كتابه "هوامش كوبية"، فاستعرض المليفي تجربته مع أدب الرحلات، متحدثًا عن زيارته لكوبا في العام 2003، إذ استخلص دروسًا كثيرة بحكم عمله الصحافي، وتعرف إلى الواقع الكوبي عن كثب بعيدًا عن الصورة النمطية، مشيدًا بجهود البلاد في تحقيق الأمن الغذائي والرعاية الصحية، ومستعرضًا تجارب شخصيات بارزة مثل الشاعر خوسيه مارتي.
واختتم المليفي الجلسة بالتأكيد أن التحدي الأهم لمجلة العربي اليوم هو أن تظل صوتاً معرفياً عربياً راسخاً، قادراً على أن يعبر إلى الأجيال الجديدة من دون أن يفقد جذوره وأصالته.