"الشارقة الثقافية" تؤكد على ضرورة التواصل الثقافي والتعايش السلمي

لا بدّ من التواصل الثقافي للحاق بركب الحضارة وإثبات الهوية والحضور الفاعل، ليس من منطلق الضعف والحاجة الاستهلاكية، وإنما من منطلق القوة.
التواصل المبني على الفكر والإبداع والوعي يقضي على الخلافات السائدة ويرسي قواعد السلم
حاكم الشارقة يزور دار الكتب والوثائق القومية في مصر مؤكداً أن القاهرة تعد مركزاً للإشعاع الثقافي والتنويري

الشارقة ـ صدر العدد (29) – شهر مارس/آذار من مجلة "الشارقة الثقافية" عن دائرة الثقافة بالشارقة حيث جاء في الافتتاحية تحت عنوان "التواصل الثقافي والتعايش السلمي": اليوم، بات لا بدّ من التواصل الثقافي للحاق بركب الحضارة وإثبات الهوية والحضور الفاعل، ليس من منطلق الضعف والحاجة الاستهلاكية، وإنما من منطلق القوة المتمثلة في إنجازات العرب العلمية والفنية والحضارية عبر التاريخ، وذلك لإبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام ورسالته الإنسانية العالمية، فالتواصل المبني على الفكر والإبداع والوعي يقضي على الخلافات السائدة ويرسي قواعد السلم، أما عمارة الأرض بالخير والمحبة، فتستوجب الخروج من مأزق التصادم من خلال احترام الآخر ومحاورته دون التقليل من شأنه وتاريخه وقيمه وتراثه.
فيما لفت مدير التحرير نواف يونس في مقالته "منابر ثقافية عربية" إلى أن المجلات الثقافية كانت تشكل ركنا أساسياً من مشروع متكامل، تتجمع فيه كل الأجناس الأدبية مع الفكر والثقافة والإصدارات والعروض المسرحية والسينمائية والجوائز الأدبية، وملتقيات ومهرجانات ومعارض فنية ونقدية وأدبية مثلت بجدارة مشهدية معبرة فعلاً عن هوية ثقافية تبرز شخصيتها العربية ببعديها الحضاري والإنساني".
وفي تفاصيل العدد إضاءة على زيارة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدار الكتب والوثائق القومية في مصر مؤكداً أن القاهرة تعد مركزاً للإشعاع الثقافي والتنويري، كما كتبت د. هويدا صالح، ووقفة مع معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي احتفى بالمجلات الثقافية كما كتب خالد بيومي.
من جهته كتب محمد القاضي عن الاستشراق الروسي واللغة العربية وصلة روسيا بالشرق الإسلامي، وتوقف يقظان مصطفى عند العلم العربي وعصور التنوير، أما الدكتور محمد خليل فألقى الضوء على تاريخ علم الفلك والمعرفة العلمية لأهل تونس، بينما تطرقت الدكتورة هند محفوظ إلى المخطوطات العربية في إفريقيا وأثرها في اللغة الملجاشية.
كما تضمن العدد الجديد إطلالة على مدينة القاهرة أم البلاد كما وصفها ابن بطوطة بقلم عابر الدبك، وإطلالة أخرى على مدينة مراكش بقلم أحمد محمود، إضافة إلى جولة في مدينة مستغانم الوفية لتراثها الأندلسي بقلم محمد حسين طلبي.
أما في باب "أدب وأدباء" فقد تضمن قراءة نصية في (دالية) حافظ إبراهيم في رثاء محمود سامي البارودي بقلم د. سعيد بكور، ومقاربة بين أمل دنقل والمتنبي اللذين احتفيا بالتراث الرمزي للشعر العربي بقلم صالح لبريني، إضافة إلى وقفة مع الشاعر محمد الثبيتي وتغريبة القوافل والمطر بقلم د.هناء البواب، وحوار مع سهيل بلاونتي كيزل عمر الذي أكد أن (أدب مابلا) يكتب بلغة اخترعها أهل كيرلا متأثراً بالإسلام واللغة العربية كما حاورته د.أميمة أحمد، كذلك تضمن العدد إطلالة على الأديب الراحل توفيق يوسف عواد بقلم إسماعيل فقيه، ومداخلة حول الشعر العربي كوثيقة تاريخية حضارية بقلم خالد هلالي، فيما كتبت د.بهيجة إدلبي عن إبراهيم أصلان ظلال الدهشة بكاميرا الذات، وحاور عبدالعليم حريص الأديبة فوزية شويش التي أكدت أن انتقالها من الرسم إلى الشعر فالرواية أثرى كتاباتها ولم يضعفها.
أما عبدالناصر الدشناوي فتوقف عند يوسف إدريس رائد القصة القصيرة العربية، وحاور خضير الزيدي حياة الريس التي قالت "لا شيء كالأدب يحررنا من أنفسنا"، فيما قدم محمد علام مداخلة تناولت كامو وسارتر وخلاف الأديب والفيلسوف، وكتبت غيثاء رفعت عن وداد سكاكيني التي تعد من رائدات الإبداع النسوي، بينما كتب عزت عمر عن النص الروائي ونقد عربي يغترف من العالمية، وقدمت اعتدال عثمان قراءة في رواية واسيني الأعرج "سوناتا لأشباح القدس". 

عدد جديد
لا شيء كالأدب يحررنا من أنفسنا

 أما في باب "فن. وتر. ريشة"  فهناك إضاءة على أعمال الفنان العراقي علي جبار ومحاولاته لاستعادة البيت في المخيلة والواقع بقلم محمد العامري، ووقفة مع قصة الفنان عبداللطيف اللعبي مع الرسم بقلم ياسين عدنان، وحوار شامل مع الفنان جورج شمعون الذي أكد أن التشكيل لغة بصرية حرة ولهجات متعددة، كما حاورته إينانة الصالح، إضافة إلى احتفاء خاص برسام الكاريكاتير المصري مصطفى حسين الذي رحل تاركاً خلفه ابتسامات ملونة بقلم جمال عقل، فيما كتب وفيق صفوت مختار عن فنان الشعب محمود سعيد الذي استمد إبداعه من الحياة الشعبية المصرية، وتطرق رياض توفيق إلى مركب الشمس وعبق التاريخ والزمن تحت خيمة الأسرار، وكتب مجدي إبراهيم عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب صاحب نشيد (وطني حبيبي الوطن الأكبر)، وتوقف عبده وزان عند رحيل سهام ناصر رائدة التجريب المسرحي في لبنان، فيما حاورت أمنية طلعت المخرج ناصر عبدالمنعم الذي قال "علينا أن نعرف ما نتمرد عليه جيداً".
من جهة ثانية، تضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "رؤية ابن خلدون ومفهومه عن الجمال" – خوسيه ميغيل بويرتا، "إشكالية مفهوم الميلودراما في المسرح والسينما والتلفزيون" – مصطفى محرم، "المقالح وحقيقة دعوة لويس عوض لتأسيس فقه لغة معاصر" – مصطفى عبدالله، "كتاب من شرق الحكمة والثقافة الإنسانية" – د.عبدالعزيز المقالح، "شاكر خصباك..الجغرافيا وفتنة السرد" – د.حاتم الصكر، "محمد وقيدي من أجل بناء نظرية معرفية عربية" – د.يحيى عمارة، "مخطوطة رسالة إلى الأب كافكا أوصى بعدم نشرها" – نجوى بركات، "موسم الهجرة إلى الشمال مثالاً للرواية السودانية" – نبيل سليمان، "أسرار المدينة وذاكرتها" – مفيد ديوب، "التكعيبية التحليلية في التشكيل " – نجوى المغربي، "الكاتب كقارىء" – سلوى عباس، "محدودية الصورة وفتنة المخيلة" – أنيسة عبود، "صدمة الولادة" – د.سعيد بن كراد، "كتّاب اكتفوا بأعجوبة أدبية واحدة" – حزامة حبايب.
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: السينما المغاربية..قضايا الفرادة والتعدد- بقلم أشرف سعد، أحلام الطفولة والعالم – بقلم مصطفى غنايم، الإشارة والمعنى لنبيل سليمان- بقلم ناديا عمر، (بن) طفل يجوب العالم - بقلم سعاد سعيد نوح، (دلالة الشكل) دراسة في علم الجمال - بقلم نجلاء مأمون، جلال الدين الرومي بين شرق وغرب – بقلم عمر شبانة، فقه الصورة والتراسل بين المخيلة والعين – بقلم د.بن الطالب دحماني، رواية بائعة الكتب – بقلم نسرين نعمانو.
 ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: سارة عدلي "جدار من المكعبات" / قصة قصيرة، عدنان عبدالقادر كزارة / نقد، رفعت عطفة  "ماذا فعلت يوم الأحد؟" / ترجمة، عاطف عبدالمجيد "ليس ثمة من زمن" / ترجمة، إياد جميا محفوظ " القطارات المجنونة" / قصة قصيرة، إضافة إلى قصائد مغناة من إعداد فواز الشعار.