"الشارقة الثقافية" تحتفي بالعلم والمعرفة

على العرب الأخذ بالمعرفة لتتحول الحقيقة إلى أشجار مثمرة، وتجد الأسئلة الراهنة ملاذاً للأجوبة تركن فيه.
إطلالة أخرى على مدينة مليلية التي تعد جوهرة البحر الأبيض المتوسط
وقفة مع مع مشروع ثروت عكاشة لإعادة مكانة مصر العظيمة

الشارقة ـ صدر العدد 28 (فبراير/شباط 2019) من مجلة الشارقة الثقافية عن دائرة الثقافة بالشارقة حيث جاء في الافتتاحية تحت عنوان "عندما تتحالف المعرفة والعلم: كلما حفرت المعرفة في صخور الحياة القاسية ازدادت تشكلاً وليناً، وكلما ارتقت بالذات الإنسانية علا صوت الحق وانحسرت رياح التعصب والهيمنة، واستعادت الحرية قيمتها المستلبة، وكلما تحالفت مع الخيال امتدّ جسر من الثابت إلى التحول، ففي المعرفة قدرة على الثبات والخروج من أزمة البداية والنهاية، ومن المعرفة يسيل نسغ الخلود وتتشكل في سماء الأمكنة نجوم السعادة والدهشة، وعلى العرب الأخذ بالمعرفة لتتحول الحقيقة إلى أشجار مثمرة، وتجد الأسئلة الراهنة ملاذاً للأجوبة تركن فيه، وقد دعا الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة  للأخذ بالعلم والمعرفة والاستخدام الأمثل لهما ستحقق مسيرة التقدم والنمو".
فيما قال مدير التحرير نواف يونس في مقالته "المسرح منصة ثقافية عربية مضيئة": ونحن نعيش هذه التظاهرات المسرحية والإضاءات في معظم أرجاء وطننا الكبير، إنما ندرك تماماً أننا نحاول وبجدية مسرحة الحياة وموقفنا منها، ومن بعضنا بعضاً، ومن الأشياء المحيطة بنا، وهي في مضمونها محاولات حضارية إنسانية تحمل في جوهرها رؤية وعلاقة جدلية مع المسرح والحياة.. كون المسرح يشكّل ويمثل وجهاً من وجوه التواصل الاجتماعي الحضاري.
وفي تفاصيل العدد انطلاقة متميزة لمهرجان المسرح العربي في القاهرة كما كتبت سعاد سعيد نوح، وجهود علمية من المستشرق جرنوت روثر لإنصاف الإسلام بقلم أحمد أبوزيد، ووقفة مع مع مشروع ثروت عكاشة لإعادة مكانة مصر العظيمة بقلم الدكتور محمد صابر عرب.
كما تضمن العدد الجديد إطلالة على مدينة مسقط التي تعتبر لؤلؤة المدن العمانية بقلم عابر الدبك، وإطلالة أخرى على مدينة مليلية التي تعد جوهرة البحر الأبيض المتوسط بقلم محمد العساوي، والموضوع الأخير في باب أمكنة وشواهد جاء حول مدينة إدمنتن التي تعتبر مدينة عربية في الشمال الكندي بقلم ياسر صبري.
أما في باب "أدب وأدباء" فقد احتوى على إضاءة حول مجلة "العروة الوثقى" التي جمعت بين أفكار الأفغاني ومحمد عبده، ورحلة مع حياة الدكتورة سهير القلماوي التي حفلت بالعلم والأدب ومهدت الطريق أمام المرأة العربية بقلم عزة أحمد حامد، إضافة إلى إضاءة على تجربة الشاعرة الكبيرة أندريه شديد التي احتلت مكانة مرموقة في الأدب الفرنسي بقلم عبده وازن، وإضاءة أخرى على حياة الشاعرة محمود أبو الوفا التي تقلبت بين الرخاء والبؤس بقلم صلاح عبدالستار، كذلك تضمن العدد زيارة لمنزل نزار قباني في دمشق بقلم هشام عدرة، وقراءة في كتاب الرواية والخيال الريفي في مصر بقلم محمد زين العابدين، ووقفة مع أنطوان الجميل الذي عرفته منابر الأدب والصحافة فارساً للكلمة بقلم شعبان ناجي، فيما كتب د. يحيا عمارة عن الأدب العربي وعالميته، وكتبت د. بهيجة إدلبي عن يوسف الشاروني وفلسفة الذات في مرآة العالم، وتابع الحبيب الأسود في تونس تدشين أول بيت للرواية في الوطن العربي، وتناول محمد ياسر منصور أقوال العظماء في لحظاتهم الأخيرة، وحاور خضير الزيدي الروائي أحمد خلف الذي يكتب عما يعرفه ويترك ما لا يعرفه لغيره، وتناول عبدالرحمن الهلوش رياض نجيب الريس الذي عاش العصر الذهبي للصحافة العربية، كما قدم عزت عمر قراءة في رواية "ساق البامبو" بنية رمزية تنهض على المفارقة.
 أما في باب "فن. وتر. ريشة" فتوقف جمال عقل عند عميدالخط العربي هاشم محمد البغدادي الذي أعاد للخط مكانته وألقه، فيما كتب د. عمر عبدالعزيز عن الفنان المفكر عبدالله بولا مثقف لا يقبل البدائل الرمادية، وألقى محمد العامري الضوء على الفنان صالح المالحي الذي رسم هاجس الوطن وألم الشتات، كذلك تضمن الباب حواراً مع رأفت منصور الذي ارتبط اسمه بالأعمال النحتية العملاقة، ونافذة على مهرجان تطوان الذي يسعى نحو تأسيس ثقافة سينمائية جادة بقلم ياسين عدنان، وقراءة في ثلاثة نصوص عند مجدي محفوظ بقلم د. شعيب خلف، ومداخلة حول كاتب رواية "دون كيشوت" سرفانتس بقلم هند محفوظ، فيما كتبت عيثاء رفعت عن القدود الحلبية التي تعد من الفنون العربية الأصيلة، وكتب خلف محمود أبوزيد عن المرأة العربية والإبداع الموسيقي، وتناول مجدي إبراهيم الفنان عمار الشريعي الذي يعد أول من أدخل ربع التون إلى آلة الأورج. 

مجلة الشارقة الثقافية
بدايات الاستعراب الإنساني

من جهة ثانية، تضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "ميخائيل الغزيري وبدايات الاستعراب الإنساني" – خوسيه ميغيل بويرتا، "الضحك ضرورة حياتية يجب مطاردته واقتناصه" – مصطفى محرم، "عز الدين نجيب بين الرسم بالكلمة والكتابة بالريشة" – مصطفى عبدالله، "أبو العلاء المعري من المبالغة في إعلاء الذات إلى حد نكرانها" – د. عبدالعزيز المقالح، "حياة الريس.. سرد السيرة: الوثيقة والمذكرات" – د. حاتم الصكر، "غادة السمان والمعادلة الإنسانتية" – د. أحمد حسين حميدان، " ثلاثون عاماً على نوبل ونحن في حضرة نجيب محفوظ" - اعتدال عثمان، "المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بـ "زاكورة" المغرب" - نبيل سليمان، "نداءات نهر الحياة العظيم" – مفيد ديوب، "ماهيات التشكيل الأولى" – نجوى المغربي، "الأدب والفنون الدرامية" – سلوى عباس، "سر الحنين.. والزمن المفقود" – أنيسة عبود، "الإبداع والألم" – أنور محمد،  "الرواية والسينما بين الكلمة والكاميرا" – د. سعيد بن كراد، "سر اللحظات الجميلة للطفولة" – مصطفى الحفناوي، "الأدب والخبز وأشياء أخرى" – حزامة حبايب، "المرأة الغرناطية في كتابات ابن الخطيب" – د. مروة عادل عبدالجواد، "من يمنع نورسة البحر من التحليق" – فوزية شويش السالم، "الخيال.. ملكة إبداعية" – أشرف الملاح، "فلسطين.. والصوت الثقافي العربي" – يوسف عبدالعزيز، "أثر الموسيقى الأندلسية في أوروبا" – رفقة أومزدي.
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: الإنسان والحضارة - بقلم نجلاء مأمون، في مزرعة جدو علي – بقلم مصطفى غنايم، "لقطات" قصص تترجم للعربية - بقلم د. هويدا صالح، كتاب "الألم في الرواية العربية" - بقلم رانيا حسن، اللغة العربية في زمن العولمة - بقلم عثمان المودن، الرحلة وفتنة العجيب - بقلم ناديا عمر، الشعر فلسفة النص – بقلم عمر شبانة.
 ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: فوزي صالح "صلوا نجيم" / قصة قصيرة، د. سمر روحي الفيصل / نقد، رفعت عطفة  "المختفي" / ترجمة، زهير هوتة "قد لا يحدث دائماً" / قصة قصيرة، إضافة إلى قصائد مغناة من إعداد فواز الشعار.