"الشارقة الثقافية" ترصد دور العرب في إثراء الثقافات الإنسانية

الثقافة العربية استطاعت أن تتحول منذ قرون إلى ثقافة منتجة وقادرة على التأثير والإبداع وليست هامشية وجامدة.
كبرى المكتبات التاريخية توثق إنجازت العرب
نعيش في عالم يتحول نحو الخيار الرقمي، الذي يشكل وجه اللغات من جديد

الشارقة ـ صدر العدد (26) – شهر ديسمبر/كانون الأول من مجلة "الشارقة الثقافية" عن دائرة الثقافة بالشارقة حيث جاء في الافتتاحية تحت عنوان "عالمية الثقافة العربية.. التأثير والإبداع": استطاعت الثقافة العربية أن تتحول منذ قرون إلى ثقافة منتجة وقادرة على التأثير والإبداع وليست هامشية وجامدة، ومازالت المؤلفات في مختلف الميادين تشهد على عظمة ما أنتجته، وكذلك كبرى المكتبات التاريخية توثق إنجازت العرب، وقد أخذت الثقافة العربية طابعها العالمي عندما تخلت عن تمركزها الذاتي، واندفعت إلى فهم الثقافات المغايرة وقبول الآراء المختلفة، وكان للعلماء والرواد العرب على مر العصور دور كبير في إثراء الثقافات الإنسانية، فضلاً عن دور الشعر العربي وتأثيره على الغرب مما أكسب الثقافة العربية بعداً عالمياً جعل منها غنية بتراثها وروافدها ومآثرها. 
فيما كتب مدير التحرير نواف يونس في مقالته "اللغة الأم.. مرآة تعكس شخصية وهوية الإنسان": إننا كعاملين ومسؤولين في قطاعات التعليم على كافة مستوياته، أو في حقل الثقافة بكل جوانبها الفنية والأدبية والفكرية، أو في مجال الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، أو داخل مؤسسات مجامع اللغة في مختلف المدن والعواصم العربية، يقع علينا عبء كبير ومسؤولية لا فكاك لنا منها، والتي تتمثل في العمل على تفعيل وحماية اللغة العربية وترسيخ دورها، في الحراك المجتمعي، ونحن نعيش في عالم يتحول نحو الخيار الرقمي، الذي يشكل وجه اللغات من جديد، ويسعى جاهداً وبشكل ممنهج للبحث عن لغة دولية تفرض نفسها على عقولنا ولغتنا وثقافتنا.
وفي تفاصيل العدد سلطان القاسمي يتوج الشارقة عاصمة عالمية للكتاب في الدورة (37) من فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بقلم عبدالعليم حريص، وإطلالة على فعاليات الدورة (23) من المعرض الدولي للكتاب في الجزائر تحت شعار "الكتاب يجمعنا" بقلم د. أميمة أحمد.
من جهته كتب أحمد أبوزيد عن د. رشدي راشد مؤرخ الحضارة العلمية العربية الإسلامية، وأضاء مصطفى عبدالله جوانب من سيرة الأديب سالم بن حميش ودور الإسلام في تقدم الحياة الإنسانية.
وفي باب "أمكنة وشواهد" جولة في مدينة القليعة في الجزائر بقلم حلف أحمد محمود، وإضاءة على مدينة سمرقند ياقوتة الشرق الإسلامي كما كتب أحمد أبوزيد، وأخيراً وقفة في أرض الحكايات الممتدة في الزمان، بغداد عبق ألف ليلة وليلة بقلم عامر الدبك.

الشارقة الثقافية
أعراس الحرية

كما تضمن العدد وثيقة أدبية تمثلت برسالة مخطوطة من نجيب محفوظ إلى طه حسين بقلم نبيل فرج، ومداخلة تحت عنوان "ماركيز بواقعيته السحرية وروايته (مئة عام من العزلة)" بقلم عبدالناصر الدشناوي، إضافة إلى إطلالة على سيرة صنع الله إبراهيم الذي تفرد في الخطاب والرؤية بقلم د. بهيجة إدلبي، وكذلك إيزابيل إبيرهاردت التي جددت هويتها بانتمائها إلى الإسلام وإتقان اللغة العربية بقلم محمد رفاعي، فيما كتب صالح لبريني عن محمد شكري وعوالمه السردية التي تفوح بروائح إنسانية، وكتب ناجي العتريس عن عبدالعزيز البشري الذي ترك بسمة لا تغيب، واستعرض د. طارق غرماوي تجارب مغربية انفتحت على التراث واستفادت من مظاهره، وحاور عاطف عبدالمجيد الكاتب عمّار علي حسن الذي تعتبر سيرته الذاتية تجربة في عبور الصعاب، وقد احتفت المجلة في العدد الجديد بأديب روسيا وأمير شعرائها ألكسندر بوشكين الذي تأثر بالإسلام وتغنى بالعدل والحرية، وتوقفت عند ذكرى رحيل فاروق شوشة كما كتب سعيد بوعيطة، ودخلت عالم الكاتب الأبرز في القارة السمراء تشنوا أتشيبي الذي ترجمته روايته "الأشياء تتداعى" إلى خمسين لغة حية بقلم وليد رمضان الشوري، والتقت الروائي والمترجم عبدالهادي سعدون الذي ترجم الأدب العراقي والتراث إلى اللغة الإسبانية لتعريف القارىء بالإبداع العربي كما حاوره خضر الزيدي، كذلك قدم أديب مخزوم قراءة في كتاب "جبران خليل جبران – أجراس الثورة وأعراس الحرية" للدكتورة ريما نجم، وتجول ياسين عدنان في معرض (المغاربة) للفوتورغرافية الراحلة ليلى العلوي في مراكش حيث أنجزت بحرفية فوتوغرافية مهمة إنسانية، وقدم محمد العامري قراءة في أعمال التشكيلي شارل خوري، وتوقف وفيق صفوت مختار عند الفنان صلاح طاهر الذي رسم الموسيقى بالحرف واللون، وكتب جعفر العقيلي عن هاني حوراني الذي يشتغل على تفاعل الرسم والتصوير، كما كتبت هناء عادل عن سيدة المسرح العربي سميحة أويب صاحبة الأدوار الصعبة والمركبة، وسلطت د. هويدا صالح الأضواء على المخرج محمد خان الذي مزج بين السرد البصري وروح القصة، بينما تناول محمود الغيطاني فيلم "أنا دانييل بليك" الذي يعبر عن حالات إنسانية للمرضى والمحتاجين، كما كتب مجدي إبراهيم عن محمد القصبجي الذي يعد مدرسة موسيقية عربية متفردة، والموضوع الأخير في العدد كتبه جمال عقل عن سوزان الهوبي أول عربية تسلقت قمة إيفرست.
من جهة ثانية، تضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "اللغات الرسمية والوحدة الوطنية" – د. سعيد بن كراد، " دار للأخوة العربية - الإسبانية" – خوسيه ميغيل بويرتا، "الكاتب والصحافي صلاح عيسى وذكريات أكثر من أربعين عاماً" – مصطفى محرم، "اللغة العربية رسالة إنسانية وحضارية" – محمد غبريس، "الصوت المتفائل في الشعر العربي الحديث" – د.عبدالعزيز المقالح، "طاغور.. شاعر المحبة والطفولة والسلام" – شعيب ملحم، "التاريخ والشعر.. التفاعل المتبادل" – د. يحيى عمارة، "فرنسيس مراش.. الريادة الفكرية والروائية" – نبيل سليمان، "قراءة في سيرة الشاعر تشارلز سيميك" – اعتدال عثمان، "ديناميكية سوريو والواقع الافتراضي" – نجوى المغربي، "حضور الذات في الكتابة الأدبية" – سلوى عباس، "شروط إنسانية لانتصار عصر الأنوار" – نجوى بركات، "القلم يكتبها.. رحلت اعتدال رافع" – أنيسة عبود، "توفيق الحكيم.. المسرح لأجل الذهاب إلى هناك" – أنور محمد، "أصداء في الهواء: لا أدب رجل.. ولا أدب امرأة" – عبده وازن. 
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: "كل الأسماء" لجوزيه ساراماجو - بقلم عزت عمر، النسوية وفلسفة العلم – نجلاء مأمون، أول دورة تدريبية مسرحية في الإمارات - بقلم أحمد الماجد، برامج تعليم العربية - بقلم د. عبد المعطي سويد، أحمد فضل شبلول في روايته "اللون العاشق" - بقلم الشارقة الثقافية، "الساحرة.. وقصص أخرى" - بقلم مصطفى غنايم.
 ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: مفيد أحمد ديوب "بين الواقع والمتخيل" قصة قصيرة، رفعت عطفة "القرية في الوجه" ترجمة، محمد رفيع "قصتان قصيرتان"، قصة قصيرة، عدنان كزارة نقد، إضافة إلى قصائد مغناة من إعداد فواز الشعار.