الشاشات تسرق من نظر طفل على ثلاثة

وفق دراسة عالمية، قصر النظر يتضاعف ثلاث مرات منذ عام 1990، ليؤثر الآن على 36 بالمئة من الشباب.

واشنطن – دقت دراسة عالمية جرس الإنذار من تفشي قصر النظر بين الأطفال، حيث رصدت ما يعرف بـ "الميوبي" لدى كل واحد من كل ثلاثة منهم.

ويقول الباحثون إن إجراءات الإغلاق خلال جائحة كوفيد كان لها تأثير سلبي على البصر حيث قضى الأطفال وقتًا أطول أمام الشاشات ووقتًا أقل في الهواء الطلق.

واستعرضت الدراسة، التي نُشرت في "المجلة البريطانية لطب العيون"، بيانات لأكثر من خمسة ملايين طفل في 50 دولة، وكشفت أن قصر النظر قد تضاعف ثلاث مرات منذ عام 1990، ليؤثر الآن على 36% من الشباب.

وتتواجد أعلى معدلات قصر النظر في آسيا، حيث 85% من الأطفال في اليابان و73% في كوريا الجنوبية يعانون من هذه الحالة.

في المقابل، دول مثل باراغواي وأوغندا لديها معدلات منخفضة، حوالي 1%، بينما المملكة المتحدة وإيرلندا والولايات المتحدة تقارب معدلاتها 15%

وكشفت تحليلات الباحثين أن قصر النظر تضاعف ثلاث مرات بين عامي 1990 و2023 - ليصل إلى 36 بالمئة.

ويقول هؤولاء إن الزيادة كانت "ملحوظة بشكل خاص" بعد جائحة كوفيد.

ملحوظة بشكل خاص

وعادة ما يبدأ قصر النظر خلال سنوات المدرسة الابتدائية ويميل إلى التفاقم حتى يتوقف نمو العين، في حوالي سن 20 عاما.

وخلال فترات الإغلاق العالمية بسبب كوفيد، عندما اضطر الملايين للبقاء في الداخل لفترات طويلة، تأثرت حدة بصر الأطفال والمراهقين سلبا.

وتوضح الدراسة، أن الأدلة "تشير إلى وجود ارتباط محتمل بين الجائحة وتسارع تدهور الرؤية بين الشباب البالغين".

وبحلول عام 2050، قد تؤثر هذه الحالة على أكثر من نصف المراهقين في جميع أنحاء العالم، كما تتنبأ الدراسة.

ومن بين علامات قصر النظر، صعوبة في قراءة الكلمات من مسافة بعيدة، مثل قراءة السبورة في المدرسة، والجلوس بالقرب من التلفزيون أو الكمبيوتر، أو حمل الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي بالقرب من الوجه، فضلا عن الإصابة بالصداع وفرك العينين كثيرا.

وتبرز الأبحاث أن قصر النظر يبدأ عادةً في سنوات المدرسة الابتدائية، ويزداد سوءًا حتى يتوقف نمو العينين تقريبًا عند سن 20.

وتشمل العوامل المساهمة في قصر النظر الوراثة وتأثيرات البيئة، مثل التعليم المبكر في شرق آسيا، الذي يشجع على التركيز لفترات طويلة على الكتب والشاشات.

ويقول خبراء العيون إنه يجب على الأطفال قضاء ساعتين على الأقل في الخارج كل يوم، خاصة بين سن السابعة والتاسعة، لتقليل فرص إصابتهم بقصر النظر.

وليس من الواضح ما إذا كان وجود ضوء الشمس الطبيعي، أو ممارسة التمارين في الهواء الطلق، أو حقيقة أن أعين الأطفال تركز على أشياء أبعد هو ما يحدث الفرق.

يقول دانيال هارديمان-مكارتني، المستشار السريري من كلية البصريات في المملكة المتحدة: "هناك شيء ما في الخروج يعود بفائدة حقيقية على الأطفال".

كما يوصي بأهمية إجراء فحص للعين للأطفال بين سني السابعة إلى العاشرة، حتى لو تم فحص بصرهم في سن أصغر. 

بالإضافة إلى الانتباه إلى أن قصر النظر ينتقل وراثيا في العائلات، فإذا كنت تعاني من قصر النظر، فإن أطفالك أكثر عرضة ثلاث مرات من غيرهم للإصابة أيضا بنفس المشكل، وفقا للخبير الطبي.