الشاهد ينأى بنفسه عن اعتقال القروي منافسه في سباق الرئاسة

رئيس الحكومة التونسية الذي فوّض مهامه لأحد وزرائه يعتبر أن توقيف المرشح للرئاسة نبيل القروي يؤكد استقلالية القضاء.

الشاهد يرّد على اتهامات خصومه في قضية نبيل القروي
حزب نبيل القروي يتمسك باتهام الشاهد بمحاولة إقصاء منافسه
التوتر يخيم على المناخ السياسي قبل 3 أسابيع من الانتخابات الرئاسية

تونس - اعتبر رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الذي تخلى عن منصبه مؤقتا للتفرغ لحملته الانتخابية، أن عملية توقيف المرشح البارز للانتخابات الرئاسية نبيل القروي بتهمة تبييض أموال، تؤكد أن القضاء في بلاده مستقل.

وحاول الشاهد النأي بنفسه عن إيداع القروي السجن بموجب مذكرة جلب، فيما واجه اتهامات بأنه هو من يقف وراء ما حدث على ضوء الشعبية التي يحظى بها منافسه (القروي) الذي قاد حملة ذات أبعاد إنسانية قبل ثلاث سنوات معززة بتغطية إعلامية من قناته "نسمة" بتقيدم مساعدات للعائلات الفقيرة في المناطق الداخلية للبلاد.

ومكنته تلك الحملة من بناء قاعدة شعبية وخزان انتخابي مهم وجعلته يتصدر استطلاعات الرأي في السباق لقصر قرطاج.

لكن الشاهد قال في حوار مع اذاعة موزييك اف ام المحلية الخاصة، إن "توقيت التوقيف ربما يؤثر على المناخ السياسي، لكنه يؤكد استقلالية القضاء".

وتابع الشاهد الذي فوّض وزيرا في حكومته للقيام بمهامه لكي يتفرغ لحملته للانتخابات الرئاسية المقررة منتصف سبتمبر/أيلول أن "المسار القضائي أثبت انه مستقل تماما عن المسار السياسي ورئيس الحكومة لا يستطيع تعيين أو عزل أو إبعاد قاض".

واتّهم حزب 'قلب تونس' الذي يرأسه القروي الموقوف منذ الجمعة الماضي بتهمة "تبييض الأموال"، الشاهد بالسعي إلى قطع الطريق على منافسه القوي، ما يفاقم التوتر قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية.

واعتبر رئيس الحكومة التونسية أن تلك الاتهامات تدخل في إطار "الحرب السياسية".

ووُجِّهت إلى نبيل القروي وشقيقه غازي في 8 يوليو/تموز تهمة "تبييض الأموال" وقد أوقف الأول الجمعة في أثناء عودته من باجة في شمال غرب البلاد حيث افتتح مقرا جديدا لحزبه.

القروي لايزال مرشحا للانتخابات الرئاسية في تونس رغم وجوده في السجن
القروي لايزال مرشحا للانتخابات الرئاسية في تونس رغم وجوده في السجن

واتّهم المسؤول في المكتب السياسي للحزب عيّاض اللومي رئيس الوزراء بالسعي إلى "إقصاء" القروي و"إزاحته"، معتبرا أن هناك "عصابة داخل الدولة تريد ترويع التونسيين، والانقضاض على الحكم"، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام المحلية.

وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون أعلن السبت أنّ القروي مؤسس قناة "نسمة" التلفزيونية لا يزال يعتبر مرشحا للانتخابات الرئاسية رغم توقيفه.

وأكد اللومي أن حزب "قلب تونس" سيواصل حملته الانتخابية وأن القروي سيفوز في الجولة الأولى.

وكان الشاهد أعلن الخميس الماضي تفويض صلاحياته مؤقتا لكمال مرجان وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة والسياسات العمومية، طيلة حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة.

ومرجان أحد رموز السلطة إبان عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد منذ العام 1987 حتى العام 2011 حين أطاحت بنظامه ثورة شعبية.

وتُفاقم عملية التوقيف التوتر في تونس قبل ثلاثة أسابيع من موعد إجراء الاستحقاق الرئاسي في بلد يُعتبر مهد ما بات يعرف بـ"الربيع العربي".

ودعي لانتخابات رئاسية مبكرة في تونس بعد وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا بالاقتراع العام في تاريخ البلاد الحديث.