'الشرق الأوسط وتحدّياته' في قالب قصصي

مروان كحيل يعيد إلى واجهة الحدث دور العائلات بمسار العملية السياسية والاجتماعية في لبنان والدول العربية عبر قالب حكايات تتخذ من 'المواجهات والتحديات بين الثقافات والأقليات والطوائف' مجالاً لقول ما لم يجرأ على قوله الآخرون.

بيروت – صدر حديثا عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب "الشرق الأوسط وتحدّياته.. المواجهات والتحالفات بين الثقافات والأقليات والطوائف" لصحابه مروان كحيل.

ولم ينقب مروان كحيل في سفر الماضي إلا عمّا يعيد الاعتبار إلى الحاضر. هكذا يقرأ كتاب "الشرق الأوسط وتحدياته" الذي يعيد إلى واجهة الحدث دور "العائلات" بمسار العملية السياسية والاجتماعية في لبنان والدول العربية عبر قالب قصصي يتخذ من "المواجهات والتحديات بين الثقافات والأقليات والطوائف" مجالاً لقول ما لم يجرأ على قوله الآخرون. 

يتضمن هذا الكتاب سرداً قصصياً فريداً لأحداث حقيقية هي قصة أربع عائلات شرق أوسطية مختلفة الانتماءات (عرب وأرمن ويهود) يتتبع الكاتب هجرات أبنائها على مدى عدة قرون.

أربعة أحفاد من هذه العائلات تخرجوا من الجامعة الأميركية في بيروت، وحققوا نجاحات باهرة في مسيرتهم المهنية في المجالات المالية ومصادر الطاقة النفطية والغازية والتجارة الدولية.

كُتب لهؤلاء أن يكونوا شهوداً على التغييرات في الخليج عموماً، وخصوصاً التبدلات العميقة التي حصلت في الخليج العربي، فضلاً عن التقلبات التي وقعت في أميركا، حيث أظهر رئيسها السابق دونالد ترامب عجزاً في إدارة أزمة النفط والانقسامات المتفاقمة التي عصفت ببلاده والتي تنذر بما ستكون عليه صورة ما بعد الغرب.

أضيفت إلى هذه الأحداث جائحة "كوفيد 19" والأزمات المتعددة التي عصفت في مجال الطاقة المترافقة مع الطفرة الجنونية لتقنية التكسير (تقنيات تفتيت الصخور لاستخراج النفط والغاز منها).وقد بدأ الصراع على استخراج الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط وحماية طرق التصدير إلى أسواق أوروبا وآسيا يهدد الاستقرار القائم، فضلاً عن التدخلات العسكرية التركية في أرجاء البحر المتوسط كافة، وبداية تحولات وأحداث من شأن مجرياتها وعواقبها أن تمتد إلى ما يتعدى عقد العشرينيات من القرن الحالي.