الصحة الإيرانية تستغيث على وقع ارتفاع ضحايا كورونا

مساعد وزير الصحة الإيراني يحذر من ارتفاع عدد مصابي ووفيات كوفيد-19، حيث يستعصي على المستشفيات استقبال مرضى جدد في وقت يكابد فيه الأطباء في علاج من هم بالأسرة.
مستشفيات إيران تدق ناقوس الخطر بسبب ازدحامها بمرضى كورونا

طهران - يستغيث قطاع الصحة الإيراني على وقع زيادة يومية في حصيلة الوفيات والإصابات بفيروس كورونا الذي يواصل انتشاره في إيران، حيث استنزف كثرة المصابون الأسرة بالمستشفيات، ما استعصى استقبال مرضى جدد.

وحذر مساعد وزير الصحة والتعليم الطبي في إيران إيرج حريرجي الثلاثاء، من ارتفاع عدد مرضى ووفيات كورونا في طهران وبعض المحافظات الإيرانية، وفق ما نقل موقع 'إيران انترناشيون العربي'.

وقال حريرجي إن "الطاقم الطبي ليس لديه الوقت لعلاج المرضى الراقدين في المستشفيات بسبب كورونا حتى يستطيع استقبال مرضى جدد".

وقالت الحكومة أن إيران لا تزال تشهد الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا المستجد، الثلاثاء لدى الإعلان عن قرابة 150 وفاة إضافية بالفيروس غداة تسجيل أعلى حصيلة يومية للوفيات.

وتعليقا على الحصيلة الأعلى أمس التي بلغت 162 وفاة، قال حريرجي "افترض أننا ضربنا هذا الرقم في عدد أيام السنة، فكم سيصبح عدد الوفيات؟ لو كان عدد الضحايا 100 في اليوم، فسيكون هناك نحو 36000 حالة وفاة في السنة".

وأرجع المسؤول بوزارة الصحة أن ذروة كورونا هذه التي خلفت ارتفاع حصيلة الوفيات، جاءت نتيجة أن الاحتفال بعيد الفطر والاحتفالات في محافظات مثل خوزستان وأذربيجان الغربية والشرقية وبوشهر وكردستان وكرمانشاه.

وتابع في ظل ازدحام المستشفيات بمرضى كورونا "هذه علامة خطر كبير، نحن الآن ليس  لدينا الوقت لعلاج المرضى الراقدين في المستشفيات لكي نستقبل مرضى آخرين".

وتكابد إيران للسيطرة على وباء يتسع انتشاره تزامنا مع رفع اضطراري للقيود واستئناف الأنشطة التجارية لتجاوز انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ فرضت واشنطن عقوبات قاسية على طهران.

وأشار حريرجي إلى "حتمية" في سياسة فتح المحلات واستئناف الأنشطة التجارية والاقتصادية، قائلا "نحن مضطرون للاستمرار في هذه السياسة".

وتواجه إيران في الأشهر الأخيرة أزمة اقتصادية خانقة آخذة في التفاقم بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا الذي ألقى بتداعيات وخيمة زادت في معاناة الاقتصاد الإيراني الذي يئن منذ سنوات تحت وطأة العقوبات الأميركية.

وتبذل الجمهورية الإسلامية جهودا حثيثة لاحتواء وباء كوفيد-19 منذ الإعلان عن أول حالتي وفاة بالفيروس في مدينة قم المقدسة أواخر فبراير/شباط.

كورونا يشهد ذروته في إيران عقب رفع القيود واستئناف اضطراري للأنشطة الاقتصادية
كورونا يشهد ذروته في إيران عقب رفع القيود واستئناف اضطراري للأنشطة الاقتصادية

وتظهر الأرقام الرسمية مسارا تصاعديا لعدد الإصابات المؤكدة منذ مطلع مايو/أيار، بعدما كانت إيران قد سجلت أدنى حصيلة يومية للإصابات خلال قرابة شهرين. لكن المسؤولين ينفون باستمرار أن يكون المنحى التصاعدي يعتبر موجة ثانية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري الثلاثاء، إن "فيروس كورونا المستجد حاليا يبلغ الذروة في محافظات حدودية أو مدن لم تبلغ الذروة في الأشهر الأولى للعدوى".

وأضافت سادات لاري "وبالتالي لا زلنا نشهد الموجة الأولى في البلاد"، كما نقلت عنها وكالة إرنا الرسمية للأنباء.

وتابعت إن إيران ستشهد موجة ثانية فقط في حال ارتفاع جديد في الإصابات في محافظات "سجلت ذروة عالية" قبيل الإعلان عن أولى الإصابات.

وسجلت إيران الاثنين 162 وفاة بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة يومية للوفيات منذ تفشي العدوى في 19 فبراير/شباط.

وأعلنت لاري الثلاثاء عن 147 وفاة إضافية ما يرفع الحصيلة إلى 10 آلاف و817 وفاة. كما ارتفع الإجمالي للإصابات إلى 227 ألفا و662 بعد الإعلان عن 2457 إصابة إضافية في الساعات الـ24 الماضية.وقا

 

بالنظر للمشكلات التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد ليس لدينا من خيار سوى محاولة العيش بطريقة صحية والتعايش مع الفيروس كل يوم

ل المتحدث الحكومي علي الربيعي في مؤتمر صحافي الثلاثاء "جميع مساعينا حتى الآن تركزت على تجنب دخول موجة ثانية" للعدوى.

وأضاف "بالنظر للمشكلات التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد، ليس لدينا من خيار سوى محاولة العيش بطريقة صحية والتعايش مع الفيروس كل يوم".

وقال وزير الصحة الإيراني سعيد نمقي الثلاثاء، إن لقاحا لكورونا في طور الإعداد "اجتاز إلى حد كبير التجارب على الحيوانات بنجاح"، مضيفا أن السلطات "ستبدأ التجارب على البشر قريبا".

ويشكك كثيرون في إيران وخارجها في الأرقام الرسمية للإصابات والوفيات وسط مخاوف من أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.

من جانب آخر حذر حريرجي من تفشي كورونا بين الكوادر الطبية في المستشفيات العامة، مؤكدا ظهور أعراض الفيروس على أكثر من 15 ألف إطار طبي، قائلا "حتى أمس الاثنين، كان هناك 9986 اختبارًا إيجابيًا".

وتوفي منذ انتشار فيروس كورونا في إيران 64 طبيبا وممرضا ومساعد طبيب بالمستشفيات الإيرانية العامة.