الصويرة تحقق قفزة 'تاريخية' في عدد السياح
الصويرة (المغرب) - حققت الصويرة خلال سنة 2024 "مستوى تاريخي بتسجيلها أزيد من مليون سائح"، وفق ما أكده رضوان خان رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بالمدينة المغربية الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي.
وأشار خان في بلاغ حول حصيلة السنة الماضية أن مدينة الرياح "حققت أيضا رقما قياسيا جديدا بتسجيلها أزيد من 3 ملايين ليلة مبيت".
وتعكس هذه الأرقام أداء مؤسسات الإيواء السياحية المصنفة، وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء عن المجلس الإقليمي للسياحة بالصويرة الذي يلفت إلى أنه ينضاف إلى ذلك "التدفقات الكبيرة للقطاع غير المهيكل وكراء المحلات من قبل الأهالي والتي تمثل دائما حصة جد مهمة من السوق السياحي بالصويرة".
وتعتبر السياحة قطاعا مهما بالمدينة، وخصوصا في وقت الذروة (فصل الصيف، مهرجان كناوة وموسيقى العالم). منذ العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين، بدأت الحكومة بالتشجيع على الاستثمار في القطاع السياحي، وتجلى ذلك في إعداد البنية التحتية الملائمة من فنادق تقليدية (رياض) أو عصرية (الفنادق المصنفة) ومطاعم والتركيز على أوجه استقطاب السياح (الرياضات البحرية)، كما أن الصويرة، نظرا لموقعها الجغرافي الواقع بين منطقتين سياحيتين في القطاع السياحي بالمغرب (أكادير ومراكش)، تبوأت مكانة سياحية نظرا لمناخها المعتدل مقارنة بباقي المدن خصوصا مدينة مراكش، الجارة الشرقية التي يشتد بها الحر خلال الصيف.
وتميزت سنة 2024 أيضا "بدينامية استثنائية على مستوى القطاع السياحي بالصويرة، والذي شهد منذ عشر سنوات تلاشي الطابع الموسمي للتدفقات السياحية. والآن أصبحت الصويرة مليئة بالسياح على مدار السنة، في الشتاء كما في الصيف، وفي الخريف كما في الربيع"، بحسب رضوان خان.
ولفت إلى أن "هذا التطور الذي ساهم فيه ودعمه المجتمع المدني الصويري المتمثل في جمعية الصويرة موغادور التي تنظم أو تشترك في تنظيم العشرات من المهرجانات الموسيقية، بالإضافة إلى عشرات المنتديات واللقاءات على مدار العام لمناقشة، من بين أمور أخرى، مركزية الثقافة والفنون والتراث في الاستراتيجية الرائدة للتنمية المستدامة والتي قادتها بشرعية ونجاح منذ أكثر من 30 سنة جمعية الصويرة موغادور".
وأضاف أن هذه السنة تبدو واعدة للغاية، مذكرا بالتقدم المذهل لورشات مدينة الفنون والثقافة والتراث التي ستحمل اسم المهندس المعماري العالمي الشهير أوسكار نيماير، وكذا إطلاق أشغال تجديد وتطوير المحطة السياحية "موغادور" باستثمار إجمالي يصل إلى 5 مليارات درهم (ما يعادل 500 مليون دولار).
وخلص المجلس الإقليمي للسياحة إلى أنه "يبقى تقديم إجابة أكثر ملاءمة لتحديات الربط الوطني والدولي لمدينة الصويرة عبر الطرق والجو والسكك الحديدية لتعزيز وتحسين الزخم الاستثنائي الذي تشهده مدينة الرياح".
ويشار إلى أن قطاع السياحة في المغرب سجل رقما قياسيا جديدا في عدد السياح مع نهاية العام 2024،ما يساهم في تعزيز الاقتصاد بشكل عام، بينما تشير الأرقام إلى نجاح المملكة في المحافظة على مركز متقدم ضمن أفضل الوجهات السياحية في العالم.
وكانت وزارة السياحة المغربية قالت في بيان إن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية عام 2024 وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بلغ 15.9 مليون سائح ما يمثل زيادة بـ2.6 مليون سائح أو 20 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023.
وتعتبر السياحة في المغرب من بين القطاعات الحيوية ومصدرا مهما للعملة الصعبة وركيزة أساسية في النمو الاقتصادي، حيث حرصت المملكة على تحقيق نقلة نوعية في البنى التحتية والنقل والتطوير العمراني والثقافي، ما ساهم في إبراز خصوصيات البلد بمنظور عصري يراعي الهوية الوطنية والموروث الثقافي.