الصين تتهم الجيش الأمريكي بإدخال كورونا إلى ووهان

الهلع يسيطر على أسواق المال العالمية والاتحاد الأوروبي غاضب من عدم استشارة ترامب له قبل اتخاذ قرار منع المسافرين من دول منطقة شنغن دخول الولايات المتحدة.

بكين - اتهمت بكين اليوم الخميس واشنطن بالتسبب في انتشار فيروس كورونا الذي جعل بلدان العالم تعيش عزلة هي الأكبر في التاريخ الحديث، حيث اضطر عدد من الدول إغلاق الحدود فيما علق البعض الآخر رحلات الطيران لمنع تفشي الفيروس الذي أصاب أكثر من 129 ألفا و140 شخصا في 124 دولة في أنحاء العالم بينما توفي حوالى 4750 شخصا بسببه.

وقال المتحدث باسم الحكومة الصينية تشاو لي جيان في حسابه على تويتر إن الجيش الأميركي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية، التي كانت الأكثر تضررا بسبب التفشي.

وكتب جيان بالإنكليزية "متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأميركي الوباء إلى ووهان. تحلوا بالشفافية! اعلنوا بياناتكم! أميركا مدينة لنا بتفسير".

وأعلنت الصين انخفاض عدد الإصابات اليومية بالفيروس المستجد إلى 15 إصابة جديدة الخميس، وهو العدد الأدنى منذ بدء احتساب الإصابات منتصف كانون الثاني/يناير.

والثلاثاء، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج السيطرة "بصورة أساسية" على انتشار كورونا في مقاطعة هوبي وعاصمتها مدينة ووهان، بؤرة انتشار الفيروس.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين أرسلت خبراء ومعدات إلى إيطاليا المغلقة بسبب تفشي الفيروس، كما بدأت بإرسال خبراء ولوازم طبية إلى عدة بلدان منها العراق وإيران التي طلبت دعماً من صندوق النقد الدولي الخميس للمرة الأولى منذ عام 1962 لتتمكن من التصدي للفيروس.

لكن المفاجئة صدرت من واشنطن الخميس حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منع المسافرين من دول منطقة شنغن من دخول الولايات المتحدة طوال 30 يوماً،  في إجراء يهدف إلى احتواء تفشي الفيروس وذلك بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية "تحوله إلى وباء عالمي.

وذكرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الخميس إن عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ارتفع إلى 1264 وإن عدد الوفيات زاد إلى 36.

وأثار قرار ترامب المفاجئ رد فعل غاضب من الاتحاد الأوروبي الذي عبر عن استغرابه من اتّخاذ القرار من جانب واحد ودون استشارة، مشيرا إلى إنه "سيعيد تقييم الوضع" على المستوى الاقتصادي.

وقال رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي  ألكسندر دي جونياك "عندما زادوا الضرائب علينا... لم يتشاوروا معنا"، معترفاً من جهة ثانية بأنّ تعليق دخول الوافدين من الاتحاد الأوروبي سيكون له "تأثير كبير" على الاقتصاد.

 لكن ترامب دافع في وقت لاحق الخميس عن قراره مبررا ذلك بـ"عدم إيجاد الوقت الكافي لفعل ذلك".

وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض "لم أرغب في قضاء وقت في ذلك...  يستغرق الأمر بعض الوقت... كان علينا التحرّك بسرعة".

في خطابه الذي استغرق عشر دقائق، وصف ترامب فيروس كورونا بأنه "فيروس من الخارج". وقبل بضعة أيام، أثار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جدلا وغضب بكين بعدما وصف كورونا بانه "فيروس ووهان".

وكان عدد من أعضاء الكونغرس والعلماء اتهموا ترامب بمحاولة التقليل من شأن الأزمة وتوجيه رسائل متناقضة.

وبدأ التأثير الاقتصادي الفوري للأزمة واضحا خاصة هذا الأسبوع، فقد تأثرت القطاعات التي تعتمد على حركة البضائع والأفراد، مثل السياحة وشركات الطيران ومشغلي سفن الرحلات البحرية وخطوط الشحن التجارية.

وبرزت في الأيام القليلة الماضية تحليلات عن وجود مؤشرات واضحة بين "الحرب التجارية الباردة" بين الولايات المتحدة والصين وانتشار الفيروس الغامض فجأة، حيث ذهب البعض في تفسير ذلك بـ"المؤامرة الأميركية" لضرب الاقتصاد الصيني لدراسة وجس قدرته على الصمود.

ويزيد تصديق هذه الفرضيات والتحليلات الأهمية الكبرى التي أصبحت تمثلها الصين بالنسبة للاقتصاد العالمي، ما جعل الولايات المتحدة منذ سنوات تفكر في الحد من اعتماد سلاسل التوريد على بكين في ظل تزايد أعمال المناكفة التجارية بين البلدين.

ولعل الصفقة التجارية التي وقعت بين البلدين في يناير الماضي أفضل دليل على تخفيف احتدام التنافس بينهما على الاقتصاد العالمي، لكن ظهور أزمة فيروس كورونا أصبحت تهدد بالعودة إلى تفاقم المناخ المتدهور أصلا لكن عواقبه هذه المرة ستكون أوسع بكثير، لأنها ستشمل الجميع من أوروبا إلى آسيا.

 وشهدت الأسواق الأوروبية الخميس تدهوراً بدا وكأن لا نهاية له إذ لم تطمئنها الحوافز الجديدة التي أعلن عنها البنك المركزي الأوروبي.

وسيطر الهلع على الأسواق المالية فعُلّقت المداولات لـ15 دقيقة بعد افتتاح بورصة وول ستريت. ولم يتوقف مؤشر داو جونز عن التراجع عند استئناف المبادلات فسجّل انخفاضاً بنسبة 7 بالمئة ظهر الخميس.

وحصل السيناريو نفسه في بورصة ساو باولو التي تراجعت عند الافتتاح بنسبة تفوق الـ11 بالمئة قبل تعلق المداولات للمرة الثالثة هذا الأسبوع.

الع
 الصين اعلنت عن وفاة أكثر من 3000 شخص فيها بكورونا

وتراجعت بورصات كل من باريس وفرانكفورت ومدريد ولندن بنسبة 10 بالمئة أو أكثر بعد ظهر الخميس. ومقارنة ببداية العام، انخفضت جميع المؤشرات الأوروبية الرئيسية بنحو 30 بالمئة حتى الآن في ما يمثل انهياراً فعلياً.

وأعلن البنك المركزي الأوروبي الخميس أنه سيُبقي أسعار الفائدة الرئيسية من دون تغيير، فيما خفض المصرفان المركزيان الأميركي والبريطاني أسعار الفائدة خلال الأيام الماضية.

وكان لخطاب ترامب أيضًا تأثير في آسيا بينما كانت الأسواق المالية بالكاد تستوعب صدمة إعلان منظمة الصحة العالمية أن كورونا تحول إلى وباء عالمي.

وفي طوكيو، أغلق مؤشر نيكاي على انخفاض 4.41 بالمئة إلى 18559.63 نقطة، فيكون بذلك قد خسر أكثر من 20 بالمئة منذ بداية العام. وارتفع الين، الذي يعد ملاذاً آمناً للمستثمرين، بشكل كبير مقابل الدولار واليورو، وهي حركة غير مواتية للغاية للمجموعات المصدرة اليابانية.

وفي بورصة هونغ كونغ، انخفض مؤشر هانغ سنغ الخميس بنسبة 3.66 بالمئة، في حين كانت الخسائر محدودة في البر الرئيسي في الصين.

كما تراجعت أسعار النفط بشكل حاد إذ إن تعليق الرحلات لمدة شهر من أوروبا إلى الولايات المتحدة يعني انخفاضاً حاداً في استهلاك الذهب الأسود، الذي يسجل طلباً ضعيفاً بالفعل.

وانخفض سعر برميل نفط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 7.31 بالمئة إلى 30.57 دولاراً، وسعر برميل برنت في لندن بنسبة 7.07 بالمئة إلى 33.26 دولاراً.