الصين تنسحب من مشروع حقل الغاز الإيراني المشترك مع قطر

انسحاب الشركة الصينية بعد توتال الفرنسية يعمق جراح قطاع الطاقة الإيراني في ظل تشديد العقوبات الأميركية الساعية لتصفيره.

طهران - انسحبت شركة البترول الوطنية الصينية من مشروع حقل بارس الجنوبي الغازي الذي تشترك فيه إيران مع قطر، في وقت يعاني فيه قطاع الطاقة الإيراني من أزمة بسبب العقوبات الأميركية التي تستهدف شل اقتصاد طهران.

ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية عن وزير النفط بيجن زنكنة قوله اليوم الأحد، إن شركة "سي إن بي سي" الصينية قد انسحبت من عقد لتطوير المرحلة 11 لحقل بارس الجنوبي الغازي المشترك مع قطر والذي يقع في الخليج.

وأضاف زنكنة أن شركة "بتروبارس" الحكومية ستعمل على تطوير المشروع بمفردها، لافتا إلى أن تطوير هذه المرحلة يهدف بصورة أولية إلى إنتاج 500 مليون قدم مكعبة من الغاز بحلول 20 آذار/مارس من عام 2020 .

والصين ليست الوحيدة التي تخلت عن تطوير "حقل بارس" الذي يعد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، حيث سبقتها شركة توتال الفرنسية شريكتها في العقد بالانسحاب من تطوير المشروع البحري في مياه الخليج في يونيو العام الماضي، خشية انتهاك العقوبات الأميركية.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018، فرضت واشنطن عقوبات وقيود جديدة على الشركات الأجنبية العاملة في إيران.

وفي الأشهر الأخيرة شددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوباتها على النظام الإيراني في ظل تهديداته لإمدادت النفط العالمية في الشرق الأوسط  وخاصة مضيق هرمز.ق

واستهدفت طهران ووكلائها في عدد من البلدان العربية عدد من السفن التجارية وناقلات النفط في بحر الخليج في الأشهر الأخيرة للافلات من الحصار المفروض على نفطها كما قلصت التزاماتها بموجب اتفاق 2015 الذي وقعته مع القوى العالمية وقبلت بمقتضاه كبح أنشطتها النووية مقابل رفع معظم العقوبات الدولية.

وكانت إيران تسعى لإنقاذ منشآت النفط والغاز للحفاظ على مستوى الإنتاج، وقد عولت على الشركة الصينية وقبلها الفرنسية لتمكينها من استعادة زمام الأمور في حقل بارس الذي تطلق عليه قطر اسم حقل الشمال، بهدف وضع حد لانفراد الأخيرة باستثمار ثرواته لمدة أكثر من عقدين في  ظل اعتمادها على أكبر الشركات العالمية.

واستغلت الدوحة دخول طهران في نفق العقوبات الأميركية بتوسيع خطط زيادة إنتاج الغاز من حقل الشمال لتعزيز انفرادها باستغلال الثروة المشتركة.

وفي سبتمبر الماضي، أفادت وكالة الطاقة الدولية أن صادرات إيران من النفط تراجعت بمعدل 170 ألف برميل يوميا في أغسطس/ الماضي على أساس شهري، إلى 200 ألف برميل يوميا.

وأضافت الوكالة بأن إنتاج إيران من النفط انخفض من 2.2 مليون برميل يوميا إلى 40 ألف برميل يوميا فقط في أغسطس الماضي، ليقترب إنتاجها من النفط الخام إلى أدنى مستوى له في 30 عاما.

ويشكل الانسحاب الصيني ضربة شديدة لمساعي إيران الرامية للحفاظ على تمويل مشروعات الطاقة في ظل إعادة فرض عقوبات أميركية على النفط الإيراني بهدف تصفير صادراته.

وقال زنكنة الأحد إن إيران "ستستخدم كل وسيلة ممكنة لتصدير نفطها ولن ترضخ للضغط الأميركي لأن تصدير النفط حق مشروع لإيران."