الضربات الأميركية البريطانية لا تكبح تهديدات الحوثيين

سفن شحن وناقلات نفط تضطر للعودة والمرور عبر رأس الرجاء الصالح لتفادي هجمات الحوثيين رغم العمليات العسكرية الأميركية.
مدمرة أميركية في المنطقة تتمكن من تدمير أحد الصواريخ
تضرر سفينة تجارية بشكل بسيط بسبب الهجوم

صنعاء - أعلنت القيادة المركزية للقوات الأميركية (سنتكوم) أن الحوثيين أطلقوا ستة صواريخ الثلاثاء على سفينتين تجاريتين، ما تسبّب بأضرار بسيطة في إحداهما ما يشير الى استمرار هجمات المتمردين في البحر الأحمر رغم القصف الأميركي والبريطاني ويؤكد ما طرحه بعض الخبراء بضرورة أن تكون العمليات الجوية مقترنة بهجوم بري.
وكان الحوثيون أعلنوا الثلاثاء تنفيذ "عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر، الأولى استهدفت سفينة أميركية "ستار ناسيا"، والأخرى استهدفت سفينة بريطانية "مورنينغ تايد" "، مشيرين الى "إصابات دقيقة ومباشرة".
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في بيان صدر فجر الأربعاء "أطلق مقاتلون حوثيون مدعومون من إيران ستة صواريخ من مناطق في اليمن يسيطرون عليها في اتجاه البحر الأحمر وخليج عدن" موضحا أن ثلاثة صواريخ استهدفت "ستار ناسيا"، وهي سفينة يونانية ترفع علم جزر مارشال، بحسب الجيش الأميركي.

وتابع البيان أن الباخرة أبلغت عن "انفجار قربها تسبب بأضرار مادية، من دون وقوع إصابات"، بينما تحطم صاروخ آخر على مقربة منها، وتمكنّت مدمرة أميركية في المنطقة من تدمير صاروخ ثالث.
واستهدفت الصواريخ الثلاثة الأخرى على ما يبدو السفينة "مورنينغ تايد" البريطانية التي كانت ترفع علم باربادوس، وقد انفجرت كلها في البحر من دون التسبّب بأضرار.
ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، نفّذ الحوثيون أكثر من 30 هجوماً على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
لمحاولة ردعهم، نفّذت القوات الأميركية والبريطانية ثلاث ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 كانون الثاني/يناير الماضي. ونفّذ الجيش الأميركي وحده ضربات عدة على صواريخ قال إنها كانت معدّة للإطلاق من اليمن.
وبدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".
وقالت شركة النفط الفرنسية الكبرى توتال إنرجيز اليوم الأربعاء إنها لم ترسل سفنا عبر مضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر وقناة السويس منذ عدة أسابيع، مما يزيد الوقت الذي تستغرقه سفنها للإبحار إلى أوروبا. وتعطلت حركة السفن عبر مضيق باب المندب الواقع في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين.
وقال باتريك بويان الرئيس التنفيذي لتوتال إنرجيز إن تكاليف المرور عبر البحر الأحمر ارتفعت، وعزا ذلك لأسباب منها زيادة تكاليف التأمين مضيفا "الصراع بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة له تأثير كبير على المنطقة. لذلك نتوخى الحذر ولم نعد نعبر البحر الأحمر".
وذكر بويان "يستغرق الأمر أربعة أيام للقيام بالرحلة الكاملة مقارنة بالمرور عبر البحر الأحمر بالنسبة لناقلة غاز طبيعي مسال".
وقالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء إن التأخير في تسليم منتجات نفطية بسبب تحويل مسار السفن لتجنب الهجمات في البحر الأحمر يؤثر على أسواق المنتجات في أوروبا بصفة خاصة.
من جانب اخر قال اتحاد زراعي أسترالي إن نحو 15500 رأس من الأغنام والماشية على سفينة عادت من البحر الأحمر بسبب خطر تعرضها لهجوم قبالة اليمن سيتم تفريغها في أستراليا، لكنهم رجحوا تحميلها في سفينة أخرى خلال الأسابيع المقبلة وتصديرها عبر الرجاء الصالح.