الطاقة والتوترات الإقليمية تتصدر مباحثات بين السوداني وبوتين
بغداد/موسكو - بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي اليوم الخميس سبل التنسيق ضمن أوبك+ لتحقيق استقرار في سوق النفط العالمية، كما تطرّقا إلى التطورات في المنطقة، مشددين على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات الإقليمية.
وتأتي هذه المباحثات قبل أيام قليلة من اجتماع التحالف النفطي المقرر مطلع ديسمبر/كانون أول المقبل، وسط توقعات بالتمديد في قرار خفض الإنتاج، بينما تدفع عدد من الدول باتجاه ضخ المزيد من الخام.
وأشار مكتب رئيس الوزراء العراقي إلى أن "بوتين والسوداني ناقشا موضوع الطاقة وأهمية التنسيق بين جميع الدول المعنية ضمن أوبك، وتحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء من خارجها من بينهم روسيا وقازاخستان، بهدف استقرار أسعار النفط والغاز، ضمن معادلة تضمن مصالح المنتجين والمستهلكين".
وتشهد أسعار النفط الخام مستويات تقل بأكثر من 20 دولاراً عن المتوسط الذي يطمح له تحالف أوبك بلس والبالغ قرابة 95 دولارا، في وقت بلغ سعر برميل نفط برنت في منتصف جلسة الخميس 74.2 دولار.
وأعلن العراق في أكثر من مناسبة أنه ملتزم بتعويض زيادة الإنتاج التي نفذها خلال عامي 2022 و 2023، عبر تقليص كميات الإنتاج خلال الفترة من 2024 حتى سبتمبر/أيلول 2025.
والعراق عضو في منظمة "أوبك" بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 4.6 ملايين برميل في الظروف الطبيعية، بينما روسيا عضو في تحالف أوبك+ بمعدّل 11 مليون برميل.
وفي سياق آخر أكد السوداني وبوتين على ضرورة بذل المزيد من الجهود لإنهاء الحرب بالمنطقة ومنع اتساعها، فيما جرى التأكيد على "أهمية أن تبذل الدول الكبرى المزيد من الجهود في سبيل إنهاء الصراع وعدم اتساعه بالشكل الذي يهدد الاستقرار".
وتشهد العلاقات العراقية روسيا تناميا لافتا في ظل المساعي التي تبذلها موسكو للتخفيف من تداعيات العزلة التي يفرضها عليها الغرب منذ غزوها أوكرانيا، من خلال إقامة شراكات جديدة مع العديد من الدول الخليجية والأفريقية، فيما تسعى بغداد إلى تعزيز دبلوماسيتها على مستوى العالم وعدم التعويل فقط على العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة.
ويبدو السوداني عالقا بين الرغبة في الاستفادة من الاستثمارات الروسية والضغوط الأميركية، فيما تسعى موسكو إلى تعزيز وجودها في حقول النفط في العراق.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا خلال آخر زيارة له إلى بغداد إلى إعفاء العلاقات العراقية الروسية من العقوبات الغربية المفروضة على بلاده، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين خاصة على المستوى التجاري والاقتصادي.
وأدى السوداني زيارة إلى موسكو في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فيما تزكزت مباحثاته مع بوتين على سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
ويعدّ ملف التعامل مع المستحقات المالية للشركات الروسية العاملة في العراق من أبرز الملفات العالقة بين الجانبين، إذ تواجه روسيا عقوبات اقتصادية فرضتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قد تحتم عدم التعامل بالدولار في دفعها.