العاهل الأردني يساير الشارع ويلغي زيارة رومانيا

قرار الملك عبدالله يتزامن مع الأجواء المشحونة في الأردن ضد الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة على المسجد الاقصى وفي سياق أشمل حول صفقة القرن الموعودة.

عمان - ألغى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني زيارة كانت مقررة الإثنين إلى رومانيا وذلك "نصرة للقدس" غداة موقف رئيسة الحكومة الرومانية بشأن نقل سفارة بلادها في إسرائيل إلى القدس.
ويأتي قرار الملك عبدالله في ظل تعبئة في مواقع التواصل وفي البرلمان ضد الممارسات الاسرائيلية الأخيرة في القدس، وخصوصا المسجد الاقصى الذي يشرف عليه الأردن بمقتضى معاهدة السلام مع اسرائيل.
وأنهى العاهل الاردني قبل أيام زيارة مطولة الى الولايات المتحدة التي نقلت سفارتها من تل ابيب الى القدس بعد ان اعترف رئيسها دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الديوان الملكي في بيان إن الملك "قرر إلغاء زيارته إلى رومانيا، التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم الاثنين، وذلك نصرة للقدس".
وأكد أن موقف الملك يأتي "في أعقاب تصريحات رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا، الأحد، عن عزمها نقل سفارة بلادها إلى القدس".

الملك قرر إلغاء زيارته إلى رومانيا لنصرة القدس

وأوضح الديوان الملكي الاردني أن الزيارة كانت ستشمل "لقاءات ثنائية لجلالة الملك مع الرئيس الروماني ومسؤولين في البرلمان، بالإضافة إلى مشاركة الملك في جولة من اجتماعات العقبة (اجتماعات أمنية وعسكرية تعنى بمكافحة الإرهاب) والتي كان من المفترض أن تستضيفها رومانيا بالشراكة مع الأردن".
وأضاف أنه "كان من المقرر أن توقع الحكومتان الأردنية والرومانية، على هامش الزيارة الملكية، اتفاقية ومذكرتي تفاهم وبرنامج عمل في عدد من المجالات، بالإضافة إلى تنظيم ملتقى للأعمال يجمع ممثلين عن القطاع الخاص في البلدين".
وكانت دانسيلا وعدت الاحد خلال زيارتها الى الولايات المتحدة، بنقل مقر سفارة بلادها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس، في موقف يعارضه الرئيس الروماني.
وقالت دانسيلا في كلمتها الاحد أمام لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية-الاميركية (ايباك) "أعلن أمامكم بسرور، وبعد الانتهاء من الاجراءات الدستورية اللازمة، بأنني بصفتي رئيسة للحكومة وباسم الحكومة التي أترأسها، سيتم نقل سفارة رومانيا الى القدس عاصمة اسرائيل".
ويرتدي هذا الموقف أهمية خاصة لان رومانيا تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.
وقال معلقون إن الملك كان سيضع نفسه في حرج أمام الرأي العام الأردني لو قام بالزيارة التي تأتي في ظل اجواء مشحونة ضد ما تسمى "صفقة القرن" أو خطة السلام الأميركية التي لم يكشف عنها النقاب رسميا.

أهمية خاصة لموقف رومانيا بسبب رئاستها الاتحاد الأوروبي
أهمية خاصة لموقف رومانيا بسبب رئاستها الاتحاد الأوروبي

وتسود الشارع الأردني حالة من الاحباط جراء ارتفاع الاسعار والأنظمة الضريبية ضمن السياسات الاقتصادية لحكومة عمر الرزاز، الى جانب قضايا الفساد.
وكان العاهل الأردني أكد الأربعاء الماضي موقفه الثابت بأن "القدس خط أحمر" بالنسبة للمملكة، وذلك بعد يومين على جلسة خاصة لمجلس النواب ناقشت الاعتداءات الاسرائيلية في المسجد الأقصى وأوصت الحكومة بطرد سفير إسرائيل من عمان وسحب السفير الأردني من تل أبيب.
ويقع المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 والتي كانت تخضع كسائر مدن الضفة الغربية الى السيادة الاردنية قبل احتلالها.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في المدينة التي هي في صلب النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، عاصمتها "الموحدة والأبدية". ويريد الفلسطينيون جعل القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون لاقامتها.