العدوانية تشرق في غياب 'فيتامين الشمس'

باحثون أميركيون يربطون بين نقص فيتامين 'د' والسلوك العدواني لدى الأطقال عند بلوغهم سن المراهقة.

واشنطن - لفت باحثون أميركيون الانتباه الى علاقة بين سلوكنا الغذائي والنزعات العدوانية بربطهم بين نقص فيتامين "د" والاضطراب الشائع بين المراهقين بشكل خاص.

وفيتامين "د" أو ما يطلق عليه اسم "فيتامين أشعة الشمس" هو أحد العناصر الغذائية الهامة للجسم. إذ يمكن أن يؤدي نقصه إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام والتهاب المفاصل.

لكن باحثين في جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة وجدوا ان الأمور قد تسوء اكثر، عبر رصدهم صلة بين نقص "فيتامين الشمس" لدى الأطفال الصغار وبين السلوك العدواني عند بلوغهم سن المراهقة.

وفي الدراسة سجل الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين "د" درجات عالية في الاختبارات التي تقيم مشاكل السلوك عند بلوغهم سن المراهقة. وكانت النتائج مثيرة للقلق، إذ توضح أن نقص فيتامين أشعة الشمس يرتبط بأمراض نفسية كالفصام والاكتئاب في مرحلة البلوغ.

لفيتامين د أدوار متعددة ومختلفة في الجسم، بما في ذلك النمو، ووظائف الجهاز العصبي والعضلي

وقالت أخصائية تغذية في مستشفى "لا رابيدا" للأطفال في شيكاغو بالولايات المتحدة إميليا باكزيك "لفيتامين د أدوار متعددة ومختلفة في الجسم، بما في ذلك النمو، ووظائف الجهاز العصبي والعضلي، والحد من الالتهابات".

وأضافت إن العديد من الدراسات قد ربطت بين نقص فيتامين "د" وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطان، والاضطراب العاطفي الموسمي، والتصلب المتعدد، واضطرابات المناعة الذاتية، ومقاومة الأنسولين لدى البالغين.

ومن الممكن الحصول على فيتامين "د" من مصادر غذائية مثل الفطر والسمك الدهني والبيض ومنتجات الألبان. غير أن هذه الأطعمة قد توفر نسبة قليلة جداً من فيتامين "د". وعلى الرغم من أن قضاء بعض الوقت تحت أشعة الشمس مهم جداً ويعتبر من المصادر الأساسية للحصول على فيتامين "د)"، غير أن الحذر مطلوب أيضا، إذ قد تؤدي أشعة الشمس فوق البنفسجية إلى أضرار بالغة في البشرة.

ومن الأسباب الرئيسية لنقص الفيتامين عدم التعرض لأشعة الشمس نتيجة لقضاء وقت طويل داخل المنزل كما يلعب سوء التغذية أو العيش في مناطق شديدة التلوث دوراً في ذلك أيضاً. بالإضافة إلى الوزن الزائد، أو التقدم في العمر.

وينصح الأطباء والباحثون بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين "د" والحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام ومراقبة الحالة وعلاجها في الوقت المناسب تحت إشراف الطبيب وخصوصاً عند الأطفال لأنهم الشريحة الأكثر تأثراً بهذا النقص.