العراق.. الحل يأتي دائماً متأخراً أو لا يأتي ابداً!

لماذا تعتقد الحكومة أن حال البصرة الآن أفضل من حال الموصل قبل سقوطها بيد داعش عام 2014؟

التصريحات والمباحثات واللقاءات بين الاطراف العراقية ما زالت مستمرة من اجل تشكيل الكتلة الاكبر، التي لم تظهر ولم يتم التعرف على هويتها بعد، رغم ان الانتخابات جرت في 12 مايس، وتم عقد الجلسة الافتتاحية الاولى لمجلس النواب العراقي في 3 أيلول، وهو ما يبين ان الازمة السياسية في العراق واسعة وكبيرة، وان التحالفات غير ثابتة او مستقرة او واضحة سواء على مستوى القوائم او الكيانات او الاشخاص، والنواب الذين تشير الاخبار الى انتقالهم بين اكثر من كتلة او تزوير في تواقيعهم وتغيير ولائهم الذي يتأثر بالإغراءات او المنافع او حتى التهديدات في عملية اتخاذ القرارات المهمة في اللحظات الاخيرة.

لذلك لا يوجد اي اعلان او بيان تحديد او تعريف للكتلة الاكبر وكل ما يصدر هو تصريحات القصد منها التأثير على الاطراف الاخرى المنافسة، حيث لا يوجد حتى هذه اللحظة اتفاق او اعلان واضح عن تسمية الكتلة الاكبر وان اغلب تلك الاعلانات التي تصدر لا تمثل حقيقة ما يجري خلف الابواب المغلقة.

اما الحكومة العراقية فهي دائماً غائبة او لا تتدخل في حل اي مشكلة او مأزق يمر به الناس، وغالبا ما تكون حلولها اذا ما تدخلت لحلها هي حلول ترقيعية وليست معالجة الاسباب او اصل المشكلة حتى يكون الحل ناجحاً، لان الجميع يعلم ان الحلول الترقيعية لا تنفع وعلى من يريد حل المشكلة ان يذهب الى اصل المشكلة لكي يتمكن من معالجتها.

وكما عاشت مدن الموصل وديالى والرمادي وتكريت قبل عام 2014 في مشكلات وازمات واحتجاجات ومظاهرات واعتصامات كان في الامكان حلها في وقتها، لو تم اتخاذ اجراءات بسيطة او اعتيادية او منع توسعها وتفاقمها ووصولها الى ما وصلت اليه بعد سقوط تلك المحافظات والمدن التابعة لها بيد الارهاب ونزوح الملايين وخسارات بالمليارات تكبدها العراق وتضحيات ودماء عزيزة من اهلها والقوات التي قامت بتحريرها الى جانب الدمار الشامل الذي تمثله مدينة الموصل ابشع تمثيل.

هذه الايام تعيش البصرة حالا اشبه بالحال الذي كانت عليه مدن الموصل واخواتها، وان حالها وصل الى حال العجز والفشل التام للحكومة في توفير الخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء، والذي ادى الى احتجاجات ومسيرات لشباب تحولت الى مظاهرات كبيرة سقط ويسقط فيها كل يوم العديد من الضحايا وجرحى وعمليات حرق واتلاف وتدمير للدوائر الحكومية والمقار الحزبية ووصل الى حرق القنصلية الايرانية.

البصرة وكل مدينة عراقية تحتاج الى خطط واجراءات سريعة وفورية ومباشرة وصادقة يثق بها الناس في سبيل الخلاص من الحال الذي وصل اليه العراق من الفشل والدمار والخراب الكبير، وهي (البصرة) لا تحتاج الى قناني مياه يتم ارسالها عن طريق متبرعين او متطوعين بل الى عمل حقيقي لانقاذها، وهو ما يبدو بعيدا في ظل فشل النظام السياسي في العراق من حكومة وبرلمان واحزاب وعوائل واشخاص الذين يبدو انهم يُكررون ويستنسخون انفسهم في مسلسل مستمر من الفشل والفساد، والاحزاب التي حلت محل الدولة التي تلاشت او تم تصفيتها. فلا مدارس ولا مستشفيات ولا امن ولا امان، وكل ما صدر ويصدر مجرد وعود واجراءات وقتية لا تحقق مطالب الناس مما يجعل العراق البلد الوحيد او الاول الذي يأتي الحل فيه دائماً متأخراً أو لا يأتي ابداً!