العراق يتحرك لكبح الاعتداءات التركية المتكررة

الهجمات التركية على مناطق واسعة بإقليم كردستان شمال تكبد العراق خسائر بلغت 6 مليارات دولار بسبب نزوح أكثر من 300 عائلة وهدم منازل وتجريف 20 كيلومترا من الأراضي الزراعية وإحراق مساحات أخرى.
بغداد ترفض بشدة استمرار انتهاك الجيش التركي لأراضيها

بغداد - أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة  العراقية، اللواء يحيى رسول اليوم الثلاثاء، عن تحركات بشأن "الاعتداءات" التركية المتكررة على الأراضي العراقية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)  عن رسول قوله إن "الدستور العراقي نص على احترام سيادة الدول كافة وبالتالي على جميع الدول احترام العراق وسيادته".

وأضاف "نرفض أن تكون الأراضي العراقية منطلقاً للقيام بأي عمل إرهابي تجاه أي دولة جارة، وعلى تركيا أن تضع أمام أنظارها سيادة العراق، وفي حال ورود معلومات عن أي جهة تعطى للجانب العراقي، وهو من يتولى التعامل بشأنها".

وكشف تقرير عراقي اليوم الثلاثاء أن العراق تكبد خسائر تصل 6 مليارات دولار جراء العمليات العسكرية التركية والقصف الجوي المتكرر الذي طال القرى الكردية وتجريف الأراضي الزراعية تحت ذريعة مطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يتحصن في المرتفعات الجبلية داخل مدن إقليم كردستان أقصى شمالي العراق.

وذكر تقرير لتلفزيون "العراقية" الحكومي أن الهجمات المتكررة من قبل الجيش التركي في إطار صراعه مع مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي في المرتفعات والقرى الكردية في مدن إقليم كردستان كبدت البلاد خسائر مالية تصل إلى 6 مليارات دولار من جراء نزوح الأهالي وتهديم المنازل وتجريف وإحراق الأراضي الزراعية والبساتين التي أصبحت ساحة للصراع.

وأوضح التقرير أن أكثر من 300 عائلة كردية عراقية نزحت من قراها في قضاء العمادية المحاذي للحدود العراقية التركية أقصى شمالي العراق إلى مدينة زاخو بعد تصاعد العمليات العسكرية التركية والقصف العنيف.

وأوضح أن القوات التركية قامت خلال عملياتها العسكرية بتجريف 20 كيلومترا من الأراضي الزراعية والبساتين في القرى الكردية في قضاء العمادية وسط استمرار حالات النزوح بحثا عن ملاذات آمنة.

وتشهد القرى الكردية العراقية منذ أكثر من شهر قصفا كثيفا للقوات العسكرية التركية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي الذي يتحصن في المرتفعات الجبلية والقرى  العراقية في أقصى شمالي البلاد.

وشن الجيش التركي الأحد غارات مكثفة استهدفت مناطق واسعة وقرى بإقليم كردستان العراق المرتفعات الجبلية في مدينة دهوك أقصى شمال العراق.

وقبل نحو أسبوعين أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قتل مسؤول عسكري كبير في حزب العمال الكردستاني خلال عملية للاستخبارات التركية في في مخيم مخمور، وذلك بعد يومين من استهداف المخيم تنفيذا لتهديداته من قبل وذلك في انتهاك صارخ لسيادة العراق

وتقوم أنقرة بين الحين والآخر بعمليات قصف لشمال العراق تحت ذرائع استهداف مقاتلين في حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي وواشنطن، وتستمر القوات التركية في استباحة الأراضي العراقية على الرغم من رفض بغداد الشديد لتدخلها العسكري على أراضيها.

وتشنّ أنقرة منذ 23 أبريل/نيسان عملية عسكرية جديدة في شمال العراق، جواً وأحياناً براً، ضد حزب العمال الكردستاني.

من جانب آخر أكد رسول أن "جهداً مهماً بذل من قبل محافظة بغداد ووزارة الداخلية، وبمتابعة القائد العام للقوات المسلحة، حول تأمين بغداد بكاميرات المراقبة، ما ساعد في إحباط الكثير من الهجمات والوصول إلى مرتكبي الجرائم".

وأوضح أن "الكثير من دول العالم اليوم لا تحتاج إلى أعداد كبيرة من الشرطة أو المقاتلين، وإنما تعتمد على التكنولوجيا للمراقبة"، مشيراً الى أن "معظم مناطق بغداد محاطة بالكاميرات".

كما أشاد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، "بالمراكز التنسيقية بين قطاعات الحكومة الاتحادية وقوات البيشمركة"، معبراً عن "أمله بأن تحقق نتائج ايجابية بالمستقبل".