العراق يدفع فاتورة التساهل في مراقبة تمويل ميليشيات إيران

وزير الخارجية العراقي يبعث رسالة إلى نظرائه الأوروبيين يحثهم فيها على رفض قرار مفوضية الاتحاد الأوروبي، إدراج البلاد ضمن قائمة الدول عالية المخاطر بشأن غسيل الأموال، وتمويل الإرهاب.
الغرب حذر مرارا الحكومة العراقية من مغبة مواصلة ايران تمويل المجموعات المسلحة
العراق من بين دول تحت النفوذ الايراني باتت تشكل تهديدا على النظام المالي للاتحاد الاوروبي

بغداد - يتحمل الشعب العراقي ومؤسساته المالية والاقتصادية تداعيات تساهل السلطة مع الميليشيات والجماعات المسلحة والسماح بتغلغل النفوذ الإيراني في كافة المجالات.
وفي هذا الصدد دعت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، دول الاتحاد الأوروبي إلى رفض إدراج العراق في قائمة أوروبية سوداء بشأن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان، إن "وزير الخارجية فؤاد حسين بعث رسالة إلى نظرائه الأوروبيين يحثهم فيها على رفض قرار مفوضية الاتحاد الأوروبي، إدراج العراق ضمن قائمة الدول عالية المخاطر بشأن غسيل الأموال، وتمويل الإرهاب".
وأضاف الصحاف، أن "وزير الخارجية أكد لنظرائه في الرسالة التي بعثها لهم، أن العراق "نفذ على مر السنين قوانين، وإجراءات مهمة بهدف مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتخفيف المخاطر المرتبطة بها".
وأدرجت المفوضية الأوروبية، العراق إلى جانب دول أخرى مثل أفغانستان، وباكستان، وسوريا، واليمن، وإيران وكوريا الشمالية، ضمن قائمة الدول التي تشكل مخاطر مالية على الاتحاد الأوروبي، بسبب قصور في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وتقول المفوضية الأوروبية إن تلك الدول "تشكل تهديدا كبيرا على النظام المالي للاتحاد".
وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن البنوك والشركات المالية الأخرى وشركات الضرائب، ملزمة بتدقيق أكثر تأنيا تجاه زبائنها الذين لهم تعاملات مع الدول المدرجة في القائمة.
وفي السنوات الاخيرة تحول العراق الى حديقة خلفية لايران تتم داخل اراضيه جميع المعاملات المشبوهة لتقديم الدعم المالي للعناصر الموالية لطهران رغم دعوة الهيئات الدولية والأوروبية للحكومة العراقية الى مواجهة عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
ويعاني العراق كغيره من الدول التي تقع تحت النفوذ الإيراني من تنامي الفساد وسوء الإدارة وغياب الشفافية ما اثر بشكل كبير على توازناتها المالية واضر باقتصادياتها.

تمويل ايراني للميليشيات دون رقيب او حسيب
تمويل ايراني للميليشيات دون رقيب او حسيب

وحذرت الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية مرارا الحكومات العراقية المتعاقبة من تهريب الأموال عبر الحدود بين ايران والعراق لتمويل الجماعات المتورطة في الإرهاب لكن السلطة الخاضعة لسطوة الميليشيات لم تعمل على مواجهة الظاهرة المقلقة.
وحمل المتظاهرون العراقيون خلال الأشهر الأخيرة شعارات تطالب بإيقاف التغلغل الإيراني لكن مطالبهم قوبلت بعنف شديد غير ان رئيس الحكومة الجديد مصطفى الكاظمي بدا بخطوات لا تزال محتشمة في مواجهة التدخلات الإيرانية.
ويسعى رئيس الحكومة الجديد للناي ببلاده عن النفوذ الإيراني لكن محاولاته البسيطة تواجه بعنف وقهر الميليشيات الموالية لإيران.
وترفض تلك المجموعات المسلحة التفريط في ثرواتها التي راكمتها خلال السنوات الماضية.