العراق يستورد الكهرباء من الأردن لسدّ العجز المتفاقم

بغداد - يشرع العراق خلال الأيام القليلة المقبلة في التزود بالكهرباء من الأردن بعد إنجاز مشروع الربط الكهربائي مع المملكة بشكل كامل، في سياق مساعي الحكومة العراقية لسد العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية الذي تعاني منه البلاد ولطالما تسبب في احتجاجات شعبية. 
وقال وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل إن المشروع يهدف إلى تزويد البلاد بقدرة تصل إلى 150 ميغاواط خلال المرحلة الأولى، مضيفا أن "كل عقود الربط مع دول الجوار ماضية بشكل صحيح".
وتابع أن"الربط الأردني أنجز بالكامل بين الدولتين من خلال الحدود وخلال الأيام القادمة سنطلق التيار"، كما أكد أن "الربط الخليجي السعودي ماضٍ بشكل صحيح ولا يوجد أي مشكلة".
وأوضح أن "الوزارة أعطت وعودا العام الحالي بأن تكون كميات الطاقة المجهزة للصيف 24 ألف ميغاواط وهذا ما تم تحقيقه خلال الصائفة"، قائلا "نحن في طور إعداد خطة لصيف 2024 وأيضا سنعطي رقما حقيقيا ودقيقا وسنكون ملتزمين به كما فعلنا خلال الصيف الماضي".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022 وضع رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ونظيره العراقي مصطفى الكاظمي حجر أساس لمشروع ربط كهربائي بين البلدين.
ويعاني العراق من فجوة في إنتاج الطاقة الكهربائية، مقارنة مع الاستهلاك الفعلي البالغ أزيد من 23 ألف ميغاواط، فيما بلغت الإمدادات سابقا 19 ألفا.
وفي يونيو/حزيران الماضي دخل مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج حيز التنفيذ وسط خطط بغداد لتأمين احتياجاتها من الكهرباء بالتزامن مع زيادة الطلب محليًا، بحسب ما أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ومن المقرر أن يمتد خط الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج من محطة الوفرة في الأراضي الكويتية إلى محطة الفاو جنوب العراق بسعة تصل 600 ميغاواط كمرحلة أولى.

ويعاني العراقيون من الانقطاعات المتتالية للتيار الكهربائي خاصة في فصل الصيف وشهدت البلاد في عديد المناسبات مظاهرات غاضبة طالب خلالها المحتجون بوضع حد للأزمة التي تعمقت جراء الحروب وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد واستشراء الفساد.

وأشارت تقارير لوكالة الطاقة الدولية إلى أن قطاع الكهرباء العراقي الذي يعتمد على الغاز الإيراني لتشغيل المحطات يفقد نحو 50 في المئة من قدرته بسبب تهالك الشبكة بالإضافة إلى أعمال التخريب والسرقة.

وأبرمت الحكومة العراقية خلال الآونة الأخير حزمة من اتفاقيات الشراكة مع عدد من الدول والكيانات الاقتصادية بهدف إعادة بناء البنية التحتية الكهربائية المتهالكة، بينما يعتبر سد الفجوة الكبيرة بين الطلب على الكهرباء وإمداداتها مهمة صعبة.  

وأفاد المستشار التجاري في سفارة الصين ببغداد شي تشون الشهر الماضي بأن "بكين تتفاوض مع الحكومة العراقية لإنشاء 10 محطات كهرباء"، وفق وكالة الأنباء العراقية 'واع'.

ولفت الدبلوماسي الصيني إلى أن المحطات التي أنجزتها بلاده زودت العراق بنحو 6 آلاف و200 ميغاواط، مشير إلى أن الحل لتجاوز الأزمة هو إنشاء المزيد منها وإصلاح شبكة التوزيع.