العراق يشتري 12 مروحية من ايرباص وسط تحديات أمنية

العراق يسعى لتنويع مصادر تسليحه في مواجهة مخاطر عودة تنظيم داعش وتمهيدا لانسحاب محتمل للجيش الأميركي من البلاد.

بغداد - اتفق العراق الخميس مع شركة "إيرباص" الأوروبية على شراء 12 مروحية قتالية متعددة المهام من طراز كاراكال "ه 255 م" فيما يأتي ذلك وسط تصاعد التهديدات سواء من تنظيم داعش أو من خلال التدخلات التركية في إقليم كردستان لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني والتحذيرات التي تطلقها بغداد بين الحين والأخر.
ووقع الاتفاق الجديد ممثل لـ"إيرباص هيليكوبترز" ولواء من القوات الجوية العراقية في مقر وزارة الدفاع في بغداد بحضور وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي والسفير الفرنسي لدى العراق باتريك دوريل.
وأكّد مدير فرع "إيرباص هيليكوبترز" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أرنو مونتالفو أن الاتفاق يشمل تسليم 12 مروحية من طراز "ه 255 م" اعتبارا من مطلع العام 2025.
وقال دوريل "إن توقيع اليوم هو ثمرة مناقشات طويلة الأمد بين رئيس الجمهورية الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني"، مضيفا "نفتخر اليوم بأننا حققنا هذه النتيجة التي ستمكّن العراق من تعزيز قدراته وسيادته".
وفي كانون الثاني/يناير 2023، أجرى السوداني مباحثات في باريس مع ممثلين عن مجموعتَي "تاليس" و"داسو" الفرنسيتين وكذلك مع مجموعة "إيرباص" الأوروبية المصنّعة للطائرات، بشأن إمكان اقتناء بغداد رادارات ومقاتلات من طراز رافال ومروحيات عسكرية.
ولطالما تؤكد بغداد وباريس رغبتهما في تعزيز تعاونهما الثنائي في مجال الدفاع. وتنشر فرنسا في العراق قوات منضوية في التحالف الدولي الذي أنشأته واشنطن في العام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعمل السلطات العراقية منذ سنوات على تنويع مصادر تسلحها وعدم التعويل فقط على السلاح الغربي حيث عقدت اتفاقيات دفاعية وفي الصناعات العسكرية مع دول مثل روسيا والصين.
وأعلنت بغداد في أواخر 2017 "الانتصار" على تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا قبل ذلك بثلاثة أعوام. غير أن بعض خلاياه لا تزال تنشط في مناطق عدة وتشنّ هجمات تستهدف القوات الأمنية خصوصا في مناطق نائية خارج المدن.
وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات في شأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف في العراق، من دون إعلان موعد رسمي لإنهاء مهمتها.
وكان الجيش العراقي نفذ أواخر الشهر الماضي عملية مشتركة مع القوات الأميركية استهدفت موقعا لتنظيم داعش في غرب العراق، أدت لمقتل 15 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية وإصابة سبعة عسكريين أميركيين.
وتؤكد السلطات العراقية أن أجهزتها الأمنية باتت قادرة على قيادة المعركة بمفردها ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي لم يعد يشكّل التهديد نفسه الذي كان يشكله من قبل لكن خطر حرب العصابات لا يزال مثيرا للقلق.