العراق يعتبر سلام سوريا ضمانا لاستقرار أراضيه

بغداد تعلن موقفها الثابت في دعم عملية السلام السورية، مؤكدة على ضرورة توحيد أراضيها وإعادة اللاجئين إليها.

بغداد - قالت وزارة الخارجية العراقية الخميس إن موقف بلادها حيال الأوضاع في سوريا، يتمثل في الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها وعودة اللاجئين إليها، في وقت يواجه فيه العراق أزمة اقتصادية خانقة تجعله غير قادر على تحمل أي أعباء خارجية كملف اللاجئين السوريين، فيما يضمن إرساء السلام في سوريا المجاورة استقرارا أكثر للأراضي العراقية التي تعيش أصلا اضطرابات أمنية بسبب اعتداءات المليشيات المسلحة الموالية لإيران.

جاء ذلك في بيان للخارجية بعد انتهاء اجتماعات "أستانة 15" التي انعقدت في مدينة سوتشي الروسية، يومي 16 و17 فبراير/شباط الجاري.

وأفاد البيان بـ"مشاركة سفير العراق لدى روسيا عبدالرحمن الحسيني بصفة مراقب دولي، في اجتماعات أستانة 15 في مدينة سوتشي الروسية، برعاية الدول الضامنة (روسيا، تركيا وإيران) لحل الأزمة السورية".

وأوضح ممثل العراق أن موقف بلاده "يتمثل في ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية وعودة اللاجئين إليها".

وأجرى الحسيني "لقاءات مع وفود سوريا وتركيا وإيران والأردن والمبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، والمبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف"، بحسب البيان ذاته.

ويزيد استمرار الحرب في سوريا من تعقيد مسألة الأمن في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط ككل، لذلك تدفع بغداد من خلال مشاركتها في اجتماعات "أستانا 15" نحو إرساء الاستقرار في سوريا التي تشترك معها في حدود شاسعة، للالتفات للوضع الأمني الداخلي الذي يشهد اضطرابات مستمرة في ظل نفوذ الميليشيات العراقية المسلحة الموالية لإيران والتي تشكل باستمرار مصدر قلق بالنسبة للسلطات العرقية باعتبار اعتداءاتها المستمرة.

وقبل 3 أسابيع أعلنت تركيا وروسيا وإيران، الدول الضامنة لمسار "أستانة"، عقد اجتماعات يومي 16 و17 فبراير الجاري.

والأربعاء، اختتمت في مدينة سوتشي الروسية اجتماعات "أستانة 15"، حيث أكد البيان الختامي ضرورة العمل على ترسيخ التهدئة في إدلب، والدفع بالعملية الدستورية.

وتشهد سوريا حربا منذ عام 2011، من قبل نظام بشار الأسد والمليشيات المسلحة الموالية له، راح ضحيتها مئات الآلاف، إضافة إلى نزوح وهجرة الملايين من مدنهم وقراهم.

وشاركت العراق في اجتماعات "أستانا 15" كمراقب، في مسعى لكسر جمود مفاوضات السلام في السورية، وأكد البيان الختامي للاجتماعات على ضرورة وقفت التدخل الخارجي في شؤون سوريا، فيما تناولت سبل تحريك المحادثات المتوقفة بشأن صياغة دستور جديد.

كما دعا ممثلو الدول الضامنة الثلاث في إعلان مشترك الأربعاء الماضي عقب الاجتماعات، إسرائيل إلى وقف شن هجمات على سوريا، والتي قالوا إنها تمثل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة، وانتهاكا للقانون الدولي.

وفي ما يتعلق بالدستور الجديد في سورية، قال المسؤولون الثلاثة إن العمل في هذا الإطار يجب أن يقوم على "الرغبة في التسوية والمحادثات البنَاءة، دون وضع مواعيد نهائية يحددها الخارج." وأضافوا أنه في هذه الحالة فقط يمكن لجميع أعضاء لجنة صياغة الدستور في سورية التوصل لاتفاق.

يشار إلى أن روسيا وإيران تدعمان نظام الرئيس بشار الأسد، في حين تدعم تركيا المعارضة. والدول الثلاث هي الضامنة لما يعرف بعملية أستانا للسلام والتي أطلقت في /يناير/كانون الثاني من عام 2017 بهدف وضع نهاية للصراع في سوريا.