العراق يكشف خلية للعمال الكردستاني تخطط لعمليات داخلية وخارجية

العملية مقدمة لحملة أمنية تستهدف المتورطين من حزب العمال الكردستاني في إطار التفاهم الأمني بين بغداد وأنقرة.

بغداد - أعلنت وزارة الداخلية العراقية القبض على المتورطين بحوادث حرائق محافظات أربيل ودهوك وكركوك، وكشفت عن انتمائهم إلى حزب العمال الكردستاني وتخطيطهم لاستهداف أسواق في بغداد وخط جيهان لنقل النفط وشبكة الكهرباء في أربيل، واستهداف دولتين مجاورتين في إشارة إلى تركيا وإيران.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري في مؤتمر صحفي أن "إلقاء القبض على المتورطين كان بعملية نوعية وبمتابعة دقيقة وجهود استثنائية وتنسيق بين وزارة الداخلية الاتحادية ووزارة الداخلية في الاقليم"، مبيناً أنهم "ينتمون الى حزب العمال الكردستاني، وتم تدريبهم في سوريا وتركيا.
وأوضح أن واحدًا من المتهمين كان موظفًا في وحدة 70 وآخر كان ضابطًا في وحدة مكافحة الإرهاب، وكانا يعملان لصالح الحزب. وقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هؤلاء الأشخاص الذين يمثلون تهديدًا للأمن الوطني.

وبحسب اعترافات المتورطين، فأنهم "يخططون لاستهداف دولتين جارتين للعراق، كما كانوا يخططون "لاستهداف خط نقل النفط (جيهان).

وأشار ميري الى أنهم "كانوا يخططون لاستهداف الأسواق في مدينة الصدر والشورجة ومناطق اخرى وايضاً استهداف مناطق وخطوط نقل الكهرباء في أربيل".

وينظر إلى العملية على أنها مقدمة لحملة أمنية تستهدف المتورطين بأعمال عدائية وإرهابية داخل البلاد أو عبرها إلى الدول المجاورة، في إطار التفاهم الأمني بين بغداد وأنقرة. حيث أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، في أبريل/مارس الماضي نية الجانبين توقيع اتفاقية إستراتيجية لمواجهة العمال الكردستاني بخطوات أكثر فعالية، مشيدا بوصف العراق للحزب بأنه "تنظيم إرهابي".

وتشكل مواجهة حزب العمال الكردستاني إحدى الأولويات لأنقرة في المصالح المشتركة مع بغداد. وقالت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة أنه من المتوقع أن يتم تأمين الحدود بين العراق وسوريا؛ لمنع تنقلات عناصر العمال الكردستاني، واتخاذ خطوات جديدة لمحاربته لافتة إلى أن "موقف إيران والقوات الموالية لها يبقى أمراً مهماً في هذا السياق".

وأضافت "عندما نأخذ في الاعتبار أن بعض مواقع حزب (العمال الكردستاني) تقع على مسار مشروع طريق التنمية، سيكون من الواضح معنى التحرك العراقي باتجاه مكافحته ضمن سياق الشراكة الاستراتيجية الجديدة مع تركيا، ومصالح العراق الخاصة".

وترى تركيا أنه إذا نجحت السياسة الجديدة، على أساس الواقع الميداني في العراق، فإن حزب العمال الكردستاني سيتلقى ضربة كبيرة، بجانب تعزيز مصالح أنقرة مع بغداد وأربيل، وستمثل هذه الخطوات المحتملة بداية فترة جديدة في الاستراتيجية التركية لمكافحة الإرهاب.

وردّا على سؤال قال ميري إن "عدد الملقى القبض عليهم ثلاثة أشخاص وهم قيد الاحتجاز والتحقيق في وكالة الاستخبارات الاتحادية وستتم محاكمتهم". وتابع أن "عملية القاء القبض تمت بتنسيق عالي المستوى حيث تم القبض على متهمين اثنين في محافظة كركوك ومتهم آخر في محافظة ديالى".

وأوضح أنه "بعد حصول الحرائق في كركوك ودهوك وأربيل تم تشكيل فريق عمل باشراف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الداخلية عبد الامير الشمري".

وأضاف أن "الحرائق كانت تجري بطريقة يصعب كشفها من خلال وضع عجينة بعلب حلويات لا تشتعل بشكل مباشر إنما بعد ساعات"، مبيناً ان "الخسائر تقدر ملايين الدولارات". ولفت الى أن فريق "العمل توصل إلى خيوط الجريمة وبعملية نوعية القى القبض على المتورطين، وتم تدوين أقوالهم بالاعتراف". ولفت الى "ضبط مواد كيماوية بحوزتهم تستخدم في حرق الأسواق والمولات".

ومن ناحية أخرى، أعلن الدفاع المدني في أربيل تسجيل حوالي ألف حريق خلال الستة أشهر الماضية، حيث كانت تعدم معظم الأماكن المحترقة لا تحتوي على أنظمة إطفاء وليس لديها نظام دفاع مدني. وأكدت الجهات المختصة أن بعض الحرائق ناتجة عن تقصير وإهمال، وتم الكشف عن الأسباب التي أدت إلى هذه الحوادث لتشديد إجراءات السلامة. تم رفع التقارير إلى السلطات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذه الظواهر وحماية السكان والممتلكات.