العلماء يقيسون بدقة للمرة الأولى كتلة الكون

مقدار الأجرام والمجرات تُقاس بالكتلة الشمسية، أي باعتبار كتلة الشمس هي وحدة القياس.
كتلة مجرة درب التبانة توازي ألفا و500 مليار مرة كتلة الشمس
لا يمكن رصد المادة السوداء إلا من خلال تأثيراتها الجاذبية على أجرام أخرى
الكواكب والنجوم وسائر الأجرام لا تشكّل سوى جزء بسيط من كتلة الكون

باريس  - أظهرت بيانات جمعتها مهمة "غايا" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية وتلسكوب "هابل" الفضائي أن كتلة مجرة درب التبانة توازي ألفا و500 مليار مرة كتلة الشمس.
ويقيس العلماء كتلة الأجرام والمجرات بالكتلة الشمسية، أي باعتبار كتلة الشمس هي وحدة القياس.
ويحاول العلماء دائما التوصّل إلى تقدير أدق لكتلة مجرة درب التبانة، وتراوحت التقديرات السابقة بين 500 مليار كتلة شمسية وثلاثة آلاف مليار، وهو فرق كبير جدا، وهذه المرة الأولى التي يتوصلون فيها إلى هذه الكتلة الدقيقة.
وفي محاولة للتوصل إلى تقدير أدق، اعتمد العلماء على معلومات جمعها التلسكوب الأميركي "هابل" والتلسكوب الأوروبي "غايا".
وقال الباحثون في برنامج "غايا" في بيان إن "التفاوت الكبير في تقدير الكتلة يعود إلى اختلاف المناهج المستخدمة في قياس توزيع المادة السوداء التي تشكّل 90% تقريبا من كتلة المجرّة".

لا يمكن أن نقيس بدقّة شيئا لا نراه

وأوضحت لورا واتكينز الباحثة في المرصد الجنوبي الأوروبي "لا يمكن أن نقيس بدقّة شيئا لا نراه".
فالمادة السوداء هي غير مرئية، ولا يمكن رصدها سوى من خلال تأثيراتها الجاذبية على أجرام أخرى، وما زالت طبيعة هذه المادة لغزا يؤرق العلماء.
أما المادة المعروفة، والتي منها تتشكل الكواكب والنجوم وسائر الأجرام، فهي لا تشكّل سوى جزء بسيط من كتلة الكون.
ولذا، لجأ العلماء إلى طريقة غير مباشرة، وهي تحديد قياس دقيق لسرعة عناقيد النجوم التي تدور حول المجرة على مسافات شاسعة، واستنتجوا كتلة المجرّة من ذلك.
وأوضح وين إيفانز الباحث في جامعة كامبريدج هذه الطريقة قائلا "كلما كانت كتلة المجرة أكبر، كانت سرعة عناقيد النجوم حولها أسرع بسبب جاذبيتها".