العمانيون اهتموا بالخيول على مر العصور

سلطنة عمان بلد يزخر بالعديد من العادات والملامح العريقة التي تستوقف كل من يشاهدها للحظات يتأمل فيها عظمة التراث والتاريخ وعطاءات أبنائه وارتيادهم لمختلف المهن الحرفية اضافة الى ابداعاتهم الفنية والثقافية واهتماماتهم المتعددة التي تعبر في صميمها عن الوجه الحضاري لعمان.
ومن هذا المنطلق ياتي الاهتمام بالخيل في سلطنة عمان كواحد من تلك الملامح الجميلة التي يعتز بها العمانيون لما ترمز له الخيل من أصالة وعز وافتخار.
والعمانيون مولعون بالخيل من زمن بعيد مما ساهم في تفننهم في اساليب تربية الخيول وترويضها وتدريبها على شتى انواع السباقات ورياضات الفروسية حيث يوجد بالسلطنة حاليا حوالي 2000 من الخيل منها حوالي 350 من الخيول العربية الاصيلة و150 من الخيول المهجنة الاصيلة و1500 من الخيول العمانية الاصيلة اضافة الى سلالات أخرى.
وقال ضابط الاعلام وسجلات الخيل في الاسطبلات السلطانية سالم بن سليمان المحروقي ان العمانيين مولعون بالخيل منذ أقدم العصور، فقد اعتنوا بها وأعلوا مكانها حتى طبقت شهرتهم الافاق.
ذكر ان حصان "زاد الراكب"، وهو أحد الخيول المعروفة اليوم في العالم، عاش وتربى في سلطنة عمان بعد أن أهداه نبي الله سليمان عليه السلام لجماعه من الازد من اهل عمان وفدوا اليه ليتفقهوا في أمور دينهم. وقد زودهم به عليه السلام ليعينهم على الصيد.
واضاف انهم بعد ذلك ارسلوا عليه أحدهم فجلب لهم زادهم من الصيد فاكلوا حتى وصلوا أرض عمان وسموه زاد الراكب نسبة الى ما كانوا يتزودون من صيده مشيرا الى ان نسل هذا الحصان انتشر بعد ذلك في انحاء الجزيرة العربية وتتميز سلالته بالجودة والقوة والصفاء.
وقال المحروي ان السلطان قابوس بن سعيد يولى موضوع تربية الخيل والحفاظ على أصالتها ورياضة الفروسية اهتماما خاصا. فقد تم انشاء المديرية العامة للاسطبلات السلطانية في عام 1973 والتي تقوم بالاشراف على تربية الخيل وتوليدها بالاساليب العلمية وفقا للمعايير العالمية، اضافة الى تأسيس نادي سباق الخيل السلطاني الذي يتولى مهمة الاشراف على تنظيم وتطوير فنون الخيل.
وذكر ان السلطان قابوس أسس للخيول قاعدة تقوم على التخطيط المحسوب والتنظيم المدروس بتوفير كل الاسباب التي ترقى بمستوى الخيل والفرسان في كل مناشط الفروسية مشيرا الى انه بنتيجة لذلك غدت الخيالة السلطانية موطنا للعديد من نشاطات الفروسية بالسلطنة من سباق وقفز وصولجان واحتفالات واستعراض.
واوضح ان الخيالة السلطانية اصبحت مرجعا للعديد من اصحاب الخيول بالسلطنة في قوانين وأساليب رياضة الفروسية والذي يعود الى عناية السلطان قابوس الخاصة بالخيل، والذي شجع على اقتنائها وتنويع سلالاتها وتدريبها وتطوير قدرات فرسانها.
وقال ان الاسطبلات السلطانية بسلطنة عمان منضمة الى العديد من المنظمات الدولية في العالم منها المنظمة العالمية للخيول العربية الاصيلة في عام 1979 والمنظمة العالمية للسباق للخيول العربية الاصيلة عام 2001 والمؤتمر الآسيوي لسباق الخيل عام 1998 بالاضافة الى الاتحاد الدولي للصولجان وجمعية "هارلنج هام" البريطانية والهيئة الامريكية للخيول العربية 1997.
وما يؤكد اعتزاز العماني بالخيل وتعلقه وولعه بها ما يوضع فوق صدر الفرس بالاضافة للصريمة الفضية التي توضع على الرأس والمعروقة التي توضع على ظهر الفرس واللمد الذي يكون تحت المعروقة ليمنع الاحتكاك والقلادة الفضية التي توضع على رقبة الفرس بالاضافة الى اللجام.
وقال المحروقي ان سباقات الخيل تعتبر من الرياضات المحببة عند العمانيين حيث تقام سباقات سنوية للخيول مثل سباق الخيل السنوي بالاسطبلات السلطانية وسباق الخيل بالولايات والذي يقام باستمرار على مدار العام لاسيما في المناسبات الدينية والوطنية، مشيرا الى ان الفرسان العمانيين يمارسون الى جانب سباقات الخيل السنوية مسابقات الصولجان والتقاط الاوتاد وسباق خيل العربات وقفز الحواجز والعرض والسير بالعربات.
وقال انه يوجد بسلطنة عمان 14 مضمارا في مختلف محافظات وولايات السلطنة من بينها مضمار صور والسيب والسويق ومحافظة ظفار والكامل والوافي وعبري وصحم وبدية ونخل وسناو.
واوضح المحروقي ان الخيالة السلطانية تمتلك جل السلالات المعروفة في العالم من خيول الاستعراض والقفز والصولجان والنشاطات الاخرى اضافة الى ان تكوين فرقة الخيالة هو احياء لتراث الفروسية العماني وتشجيعا لطرق الامتطاء التقليدية التي تشمل ركض العرضة والحيروب والهداب والهمبل وغير ذلك من فنون الفروسية التقليدية.
وافاد ان لدى الخيالة السلطانية دائرة توليد الخيول التي تنتج الاعداد المطلوبة في كل النشاطات من سلالات طيبة سواء بالتلقيح أو الاصطناعي الذي أثبت نجاحه في الانتاج.
وقال ان سلطنة عمان دخلت موسوعة جينز للارقام القياسية في عام 2000 بفضل مهرجان الفروسية الذي يقام كل خمس سنوات والذي يعد اضخم مهرجان يقام بسلطنة عمان ويشترك فيه نحو 450 جوادا و250 بعيرا. (كونا)