قضايا معاصرة في أوبرا من القرن الثامن عشر

من أوائل الأعمال الساخرة في المسرح الغنائي الأوروبي

باريس - تُعرض في باريس نسخّة محدّثة من "أوبرا المتسوّلين" العائدة للعام 1728 تتناول عددا من القضايا السياسية والاجتماعية للقرن الحادي والعشرين بأسلوب ساخر.

وتوّلى تقديم هذا العمل بشكله بمضمون معاصر المخرج الكندي روبرت كارسن والكاتب البريطاني يان بورتون، والموسيقي الفرنسي الأميركي ويليام كريستي، ويستمر عرضه حتى الثالث من مايو/أيار في مسرح بوف شمال باريس.

وإذا كان العمل الأصلي يتناول بأسلوب ساخر الواقع في إنكلترا في القرن الثامن عشر، فإن النسحة الجديدة منه تتناول بريطانيا في الوقت الراهن، والقضايا البارزة في المجتمع البريطاني ومنها الحكومة الحالية والبريكسيت وزواج الأمير هاري.

وقد حلّت شخصيّة رئيسة الحكومة تيريزا ماي في هذا العرض محل روبرت والبول أحد أوائل رؤساء الحكومات البريطانية.

وينظر إلى "أوبرا المتسوّلين" (ذي باغرز أوبرا) على أنها من أشكال "الأوبرا المضادة"، ففيما تتناول الأعمال الأوبرالية قصصا درامية، كان هذا العمل من أوائل الأعمال الساخرة في المسرح الغنائي الأوروبي.

وعادة ما تتضمن الأعمال الأوبرالية أغاني متقنة ومقاطع موسيقية ضخمة التنفيذ، أما أوبرا المتسوّلين فقوامها ألحان شعبية مضمونها ساخر.

ويقول وليام كريتسي لوكالة فرانس برس "تعود فكرة مزج المسرح بالموسيقى المعروفة للجمهور مع القضايا السياسية والدينية إلى أواخر القرن السابع عشر".

ويضيف الموسيقي البالغ 73 عاما "الشعور الشعبي ضد الطبقة الحاكمة في إنكلترا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الثامن عشر يشبه ما يجري اليوم.. نعم نحن نسخر من الطبقة السياسية" الموجودة اليوم.