شعراء ونقاد مغاربة يناقشون قضايا الشعر في مرايا الإعلام

الإعلام لسان ناطق بواقع الحال، والشعر لسان ناطق بواقع الخيال

تطوان (المغرب) ـ يفتتح وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج الدورة الثانية من مهرجان الشعراء المغاربة، مساء الجمعة 4 مايو/آيار الجاري، بمسرح سينما إسبانيول. كما يفتتح المهرجان رئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة عبدالله العويس، بحضور مسؤولين من المغرب والإمارات العربة المتحدة.

المهرجان الذي تنظمه دار الشعر بتطوان يكرم مجموعة ناس الغيوان، التي ستحيي حفل الافتتاح، كما تكرم دار الشعر الشاعر عبدالرفيع جواهري، أحد أعلام القصيدة المغربية الحديثة، ورواد الشعر الغنائي في المغرب. ويشارك في الدورة الحالية من المهرجان شعراء مغاربة يمثلون مختلف أشكال وأجيال الكتابة الشعرية في المغرب.

ويشهد المهرجان تنظيم ندوة مركزية حول "الشعر في مرايا الإعلام"، بمشاركة كل من عبدالمالك عليوي وعبدالوهاب الرامي وأسمهان عمور وأمل الأخضر. ويسير الندوة الشاعر نجيب خداري.

وبحسب أرضية الندوة، فإن الإعلام لسان ناطق بواقع الحال، والشعر لسان ناطق بواقع الخيال. سوى أن الإعلام ليس أداة إخبار فقط، وإن كان ذلك من مهماته الأولى، بل هو أداة ترفيه وتربية وتثقيف أيضا. ولما كان يخاطب مجتمع المشاهدين والمتتبعين له، فهو مطالب بأن يخبرهم بما يجري في واقعهم، مثلما هو مطالب بأن يرفع من سقف أحلامهم، وأن يخبرهم بما وصل إليه خيال المبدعين، وفي طليعتهم الشعراء، أبعد الناس خيالا وأكثرهم تعلقا بالحرية، وتلك إرادة الإعلاميين أيضا.

وتتساءل أرضية الندوة عما إذا أنتجت الشعرية المغربية قصيدة تغري الإعلام بعرضها وتقديمها؟ وكيف للقصيدة أن تفرض صوتها في الفضاء العمومي؟ وإلى جانب الصوت الشعري، هل للقصيدة المغربية ملامح وصورة بصرية يمكن أن تمثل مادة للإعلام المرئي؟ يمكن الحديث هنا عن الشعر باعتباره فنا من فنون الأداء المعاصرة. ثم هل كان ثمة إعلام شعري مغربي خالص خارج "البيت"؟ ونقصد مجلة بيت الشعر في المغرب، بينما اختفت المشاريع الشعرية الإعلامية الأخرى، من "المعتمد" في أربعينيات القرن الماضي،... إلى المشاريع الواعدة الأخرى مثل "الغارة الشعرية" و"البحور الألف".

كيف يمكن للشعر أن يفرض حضوره، إعلاميا، أمام فيض الوسائط المرئية والتفاعلية الجديدة، من مواقع وقنوات وتطبيقات وشبكات تواصلية تذرع الفضاءات الحقيقية والافتراضية سواء بسواء؟ ألسنا في حاجة إلى "شعر جديد" يظهر في مرايا ما يعرف بـ "الإعلام الجديد"، باعتباره ثمرة لقاء ما بين تكنولوجيا الاتصالات وشبكات التواصل الرقمية؟ وكيف أمكن لهذا الإعلام الجديد "التفاعلي" أن يفلح في نقل الآداب والفنون، وأن يضمن تداول الإبداع الشعري على نطاق واسع، إلى جانب نقل الأخبار والمعلومات؟ أليست دوافعنا تجاه الإعلام هي دوافع وجدانية أيضا، مثلما هي اجتماعية ومعرفية؟ وإذا كان هاجس الإعلام هو الوصول إلى المعلومة، فكيف يضمن هذا الإعلام الحق في الوصول إلى الشعر؟ ثم كيف يمكن للشعر أن يقيم في الفضاء المرئي، بينما هو خطاب لا مرئي في من فرط مجازاته وخيالاته؟

وأخيرا، هل يمكن الحديث عن الشعر في علاقته بإعلام واحد، أم أننا أمام إعلام بصيغة الجمع والتعدد، من كثرة الوسائط، ووفرة الحوامل المتدخلة لنقل الأخبار والأفكار والأشعار؟ والأصل اليوناني Media صيغة جمع أصلا. والحالة هاته، أيصح أن نتواضع على وجود "ميديولوجيا شعرية"، بينما لا يني العقل المجنون للإنسان المعاصر يبتكر حوامل ووسائط جديدة جديدة. بينما تبقى مقولة مارشال ماكلوهان الشهيرة "الوسيط هو الرسالة نفسها"، محتفظة بوجاهتها، فمتى كان هنالك إعلام شعري، على غرار الإعلام الثقافي والفني، فإنه سيعرض الشعر أمامنا.

تختم أرضية الندوة أسئلتها المطروحة على الشعراء والنقاد المغاربة في ضيافة دار الشعر بتطوان، بمناسبة الدورة الثانية من مهرجان الشعراء المغاربة.