العمليات القيصرية أكثر فتكا بخمسين مرة بالأفريقيات

النزيف الحاد أثناء العمليات القيصرية أو بعدها من المضاعفات الأكثر شيوعا لدى الأفريقيات، وتحسين نتائجها يقلل بشكل كبير من وفيات الأمهات والمواليد.
توصيات بالحد من الإفراط في العمليات القيصرية
تحسين التدريب على الولادات الطبيعية
10% من العمليات القيصرية ضرورية لأسباب طبية

باريس – أظهرت دراسة نشرت الجمعة أن معدل وفيات الأمهات بعد الولادات القيصرية في أفريقيا أعلى بخمسين مرة من مثيله في الدول الغنية.
وتوفيت امرأة من كل مئتين بعد خضوعها لعملية قيصرية وفق هذه الدراسة التي تابعت 3 آلاف و700 امرأة في 22 دولة أفريقية ونشرت في مجلة "ذي لانسيت غلوبل هيلث" الطبية.
ومقارنة بالمملكة المتحدة التي كان معدل العمليات القيصرية التي توفيت النساء بعدها 0,1 لكل ألف عملية، بلغ هذا المعدل 5,43 لكل ألف عملية في الدول الأفريقية التي شملتها الدراسة.
وأظهرت الدراسة أيضا أن النساء الأفريقيات تعرضن لمضاعفات أثناء الجراحة أكثر بثلاث مرات مقارنة بالنساء الأميركيات.
وشكّل النزيف الحاد أثناء العملية أو بعدها المضاعفات الأكثر شيوعا لدى الأفريقيات.
وقال البروفسور بروس إم. بيكار من جامعة كايب تاون في جنوب أفريقيا الذي قاد الدراسة "تحسين نتائج العمليات الجراحية للولادة القيصرية قد يقلل بشكل كبير من وفيات الأمهات والمواليد".
وهذه الدراسة هي جزء من دراسة "أسوس" (دراسة نتائج الجراحات الأفريقية) التي تقوّم نتائج الجراحات لجميع المرضى الذين خضعوا لعمليات لمدة سبعة أيام في 183 مستشفى في 22 دولة إفريقية.
وهي تظهر أن العمليات القيصرية هي أكثر العمليات الجراحية شيوعا وتمثل ثلث الجراحات في أفريقيا، في حين أن معدل وفيات حديثي الولادة بعد عملية قيصرية يساوي ضعف المعدل العالمي.
وتعاني العديد من النساء المقبلات على الولادة في أفريقيا من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة ومن نقص الرعاية الطبية.
وأوضح بيكار "فيما تحاول دول عدة خفض معدل الولادة القيصرية، فإن زيادة معدلها في أفريقيا لا تزال أولوية".
وأضاف "سلامة القيام بهذا الإجراء قد تجنب (…) حصول مضاعفات لدى النساء وتخفض معدل الوفيات".
وارتفعت نسبة المواليد بعمليات قيصرية في العالم خلال 15 عاما من 12% إلى 21% بين العامين 2000 و2015 وفق دراسة نشرتها "ذي لانسيت" العام 2018.
وتشير التقديرات إلى أن نسبة تراوح بين 10% و15% من العمليات القيصرية ضرورية لأسباب طبية.
ارتفع عدد العمليات القيصرية في العالم في غضون 15 عاما من 12% إلى 21% من الولادات فيما تتجاوز هذه النسبة 40% في بعض الدول ما دفع أطباء نسائيين إلى التساؤل حول هذه "الآفة" في ملف نشرته صحيفة "ذي لانسيت" الطبية الجمعة.
وتقدر نسبة العمليات القيصرية الضرورية لأسباب طبية بـ10 إلى 15% من العدد الإجمالي. لكن 60% من 169 بلدا شملتهم الدراسة تتجاوز هذه النسبة ما يعرض للخطر حياة الأم والطفل على ما جاء في الدراسة المستندة إلى أرقام لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف.
وتتم أكثر من 40% من الولادات عبر عمليات قيصرية في البرازيل ومصر وتركيا وفنزويلا وتشيلي وكولومبيا وإيران.

إمراة
أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة

وأكدت منسقة الدراسة مارلين تيمرمان من جامعة الآغا خان في كينيا وجامعة غان في بلجيكا أن "الزيادة الكبيرة في العمليات القيصرية التي سجلت في غالبيتها في أوساط ميسورة ومن دون أسباب طبية، يطرح مشكلة بسبب المخاطر على الأم والطفل".
وأضافت "في حال حصول مضاعفات في الحمل يمكن للعمليات القيصرية إنقاذ أرواح وعلينا أن نسهل وصول النساء إلى هذه العمليات في المناطق الفقيرة لكن ينبغي عدم المبالغة".
وتطرق المؤتمر العالمي للطب النسائي والتولدي الذي عقد في البرازيل إلى خيوط عدة لتفسير أسباب هذه "الآفة" ومنها تراجع في مؤهلات الطاقم الطبي للإشراف على ولادة طبيعة تشوبها تعقيدات ومنافع برمجة الولادة نهارا والتعرفة الأعلى التي يتقاضها الأطباء وعيادات التوليد في حال إجراء عملية قيصرية…
ونصح المؤتمر العالمي للطب النسائي للحد من الإفراط في اللجوء إلى العمليات القيصرية، باعتماد سعر موحد لكل الولادات وإرغام المستشفيات على نشر أرقامها وتوعية النساء أكثر على المخاطر وتحسين التدريب على الولادات الطبيعية وتطوير وتعصير المستشفيات في افريقيا التي تعاني من الاكتظاظ وسوء الخدمات.