العنف وسيلة حكومة عبدالمهدي الوحيدة لمواجهة المحتجين

محتجون عراقيون يدعون الى مظاهرات حاشدة أطلقوا عليها جمعة الصمود للمطالبة بالتغيير السياسي وإسقاط حكومة عادل عبدالمهدي.

بغداد - اندلعت مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن العراقية ليل الخميس الجمعة في ساحة الخلاني بالعاصمة بغداد.
وأسفرت المواجهات عن إصابة 7 محتجين بدوح نتيجة الاستعمال المفرط للغاز المسيل للدموع إضافة إلى إطلاق الرصاص الحي وهو مشهد يتكرر كل يوم في العراق.
وكان محتجون عراقيون دعوا الى مظاهرات حاشدة اطلقوا عليها جمعة الصمود للمطالبة بالتغيير السياسي واسقاط حكومة عادل عبدالمهدي.
وقالت مصادر بالشرطة العراقية وفي القطاع الطبي إن قوات الأمن قتلت 3 من المحتجين وأصابت عشرات اخرين بجروح في بغداد الخميس.
وأضافت المصادر إن أحد المحتجين توفي في الحال إثر اصطدام عبوة غاز مسيل للدموع برأسه وان محتجا اخر توفي في المستشفى متأثرا بجروح من قنبلة صوت أطلقتها قوات الأمن.
ويأتي سقوط الضحايا رغم الدعوات التي أطلقتها منظمات حقوقية ودولية بضرورة التوقف عن استعمال عبوات الغاز المسيل للدموع نظرا لتسببها في مقتل عدد من المحتجين.
وقالت منظمة العفو الدولية قبل اسبوعين في بيان لها ان هذه القنابل المصنوعة ببلغاريا وصربيا هي من "نوع غير مسبوق" و"تهدف الى قتل وليس الى تفريق" المتظاهرين.
ودخلت المظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية في بغداد وتسع محافظات عراقية اخرى يومها الـ 22 للمطالبة بإعادة تشكيل العملية السياسية بعد أن أخفقت في تلبية مطالب العراقيين منذ عام 2003 وحتى الآن. 
وتشهد ساحات التظاهر في ساحة التحرير ببغداد وساحات التظاهر في محافظات البصرة والناصرية وميسان وواسط والسماوة والديوانية وكربلاء والنجف وبابل تدفقا بشريا كل يوم منذ ساعات الصباح الأولى للانضمام إلى آلاف المتظاهرين والمعتصمين داخل سرادق وخيم تم نصبها منذ انطلاق المظاهرات في الخامس والعشرين من الشهر الماضي . 

المحتجون في العراق
العنف لا يمنع تدفق الاف المحتجين الى الساحات كل يوم

وذكر شهود عيان أن العشرات من المتظاهرين انسحبوا من الطريق المؤدية إلى مجمع حقل مجنون النفطي شمال شرقي البصرة بعد ساعات من الاعتصام الليلة الماضية ، فيما شهدت ليلة الاربعاء اضطرابات أمنية خطيرة على خلفية قيام متظاهرين بإحراق منازل نواب وموظفين كبار في مناطق متفرقة في محافظة ذي قار مما أجبر القوات الأمنية على استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وتشهد جميع ساحات التظاهر والمدن المتظاهرة في ساعات الصباح الاولى كل يوم هدوء وانتشارا كثيفا من قبل القوات الأمنية حيث أغلقت وبشكل كامل ساحة الخلاني أمام حركة المتظاهرين باتجاه ساحة التحرير ووضعت كتل اسمنتية لمنع تسلل المتظاهرين والاصطدام بالقوات الأمنية المنتشرة قرب جسر السنك. 
وذكر مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي أن ساحات التظاهر ستشهد تدفق آلاف الموظفين للإعلان عن الإضراب العام لمدة يوم واحد تضامنا مع مطالب المتظاهرين. 
وتشهد ساحات التظاهر في ساعات الصباح فعاليات فنية متنوعة أبرزها إقامة جلسات غنائية وجلسات شعرية ، فيما يواصل العشرات من الرسامين تخليد أيام التظاهر بجداريات داخل نفق ساحة التحرير وفي عمارة المطعم التركي الذي يتحصن فيه المتظاهرون ويطل على نهر دجلة قبالة المنطقة الخضراء الحكومية. وتسعى الحكومة العراقية إلى البحث عن خيارات للتوصل إلى نقاط التقاء مع مطالب المتظاهرين الذين مازالوا يصرون على إقالة الحكومة وحل البرلمان الأمر الذي ترفضه الحكومة جملة وتفصيلا. 
ومازالت السلطات العراقية في بغداد تغلق جسري الجمهورية والسنك على نهر دجلة أمام حركة السيارات ، فيما أعادت افتتاح جسور الأحرار والشهداء و14رمضان أمام حركة السيارات للحد من الاختناقات المرورية التي تشهدها بغداد . 
وقتل أكثر من 300 شخص منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول مع إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على حشود المتظاهرين.

اشتباكات بين قوات الامن العراقية ومتظاهرين
السلطات العراقية لاتزال تغلق الجسور على نهر دجلة لمنع تقدم المتظاهرين

ودافع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الثلاثاء عن حكومته التي تواجه ضغوطا شديدة على وقع الاحتجاجات الشعبية والضغوط الدولية مؤكدا أن الحكومة ستستمر في أداء واجبها.
واتهم رئيس الحكومة من وصفهم بالمخربين بالتورط في استهداف قوات الامن نافيا التعرض للمحتجين السلميين.
ويتعرض رئيس الوزراء العراقي إلى جانب الضغوط الداخلية إلى أخرى خارجية وسط تنديد دولي بحملة القمع الواسعة التي يتعرض له المحتجون والتي سقط فيها عشرات القتلى بنيران قوات الأمن.
وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء عبدالمهدي على الاستجابة لمطالب المتظاهرين، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.
وكان البيت الأبيض قد دعا في بيان الاثنين إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق لنزع فتيل أزمة الاحتجاجات.