العويس تحتفي بفائزي جوائزها شعرا وقصة ونقدا وفكرا

مؤسسة سُلطان بن علي العويس الثقافية تحتفي بالشاعر المصري حسن طلب والقاص والروائي البحريني أمين صالح والمفكر المغربي عبدالسلام بنعبد العالي والناقد العراقي د.عبدالله إبراهيم، وذلك وسط حضور حشد كبير.

احتفلت مؤسسة سُلطان بن علي العويس الثقافية بالفائزين بجائزتها الثقافية في الدورةُ الثامنةَ عشرةَ 2022 ـ 2023، والتي ذهبت إلى من الشاعر المصري حسن طلب، والقاص والروائي البحريني أمين صالح، والمفكر المغربي عبدالسلام بنعبد العالي، والناقد العراقي د.عبدالله إبراهيم، وذلك وسط حضور حشد كبير يتقدمه وزير الثقافة الشيخ سالم بن خالد القاسمي ورئيس مجلس أمناء المؤسسة د.أنور محمد قرقاش، وأعضاء المجلس ونخبة من المبدعين والمثقفين والاعلاميين العرب.

افتتح الحفل بعرض فيلم تسجيلي قصير عن المؤسسة والفائزين، أعقبه كلمة رئيس مجلس الأمناء، قال "ولا يفوتُني في هذا المقامِ أن أُشيرَ إلى الظروفِ الاستثنائيةِ والإنسانيةِ الصعبةِ التي يمرُ بها أشقاؤنا أهلَ غزةْ، والتأكيدُ على وقوفِ الإماراتِ قيادةً وشعباً إلى جانبهمْ ودعمهمْ المستمرْ للتخفيفِ من المعاناةِ التي يمرونَ بها، آملينَ أن تتضافرَ الجهودُ العربيةِ والضميرُ الإنسانيِ ليعُمَ السلامْ والاستقرارْ، وأن يحظى الأشقاءُ في فلسطينِ بحقهمْ في دولةٍ مستقلةٍ ذاتَ سيادةٍ بعد طُولِ معاناة".

وأكد قرقاش أن الثقافةُ هي الروحُ التي تَزدهرُ بها الحضاراتِ وهي الهويةُ التي تُعطي الدولَ والشعوبَ هُويتها وتميُّزهاْ، وهي التي تُعززُ التفاهمَ والتواصلَ بين الناسْ، وتُمهدُ الطريقَ للتعايشِ والانفتاحِ في عالمٍ متنوعٍ بثقافاتهِ وإبداعاتهْ. ولطالما كانتْ دولةُ الإماراتِ مؤمنةً بأنْ الثقافةَ والإبداعَ طريقُ رئيسيُ من طرقِ التطور ِوالتقدمْ، ولطالما كان المبدعون والمثقفون محلَ تقديرٍ واحترامْ، ومنْ هُنا كانتْ وما زالتْ مؤسسة سُلطان بن علي العويس الثقافيةْ سباقةً إلى تكريمهم والاحتفاءَ بهم، فالأُممُ التي تحتفيِ بمُبدعيها ومثقّفيها هي الأممُ الحيةُ القادرةُ على مواصلةِ التنميةِ والازدهارْ. واليومُ وضمنَ مسيرةِ مؤسسةِ العويس الثقافيةْ في تكريمِ المبدعين نُرحّبُ بفوزِ كلٍ منْ الشاعر حسن طِلِب والناقدْ عبد الله إبراهيم والقاصْ أمين صالح والمفكر عبد السلام بنعبد العالي الذين تتشرّفْ بهم جائزة العويس وتُرحبْ بهم دولةُ الإماراتِ العربيةِ المتحدةْ. إننا في مجلسِ الأمناءِ سنواصلُ الحفاظَ على المكاسبِ التي حققتها المؤسسةْ، والتي تستمدُ حيويتها وموقِعها من تجربةِ الإماراتِ الرائدةِ ونموذجِها التنمويْ الذي انتهجتهُ القيادةُ الحكيمةُ برئاسةِ ِالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والتي قدمتْ الكثيرَ للثقافةِ والفكرِ على المستويين العربيِ والدوليْ، سواءُ من خلالِ دعمِ المؤسساتِ الثقافيةِ والعلميةِ أو دعمِ المثقفينَ والمبدعينْ، علاوةً على تقديمِ كُلِ السُبلِ الكفيلةِ بدعمِ المشهدِ الثقافيِ بكُلْ تفاصيلهِ في دولةِ الإماراتِ لتبقى واحةً للتميُز ِوالإبداعْ.

وألقى د.عبدالله إبراهيم (الفائز بالجائزة في حقل الدراسات الأدبيّة والنقد)كلمة الفائزين بالجائزة مشيرا إلى إن الجائزة شقّت طريقها بقوة في المجتمع الثقافي العربي، وابتكرت لها هوية لا غبار حولها منذ انطلاق دورتها الأولى في عام 1988، وبقيت أمينة على التعبير عن الهدف الأسمى الذي أعلنته منذ البداية، وهو ( تشجيع الأدباء، والكتّاب، والمفكرين، والعلماء العرب، وتكريمهم؛ اعتزازا بدورهم في النهوض الفكري والعلمي في مجالات الثقافة والأدب والعلم في الوطن العربي). ولو عاينّا مضمون الهدف المعلن للجائزة طوال خمس وثلاثين سنة، لاتّضح مدى تطابق الهدف مع الثمار التي قُطفَتْ منه، ففعلاً لا قولاً، ارتبطت الجائزةُ بنخبة من خيرة الأدباء والمفكّرين العرب، وكان لهم أعظمُ الأثر في تنشيط الفعل الإبداعي والثقافي، وزاد عددهم على مئة فائز بها.

أما تقرير لجنة التحكيم للجائزة والتي ضمت: إسكنــدر حبــش، د.حبيـب بوهـرو، د.حسين حمودة، د.صـبري مسلم، د.عبد الخالق عـبد الله، د.عبد الرحمان بو علي، د.محمد عبد الكريم حوراني، د.محمد لطفي اليوسفي، د.مريـم الهاشمـــــي، د.ميساء زهدي الخواجة، د.نيفين مسعــــد، د.يوسـف حطيــني، وألقته الخواجة، فقد جاء حاملا حيثيات الفوز:

أولاً: حقل الشعـر: الشاعر حســن طِلِــب.. حيث رأت اللجنة في تجربته فرادة وغزارة وتنوعًا، إضافة إلى وجود مشروع شعري متكامل ومتنام يتسم بالتجريب ويمازج بين الشعرية والصوفية والرؤى الفلسفية، ويشتغل على توزيع القصيدة وفق نمط ذاتي يجمع بين الشكل البصري والقيمة الصوتية للحروف والكلمات، ومساءلة اللغة وتجريب إمكاناتها إلى الحد الأقصى، بحثاً عن قصيدة الإشراقات، واستثمار الإيقاع بأشكاله المختلفة، والشاعر في ذلك كله يعيد صياغة العلاقة مع التراث الإنساني، ويكتب قصيدة بشكل متفرد ومتجدد.

 ثانياً: حقل القصة والرواية والمسرحية: للقاص أمين صالح، وذلك لامتلاكه تجربة إبداعية مغايرة، تمثلت في ما كتب من قصص قصيرة ونصوص وأعمال أخرى تدلت على أنه متنوع الثقافة متعدد الاهتمامات. وتمتاز لغته بأنها تمزج بين السرد والشعر لتحقيق الانسجام المطلوب في هذا النوع من الكتابة الإبداعية، وهو غالبًا ما يختار الجديد الغرائبي من أجل إدهاش المتلقي، ويحرص على ألاّ يقع في المكرور والمعاد، وقد أفاد من السريالية، ومن التقنيات السينمائية المتنوعة في مشروعه الإبداعي.

 ثالثاً: حقل الدراسات الأدبية والنقد: الناقد عبد الله إبراهيم، الذي تتسم مؤلفاته بوضوح الرؤية المنهجية والانشغال بموضوع السردية العربية ومنجزاتها وسياقاتها المتحولة، والاهتمام بالقضايا الثقافية، وإعادة تأمل العلاقة بين الشرق والغرب، ما أدى إلى توسيع دائرة الكتابة النقدية؛ فغدت حفرًا معرفيًا حضاريًا يفكك المقولات والأطروحات والأنساق الثقافية والمفاهيم الفكرية السائدة، في نتاج مهم تنامى بدأب وعمل متصل وتمثّل في تقديم مشروع نقدي متكامل.

رابعاً: حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية: الدكتور عبد السلام بن عبد العالي، وذلك لأنه من رواد المدرسة التفكيكية في الثقافة العربية، وهو يرى في الأدب والكتابة والترجمة مداخل مهمة للفلسفة. وتتميّز أعماله بأسلوب سهل يقارب بين المتخصّص وغير المتخصّص. كما تتميّز أفكاره بالاتساق والتكامل والترابط، وكأنه يشيّد بناءً متعدّد الطبقات. وهو باحث غزير الإنتاج ممتّد العطاء، ويربط الفلسفة بالمجتمع ويناقش من خلالها قضايا التطوّر ومستجدات الواقع، وتمتاز أعماله الفكرية بالأصالة والاستمرارية.