العيدان ترسم البهجة على وجوه البشر

مبادرة عصون عبدالله العيدان تهدف إلى إدخال البهجة على قلوب ووجوه الأطفال والشباب في بلدان العالم الثالث.
العيدان تشدد على ضرورة أن يتحلى الفنان بروح المبادرة، والقدرة على التعامل مع ثقافات مختلفة
الفنانة الكويتية تتناول الدور الفكري والفلسفي للمصورين من جيل الرواد في نهضة الحركة التشكيلية الكويتية

اختارت الأكاديمية والفنانة التشكيلية الكويتية، الدكتورة غصون عبدالله العيدان، أن تكون لوحاتها بمثابة رسالة سلام للعالم أجمع، وآداة لرسم البهجة على وجوه البشر الذين أتعبتهم الحروب والنزاعات والتخبط الذي يجتاح الكثير من مناطق العالم.
العيدان أطلقت مبادرتها "نرسم... بهجة"، بهدف إدخال البهجة على قلوب ووجوه الأطفال والشباب في بلدان العالم الثالث، وخرجت من تلك المبادرة من الكويت، لتصل على بلدان أخرى، ومدن بعيدة مثل أسوان المصرية.
وتقول غصون عبدالله العيدان، إنها تقوم برعاية مبادرة "نرسم .. بهجة" من أجل إنارة بصيرة المشاركين بالفنون، من خلال رسم البهجة والفرحة، وأخذ عقولهم إلى مناطق مهمة يجب عليهم معرفتها، بجانب ما للفن من آثار وجدانية واجتماعية تهذب النفس وتذكي روح المنافسة والإبداع بين المتلقين.
وتشدد العيدان على ضرورة أن يتحلى الفنان بروح المبادرة، والقدرة على التعامل مع ثقافات مختلفة، وأن يعي جيدا بأن "الفن رسالة وعطاء". وأن تتبنى الأعمال الفنية رسائل تدعو لنشر ثقافة التسامح والسلام، وأن يكون الفنان التشكيلي في طليعة من يتصدون للكثير من صور العنصرية والتنمر التي تنتشر بالمجتمعات الإنسانية.
العيدان التي تعمل أستاذا محاضرا، وفنانة تشكيلية، وراعية لمبادرة "نرسم بهجة"، وكبير اختصاصي فنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ترى بأن بيئة وطنها الكويت غنية بالمفردات والموضوعات التشكيلية، بما في ذلك البيئة البدوية الصحراوية والبيئة البحرية، والبيئة الحضرية أيضا.
فهناك صيد اللؤلؤ، والمفروشات التراثية، والمباني التاريخية والمعاصرة وأبراج الكويت، والألعاب الشعبية، وهى موضوعات ومفردات فنية، تناولها الفنانون الكويتيون في ممارساتهم لمختلف أنماط الفنون التشكيلية، وأن الأعمال التشكيلية الكويتية صارت غنية بمفردات البيئة البدوية والبحرية.
ورأت غصون عبدالله العيدان، بأن الحركة التشكيلية الكويتية غنية برموزها الفنية الكبيرة، وفى مقدمة تلك الرموز الفنان الراحل معجب الدوسرى، الذي أسس لتلك الحركة الفنية الرائدة بالكويت، وأن هناك جيل الرواد الأول الذي ضم بجانب الدوسرى وجوها أخرى مثل بدر القطامي، وعبدالأمير مطر، ثم جيل الرواد الثاني، الذي من بين رموزه ثريا البقصمى، وسعود الفرج، وسامي سيد عمر، ومحمود أشكناني، ثم الجيل الحالي وجيل الشباب.

وقالت الأكاديمية والتشكيلية الكويتية، غصون عبدالله العيدان إن رسالتها لنيل درجة الدكتوراة، تناولت "الدور الفكري والفلسفي للمصورين من جيل الرواد في نهضة الحركة التشكيلية الكويتية"، و"تاريخ جيل الرواد من التشكيليين الكويتيين الذين تركوا بصمة في الحياة الفنية".
وتشير العيدان إلى أن المرأة الكويتية كان لها إسهامات كبيرة في الحركة التشكيلية بالبلاد، ولكن بفعل ظروفهن، وارتباطهن بأسر وأزواج وعادات وتقاليد، لم ينلن حقهن من الشهرة، وأن رسالتها لنيل درجة الماجستير تناولت تاريخ وأعمال الكثير من هؤلاء الفنانات، حيث دارت الرسالة حول "أهم الخصائص الفنية التي ترتبط بأعمال الفنانات الكويتيات في مجال التصوير المعاصر".
وكشفت عن أن استخدام أجهزة الحاسب الآلي والتقنيات الحديثة في الرسم، هو خطر يهدد مستقبل ذلك الفن، لأنه يفقد العمل الفني قيمته الحسية والجمالية، وأن العمل الفني، هو عبارة عن مجموعة من العواطف والمشاعر.
وأكدت على أن بعض الفنانين أصبحوا لا يمسكون بالفرشاة، وأصبحوا يمارسون الرسم بالآلات.
وترفض الفنانة غصون عبدالله العيدان، أن ينتمي الفنان لمدرسة فنية بعينها، مشيرة على أن العمل وطبيعته هو من يحدد المدرسة التي سينتمي لها، وأن على الفنان أن يستفيد من مختلف المدارس الفنية، ويوظفها في خدمة عمله وتوصيل رسالته الفنية للمتلقي
وحول اقتناء الأعمال الفنية، قالت العيدان بأنها تحرص على اقتناء الأعمال الفنية المتميزة جدا، وأن اقتناء الأعمال التشكيلية تأثر كثيرا بالمشكلات الاقتصادية العالمية، وأن تلك الأزمات الاقتصادية المتكررة التي يشهدها العالم، ويتأثر بها الجميع، أدت لتراجع الإقبال على اقتناء الأعمال الفنية، وأن البعض بدا يلجأ لشراء نسخ غير أصلية من الأعمال الفنية لرخص سعرها.